أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 3016
شـــــارك المادة
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بتاريخ 25.09.2017 تحت عنوان: (الحرب السورية تتوقف، ومستقبل الأسد أكثر أماناً من أي وقت مضى) على الرغم من أن الحرب السورية الدموية التي استمرت ست سنوات لم تنته بعد، إلا أن نتيجة واحدة أصبحت واضحة بالفعل: وهي احتمالية بقاء رأس النظام السوري "بشار الأسد". ومنذ أن استعادت الحكومة السيطرة على بلدة "مضايا" الجبلية بعد حصار مطول، تحسنت الحياة هناك لأولئك الذين بقوا، حيث غادر القناصة، وعادت الكهرباء، وتوفر الطعام في الأسواق، وفتحت المقاهي، وعاد الناس إلى حياتهم الاعتياد إلا أن هذه التطورات لا تعني أن الطريق أمام "الأسد" سهل، خاصة وأنه لا يزال منبوذا في كثير من أنحاء العالم، ويحكم أرضا منقسمة، وإذا خرج منتصرا، فمن المرجح أن يترك له دولة ضعيفة خاضعة للنفوذ الأجنبي، وتفتقر إلى الموارد اللازمة لإعادة البناء. إلا أن قدرته على التحمل لها تداعيات خطيرة على البلاد وعلى الشرق الأوسط، مما يؤثر على آفاق استقرار سورية في المستقبل، وعلى عودة اللاجئين إلى ديارهم وإلى حكومة النظام للاستفادة من الأموال الدولية لإعادة بناء المدن المدمرة. وقد اعترف الأسد بنفسه بحصيلة الحرب، لكنه قال إنه قام بتنقية الدولة من خلال القضاء على التهديدات للأمة وتوحيد السوريين حول مشروع مشترك، حيث قال في مؤتمر عقد في العاصمة السورية دمشق الشهر الماضي: "لقد خسرنا أفضل شبابنا وبنيتنا التحتية، ولكن في المقابل، ربحنا مجتمع أكثر صحة وأكثر تجانسا بالمعنى الحقيقي ". والآن، نجح الأسد في إبعاد خطر الفصائل المعارضة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الدعم المالي والعسكري الثابت من جانب داعميه الأجانب. وتسيطر حكومته على أكبر مدن سورية، ومعظم سكانها الباقون يعيشون -بشكل عام- في ظروف أفضل من تلك الموجودة في أماكن أخرى من البلاد. وذلك كله بفضل الدعم المقدم من روسيا وإيران وحزب الله.
لم تتمكن الفصائل المعارضة، وهي مجموعة متباينة من الفصائل ذات الأيديولوجيات المختلفة، من تشكيل جبهة موحدة، أو إقناع جميع السوريين بأنهم سيخلقون مستقبل أفضل. وخاصة بعد أن انضم المتطرفون المرتبطون بتنظيم القاعدة إلى صفوفهم، وتقلصت أراضيهم حيث تخلى مؤيدوهم عن التركيز على قتال تنظيم الدولة الإسلامية. ولكن "الأسد" هو في كثير من النواحي رئيس دولة محدود، إذ لا يزال جزء كبير من الأراضي السورية خارج يديه، وقد أقامت القوى الأجنبية مجالات النفوذ، مما يقوض دعواه لحكم كل سورية ففي الشمال: القوات التركية المتحالفة مع الفصائل المعارضة، وفي الشرق: الولايات المتحدة التي تعمل مع المقاتلين الأكراد والعرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وذكر تقرير صدر مؤخرا عن البنك الدولى أن الناتج الاقتصادى المفقود فى البلاد -خلال السنوات الست الأولى من الحرب- بلغ 226 مليار دولار أمريكى، أي أربعة أضعاف ناتجها المحلي الإجمالى عام 2010 قبل بدء الصراع، وبينما أصبحت صور المدن السورية المدمرة أيقونة للحرب، فإن تكلفة العوامل غير المرئية -مثل العلاقات الاجتماعية المدمرة- يمكن أن تتفوق على الأضرار المادية مرات عديدة، كما قال هارون أوندر في المؤلف الرئيسي للتقرير. ولا يزال المسؤولون في الولايات المتحدة وأوروبا يأملون في أن يترك الأسد منصبه في اتفاق سياسي في نهاية المطاف، لكنهم لم يتعهدوا بمحاسبته على وحشيته وجرائمه المرتكبة ضد حقوق الإنسان. هذا وقد نزح نحو نصف سكان سورية بسبب الحرب، إذ لجأ أكثر من خمسة ملايين منهم إلى الخارج، وهرب العديد بسبب القصف العنيف من قبل قوات النظام، فيما يخشى الكثيرون من العودة بسبب عدم توفر الأمن أو خوفا من الاعتقال أو التجنيد الإجباري من قبل قوات الأسد.
نشرت صحيفة "تلغراف" البريطانية بتاريخ 25.09.2017 تحت عنوان: (في الوقت الذي ينهار فيه داعش..عشرات المقاتلين البريطانيين يحاربون في سورية) قال شيراز ماهر، الباحث في كلية كينغز في لندن، الذي أجرى مقابلات مع نحو 100 مقاتل أجنبي: "كانوا نشطين جدا على وسائل الإعلام الاجتماعية، لكن ذلك توقف قبل حوالى 18 شهرا ". ويعتقد الدكتور ماهر أن أعدادا كبيرة من المتمردين البريطانيين قتلوا خلال معارك في مدينة كوباني شمال سورية عام 2015، ما أدى إلى تشديد الأمن الداخلي لدى داعش. وتقدر السلطات البريطانية أن حوالى 850 شخصا من بريطانيا سافروا الى سورية للقتال مع الجماعات الإسلامية خلال الصراع المستمر منذ ست سنوات. ويعتقد أن نحو 250 من هؤلاء قد أعيدوا، لكنهم كانوا في الغالب مقاتلين مع جماعات إسلامية أخرى مثل النصرة، التي لا تزال تفتخر بكتيبة بريطانية كبيرة.
وكانت قاعدة بيانات تم جمعها من مصادر منشورة على هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في الصيف الحالي تضم 276 مقاتلا بريطانيا معروفين، حيث أدرجت 82 منها في سورية أو العراق.
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة