..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

قصيدة الدستور والساطور

طريف يوسف آغا

٢٥ فبراير ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3659

قصيدة الدستور والساطور
004458.jpeg

شـــــارك المادة

كلنا سمعنا عن الدستور الجديد الذي قدمه النظام السوري على أمل أن ينهي به ثورة بدأت منذ سنة وكلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين والمفقودين. أريد أن أذكر هنا بأن الأنظمة الديكتاتورية -ونظامنا أحد أفضل الأمثلة عليها- تستعمل الدستور، وكذلك مجلس الشعب والوزارة وبعض الأحزاب الشكلية كمجرد ديكور لتحسين وجهها القبيح داخلياً وخارجياً. فالدستور الأول والأخير والمجلس الأول والأخير يتمثل في شخص الحاكم والذي تطلق عليه شتى الألقاب مثل القائد الخالد والزعيم التاريخي والرئيس الملهم وغيرها.


الدُسـتورْ والساطورْ:
قالوا: هذا هوَ الدُسـتورْ
فأوقفوا ثورتَـكُمْ وعودوا إلى بيوتِـكُمْ
فقلنا لَـهُمْ: انقعوهُ في الماءِ واشـربوهُ
عَلَّـهُ يَشـفيكمْ مِـنْ غَبائِـكُمْ وإجرامِـكُمْ
نَحنُ ما انتخبناكُمْ ولكِنْ حَكمتونا بِحَـدِّ السـاطورْ
فبأيِ حَـقٍ تكتبونَ الدُسـتورْ؟
أنتُمْ مَـنْ ذبحتمْ حِمصَ وحَمـاةَ وجِسـرَ الشُـغورْ
فبأيِ حَـقٍ تكتبونَ الدُسـتورْ؟
وأنتُمْ مَـنْ حفرتُمْ لِلشَـعبِ آلافَ القُبورْ
فبأيِ حَـقٍ تكتبونَ الدُسـتورْ؟
أنتُمْ مَـنْ تفاخرتمْ بالظلمِ والجـورْ
فبأيِ حَـقٍ تكتبونَ الدُسـتورْ؟
وأنتُمْ مَـنْ بُعتمُ الجولانَ لتَسـكُنونَ القُصورْ
فبأيِ حَـقٍ تكتبونَ الدُسـتورْ؟
أنتُمْ مَـنْ هَدمتمْ مَعَ الناسِ كُلَّ الجُسـورْ
فبأيِ حَـقٍ تكتبونَ الدُسـتورْ؟
لو بلعتُمْ ورقَ المـُصحَفِ
فما عُدنا نُصَدِقُـكُمْ
ومهما أقسَـمتُمُ اليَمينَ
فغيرُ مقبولٍ باتَ يَمينُـكُمْ
مهما أطلقتمُ الوعـودَ
فما عادتْ تُصرَفُ وعودُكُـمْ
ومهما وضعتمْ مِـنْ دَسـاتيرَ
ففي القُمامَـةِ سـنَضَعُ كُلَّ دَسـاتيرِكُـمْ
إنْ أحييتمْ كُلَّ مَـنْ قتلتُـمْ
فلنْ ننسـى أياً مِـنْ مجازرِكُـمْ
وإنْ أعدتمْ كُلَّ ما نَهبتُـمْ
فما عُدنا بقادرينَ أنْ نُسـامِحَكُمْ
ومَهما قدمتُمْ مِـنَ الإصلاحاتِ
فلنْ نُصالحَـكُمْ
ما عُدنا نَسـمعُ ما تقولونْ
فلأربعينَ عاماً ولا يَـئِزُ في أذاننا إلا رَصاصُـكُمْ
وما عادتْ تصلُ إلينا أصواتُـكمْ
فلأربعينَ عاماً ولا تدوّي في أسـماعنا إلا مَدافِعُـكُمْ
ما عُدنا نفهمُ اللغةَ التي تتكلمونَ
فلأربعينَ عاماً ولا يأتينا إلا صوتُ نَهيقِـكُمْ
ولا نستطيعُ أنْ نتنفسَ نَسـيمَ حُرِّيَتِـكُمْ
فلأربعينَ عاماً ونحنُ نتنفَسُ عَفنَ سُـجونِـكُمْ
ولا نستطيعُ أنْ نقبلَ كَرامتَـكُمْ
فلأربعينَ عاماً ونحنُ نتجرَعُ كؤوسَ ذُلِّـكُمْ
يؤسِـفُنا أنْ نقولَ لكمْ بأنَّـكُمْ
على تقديمِ أيِ شَيء ٍ قد تأخرتُـمْ
وإنْ وهبتمونا اليومَ كلَّ الدُنيا
سَـنقولُ لكمْ ردّوها عليكُمْ جَمائِلَكُمْ
لا نريدُ إلا شَـيئاً واحداً مِنـكُمْ
أرونا عرضَ أكتافِـكُمْ
فهذا البلدُ ما عادَ يتسِـعُ لكِـلَينا
فإمّـا الشَـعبُ وإمّـا أنتُـمْ

المصدر: أرفلون نت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع