..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

من حماة.. إلى طفلة وحرائر تلكلخ

أبو عبد الله الحموي

٢١ مايو ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6806

من حماة.. إلى طفلة وحرائر تلكلخ

شـــــارك المادة

مَن مِنا لم يشاهد منظر تلك الطفلة البريئة التي حرمت من أبيها في تل كلخ، ولجأت مع عائلتها إلى لبنان. وهي تقسم لتأخذن بثأر أبيها، والدمع يتحدر من مآقيها.
منّة الله بنت الشهيد ماجد العكاري -رحمه الله-، مشهد يرق له القلب، فتقع دموعها في القلب قبل أن تجيبه دموع العينين.

 

قلبي تفجّرَ باللظى موار  *** وبكَت مآذنُ تلْ كلَخْ والدارُ
في كل بيتٍ أو فناءٍ  قصةٌ   ***   تحكي جرائمَ صاغَها بشارُ
جادَت مآقي الشعرِ سيلاً من دمٍ  ***  والعقلُ من لؤمِ الذئابِ يحَارُ
يا دوحةً فيها النداءُ مجلجِلاً  ***  الله اكبرُ،  صوتها إعصارُ
عاث اللئام بها وجُنّ جنونهم   ***  قتلٌ وسِجنٌ خِسةٌ ودمارُ
كم رمّلوا من حرةٍ أو يتّموا  *** طفلا ً، وسالت بالدِّماء أنهارُ
يا حرةً نهش الطغاةُ عفافَها *** ككلابِ غابٍ نبحُهُن سُعارُ
يا مهجةَ الأطفالِ ضجّ أنينهُم   ***  وعتى عليهم غاشمٌ جبارٌ
يا مهجة الأطفالِ هل لي من يدٍ  ***  تأسوا جراحاً دمعُها مِدرارُ
يا طفلةً حرِمت حنانَ أبوّةٍ  ***  ومقالُ حالِكِ عزةٌ وفخارُ
دمعاتُك الحَرّى لهيبُ مجامرٍ    ***  وأنينُ قلبكِ ثورةٌ ومنارُ
في ليلةٍ لف الظلامُ سكونَها ***  ضجّت، فبرقُ القاذفاتِ نهارُ
تلك الرعود صواعقٌ من مِدفعٍ *** أو راجماتٍ نطقهنّ دمارُ
ناديتِ لو أسمعتِ حياً طفلتي *** أبتاه غابَ، وأنَّتِ الأطيارُ
قتلوكَ يا أبتاه غدراً، والذي  *** فطر السماء فلن يضيع الثار
أبتاه ذنبك أن غدوت مسالماً  ***  طلبُ الكرامة في بلادي، العارُ
خطفتكَ يا أبتاه أيدٍ شلَّها  ***   ربُّ السماء ودكّها إعصارُ
أبتاه إني لم أراك مودَّعاً  ***  فلقد مُنعتُ ومُنّعَ الأحفَارُ
أبتاه لا تحزن فإني طفلةٌ  *** في أضلعي عزُّ الإباءِ فخَارُ
سأعود يا أبتاه أروي قصةً *** للمجد فيها للخلود منارُ
سأعود يا أبتاهُ عزمي صامدٌ  ***  جُلمودُ صخرٍ مِن علٍ هدّارُ
يا أمة الأحرار،  أين رجالكم *** هل عزَّ منكم فارسٌ مغوارُ
يا أمة الأحرار إني أصطلي  *** نار الهجيرِ، فهل علاكِ صَغارُ
أو ما سمعتم صوتَ ثكلى حُرةٍ  *** أو طفلةٍ من يتمها تحتارُ
يا طفلتي أخجلت قومي همّةً  *** ولسوف نمضي لن يكون عِثارُ
حمصٌ وشامٌ والجنوبُ عزيمةٌ *** وحماةُ تأبى الضيمَ، ذاك شعارُ
أما الشَّمالُ فللرجولة مَضرِبٌ  *** حلبُ الشهامةِ شعبُها مِغوار    
إني لأبصرُ ثغرَ فجرٍ باسمٍ  ***  ويضيءُ من رحِم الظلامِ نهارُ
ويعودُ للشامِ السليبةِ عِزُّها  *** ويصيبُ عرشَ الظالمينَ بوارُ

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع