..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

قصيدة: إلى أطفال مذابح كرم الزيتون بحمص

حسان الجاجة

٢ فبراير ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 10680

شـــــارك المادة

هذه أبيات كتبتها بدمي لأولئك الأطفال الذين ذُبحوا مع أمهم وأحدهم اقتلع شعرها بيده من شدة تشبثه بأمه. والعالم المتحضر لم يتفق على قرار إدانة الجزار بعد !

أطفال مذبحة كرم الزيتون

 

قلبي تفطَّر والمنامُ جفاني ... وتقرحت لجراحِهم أجفاني

ماذا جنى طفلٌ رضيع يصطلي ... حقدَ المجوسِ وعصبةِ الشيطانِ

من ذا رآى ذاك الوليدَ مضرّجاً ...  بدمائِه ، ومشوّهَ الأركانِ

لكأنّ في أذنيّ صوتُ أنينه ...  والعلج ينزِعه من الأحضانِ

ماما ويقبض شعرَها متشبثاً... متمنعاً من مجرمٍ خوّانِ

ماما ويبكي يستغيثُ ولا ترى ... إلا حرابَ الذئبِ في الحِملان

ماما وتمتزجُ الدموعُ وصوتُها ... متحشرجاً، أفديه كلُّ كَياني

ذبحوكِ يا أختاه ألفَ مَنيّة ... والشَّعر يشَهد في يدِ الفِتيان

وكأنما تلك القلوبُ حجارةٌ ... بل شرُّ ما وطئت ثَرى الأوطانِ

لكِ أسوةٌ في حرة أودى بها ... فرعونُ موسى سالفَ الأزمان

يا قبضةَ الطفل الذبيح معفراً ... هل توقظين ضمائرَ الإنسان

قسماً ورب العالمين نقولُها ... قسماً وعزّةِ واحدٍ ديانِ

أوما درت تلك الكلابُ بأننا ... سندوسُها كصغائرِ الجعلانِ

لو ينطق الجبلُ الأصمُّ لقالها ... حمصٌ تدكُّ معاقلَ الطغيانِ

وحماةُ في أمِّ الفداءِ أسودُها ... والرستنُ الشماءُ لستَ تُدانِي

وبغوطةٍ أرضُ الملاحمِ عزةٌ ... والشامُ شامخةٌ مدى الأزمانِ

والكُردُ مقبرةُ الطغاة ديارُهم ... والدَّيرُ أرضُ بواسلِ الشجعان

وبإدلبٍ سبقَت جيوشٌ حرةٌ .. والساحلُ الغربِيْ عزيزُ الشانِ

حورانُ فخرٌ للشآم بأسرِها ...  منها تفجَّرُ ثورةُ البركانِ

شهباءُ قمتِ فللمعالي أقدمي  ... ولتلحقي بالركبِ دونَ تواني

سنعودُ يا شامَ الصمود أعزة ... وندوسُ عرشَ الذُلِّ والطغيانِ
 

اقرأ ايضاً

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع