المرصد الاستراتيجي
تصدير المادة
المشاهدات : 3327
شـــــارك المادة
خلال اجتماعه الذي استغرق ثلاث ساعات يوم الأربعاء 23 أغسطس بالرئيس الروسي في منتجع سوتشي على البحر الأسود؛ لوح نتنياهو بإمكانية اندلاع "حرب إقليمية" ليكون هذا التهديد بالحرب هو الثاني في غضون السنوات الخمس الماضية . ففي 2012 هدد نتنياهو بأن التوصل الى اتفاق نووي مع إيران سيؤدي إلى حرب إقليمية، إلا أن إدارة أوباما لم تأبه بتلك التهديدات ووقعت الاتفاق النووي عام 2015 لتتحول بعدها إيران من لاعب صغير مفلس إلى قوة شرق أوسطية ترابط قواتها على أعتاب الكيان الصهيوني. لكن الأوضاع تغيرت منذ عام 2012؛ فرئيس الوزراء يمضي فترته الثالثة ويتعرض لسيل من الانتقادات اللاذعة لتراخيه أمام المد الإيراني، في حين يضغط قادة المؤسسات الاستخبارية للقيام بعمل عسكري وقائي ضد "حزب الله" وإيران. وكانت تل أبيب قد تبنت خلال السنوات الستة الماضية سياسة دفاعية تهدف إلى إبعاد إسرائيل عن الصراعات التي تدور حولها عبر بناء حواجز دفاعية متينة في المناطق الحدودية، وتعزيز القدرات الدفاعية، وتقوية العلاقات مع الدول العربية، الأمر الذي أبعد "إسرائيل" عن الاضطرابات التي عصفت بالمنطقة، لكنه أضعف تأثير تل أبيب خارج الأسوار الدفاعية التي أحاطت نفسها بها. وفي المقابل عززت طهران سياستها التوسعية في غضون السنتين الماضيتين بحيث أصبحت قواتها العسكرية والميلشيات التابعة لها على خط المواجهة مع العديد من دول المنطقة ويدور الحديث في الأروقة الأمنية والعسكرية بتل أبيب حول ضرورة التخلي عن سياسة النأي بالنفس، والتصدي لمخاطر التوسع الإيراني حيث تجاوز عدد الميلشيات الشيعية في سوريا 100 ألف مقاتل، في حين أغرقت طهران الحدود العراقية-السورية بآلاف العناصر من قوات ميلشيات الحشد الشعبي، في حين تتجه إدارة ترامب لترك المنطقة برمتها تحت سيطرة القوات الروسية والإيرانية. ووفقاً لمصادر أمنية مطلعة فإن تلويح نتنياهو بإمكانية اندلاع حرب إقليمية في المنطقة تنبع من توجه تل أبيب للعودة إلى السيناريو الذي اضطر للتخلي عنه قبل خمس سنوات، وبالتحديد شن ضربات جوية على منشآت إيران النووية، حيث تشير مصادر أمنية من تل أبيب إلى أن تعيين اللواء أميكام نوركين قائداً لسلاح الجو في منتصف شهر أغسطس الماضي جاء لتعزيز قدرات "إسرائيل" على شن عمليات واسعة النطاق، ووضع بنك أهداف "سري" يشمل سائر المهددات الإقليمية، حيث تحدث نوركين في حفل تنصيبه عن ضرورة مواكبة التطور التكنولوجي ومواجهة الأخطار المتجددة، مؤكداً أن سلاح الجو يملك تقنيات عسكرية ستفاجئ سائر الخصوم بإمكانية تل أبيب ضرب مختلف الأهداف على بعد آلاف الكيلومترات، مما يؤكد التسريبات بشأن تبني تل أبيب إستراتيجية حرب إقليمية خفية في غضون الأسابيع المقبلة. أما على الصعيد البري، فقد شرعت تل أبيب في إجراء أضخم مناورات من نوعها منذ قرابة 20 عاماً بالقرب من الحدود السورية، حيث يجري الجيش الإسرائيلي تدريباً عسكرياً واسع النطاق يحاكي حرباً مع "حزب الله"، وذلك بهدف الوقوف على الجاهزية العسكرية لمواجهة حرب واسعة قد تندلع في الشمال. ويشارك في هذه المناورات قوات كبيرة في الخدمة النظامية والاحتياط من بينها فرق عسكرية، و20 لواءً، إلى جانب كتائب تجميع حربي، وقوات خاصة، ووحدات هندسية ولوجستية، يدعمها سلاح الجو والبحرية والاستخبارات وقوات الجبهة الداخلية، وتتضمن التدريب على تكنولوجيات جديدة مثل: تسيير شاحنات بدون سائقين، وطوافات بدون طيارين لتنفيذ عمليات إخلاء، وعمليات إجلاء المدن، وصد عمليات التسلل عبر الحدود، وإبطال عمل خلايا التجسس.
للاطلاع على التقرير كاملاً: التقرير الاستراتيجي العدد 47 إعداد: المرصد الاستراتيجي
الشرق الأوسط
العربية نت
العصر
الأناضول
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة