أمين الأديب
تصدير المادة
المشاهدات : 7721
شـــــارك المادة
بين المجزرتين تسكن آلاف القصص… ونفس المنهج الذي يحكم. لم تكن مجزرة حماة في عام 1982م من القرن الماضي حالة استثنائية، بل كانت عنوان مرحلة تتبعها مراحل تختلف عن بعضها في نتاج المعالجة والرقم الحاصل للعملية. فأصبح من البديهي أن يستنتج أي صاحب عقل أن المنهج المتّبع عام 2011م هو نتيجة استنساخ لصورة طبق الأصل لما حصل قبل ثلاثين عام من هذا التاريخ. وبنظرة سريعة على ما يحدث نستنتج أوجه التشابه فيهما: ففي حماة قبل ثلاثين عاماً، حرص القاتل الأول على تغييب الحقائق بشكل تام ليمارس هوايته في ارتكاب فظائعه بدون مقاطعة مزعجة من مدّعٍ لحقوق إنسان أو متطفّلٍ يستنكر فعل الإجرام. كذلك الأمر في عام 2011م، والقاتل الابن يخطب في مدرّج الجامعة ليعتبر حيازة أجهزة التصوير المحمولة بالجيب جريمة نكراء سيعاقب عليها بيد من حديد. وما لم يختلف أيضاً بين الجريمتين هو أن النهج المتّبع ليس إلا القتل بالغطاء الصهيوعالمي، فلا قدرة عنده للحوار، ولا إمكانية للفهم أو العلاج سوى بإطلاق الرصاص تلو الرصاص. وبين المجزرتين تغييب تام لوجود سوريا، بدءاً من الضمير والعقل البشري، وانتهاءً بالغياب الفعلي للوجود في ركب الحضارة الإنسانية. ترى؛ ما الفرق بين العامين 1982م و2012م بعد مرور ثلاثين عام؟ هل سيكتب أحد المدوّنين عام 2042م عن التشابه بين المجازر الثلاثة؟ أعتقد أن الكل يعرف أنه سيفعل طالما أننا نذرف الدموع بلا عمل ولا معنى، ولطالما بقيت المشايخ تتغنى بالقائد وإصلاحات القائد. ولا ينكر أحدكم دورهم في تغييب النخوة عن رؤوس البشر.. وهم إن أرادوا اقتلعوا النظام بكلمات ربما يكونون أول ضحاياها.
أبو عبيدة الحموي
هشام الشامي
هبوووش
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة