نظام الأسد يصعد في إدلب ويستهدف المدينة ب40 غارة جوية، وميلشيات النظام تتكبد خسائر فادحة في البادية السورية، وفي الشأن السياسي: حجاب يؤكد لعدد من الرؤساء أن نجاح العملية السياسية في سورية مرتبط برحيل الأسد، وفي الوضع السياسي: دخول قافلة أممية تضم 14 شاحنة مساعدات إلى إدلب، وتركيا تقول إنها تلقت 25% مما تعهد به الاتحاد الأوربي للاجئين السوريين، أما دولياً: حشود عسكرية تركيا نحو الحدود السورية، وفرنسا تدعو إلى إنشاء مجموعة اتصال حول سورية. 

جرائم نظام الأسد وروسيا والتحالف الدولي:

40 غارة جوية على ريف إدلب منذ الصباح، ودمار كبير في المراكز الخدمية:
شن الطيران الحربي اليوم قصفاً مكثفاً على مدن وبلدات ريف إدلب، مستهدفاً المراكز الحيوية والخدمية في المحافظة، بالتزامن مع المعركة التي أطلقها المجاهدون اليوم في ريف حماة.
وقال الدفاع المدني إن الطيران الحربي شن 40 غارة جوية على مدن وبلدات ريف إدلب، استهدفت الأحياء السكنية والمشافي والنقاط الطبية ومراكز الدفاع المدني.
واستهدف الطيران الحربي صباح اليوم مشفى الرحمة في خان شيخون بريف إدلب الجنوبي ما سبب دماراً كبيراً فيه وأدى لخروجه عن الخدمة، كما شن الطيران ذاته أربع غارات على مشفى كفر نبل الجراحي في ريف إدلب الجنوبي.
قصف عنيف جداً يستهدف عدة مشافٍ بريف إدلب:
شهدت مدن وبلدات ريف إدلب قصفاً عنيفاً جداً من قبل الطيران الحربي منذ الصباح الباكر، بالتزامن مع إطلاق الثوار معركة في ريف حماة.
واستهدف الطيران الحربي مشفى الرحمة في خان شيخون بريف إدلب الجنوبي ما سبب دماراً كبيراً فيه وأدى لخروجه عن الخدمة. كما شن الطيران ذاته أربع غارات على مشفى كفر نبل الجراحي في ريف إدلب الجنوبي.
واستهدف الطيران أيضاً بغارة جوية مشفى التوليد في بلدة التح شرق مدينة معرة النعمان، ما ألحق أضراراً كبيرة بالمشفى.

الوضع الميداني والعسكري:

ميلشيات النظام تتكبد خسائر في عمق البادية السورية:
أحبط الثوار محاولة تقدم لقوات النظام -اليوم الثلاثاء- في عمق البادية السورية، مكبدين تلك القوات خسائر في العدد والعتاد.
وقال جيش أسود الشرقية إن مقاتليه -وبالتعاون مع مقاتلي قوات الشهيد أحمد العبدو- تمكنوا من تدمير دبابة وجرافة لقوات الأسد في منطقة محروثة في البادية السورية، إثر استهدافها بصواريخ موجهة من نوع "تاو" فضلاً عن قتل وجرح عدد من عناصر النظام.

المعارضة السياسية:

حجاب يشدد أمام عدد من الرؤساء والوزراء على أن نجاح العملية السياسية في سوريا مرتبط برحيل الأسد:
التقى وفد من الهيئة العليا للمفاوضات برئاسة المنسَّق العام للهيئة الدكتور رياض حجاب، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء أمس على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأوضح حجاب للرئيس الفرنسي أن بقاء بشار الأسد في الفترة الانتقالية من شأنه مفاقمة الأزمة القائمة، وإطالة أمد نظام فقد شرعيته.
وأضاف حجاب لماكرون الوسيلة الأنجع لطي هذا الملف وتحقيق عملية انتقال سياسي تكمن في: "محاسبة بشار الأسد الذي قتل أكثر من نصف مليون سوري، وهجر الملايين، ودمر البينة التحتية، ومزق النسيج الاجتماعي السوري، وولّد الإرهاب". مؤكداً أن: "خروجه وزمرته من الذين ثبت تورطهم بارتكاب جرائم في حق السوريين يعد أحد أهم المطالب الشعبية لإنهاء الدولة القمعية الدكتاتورية، والبدء بمرحلة جديدة من حكم المؤسسات والقانون".

الشأن الإنساني:

تركيا تعتزم إغلاق المدارس السورية خلال أربع سنوات .. مامصير المدرسين السوريين؟
تعتزم مديرية التربية والتعليم التركية دمج الطلاب السوريين في المدارس التركية، وإنهاء عمل المدارس السورية المؤقتة في الولايات التركية.
ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن مدير التعليم بولاية إسطنبول التركية، عمر فاروق يلكنجي، قوله: إن المدارس السورية ستنهي خدماتها خلال السنوات الأربعة المقبلة، فيما يستكمل طلابها دراستهم في المدارس التركية.
وأشار "يلكنجي" إلى أنّ طلاّب بعض الصفوف الدراسية من السوريين سيلزمون بمتابعة دراستهم في المدارس التركية.
فيما سينقل الطلاب بمدارس التعليم المؤقت تدريجيا إلى المدارس التركية.
جاويش أوغلو: أوربا قدمت 800 مليون يورو من أصل 6 مليارات تعهدت بها للسوريين:
انتقدت تركيا تأخر الاتحاد الأوربي في الوفاء بالتزاماته التي تعهد بها في مساعدة اللاجئين السوريين على الأراضي التركية.
وأكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن بلاده لم تتلقَ الدعم اللازم بخصوص أزمة اللاجئين، مشددًا على ضرورة إظهار المجتمع الدولي مزيدًا من التضامن في هذا الصدد.
وأوضح الوزير التركي أن الاتحاد الأوروبي، كان قد وعد بتقدم 3 مليار يورو لتركيا كمساعدات للاجئين، إلا أنه لم يقدم سوى 800 مليون، أي مايعادل 25% فقط من المبلغ الواجب تقديمه عام 2016.
كما لفت إلى وجود900 ألف طفل سوري في سن التعليم، ما يتطلب فتح صفوف جديدة "كي لا نفقد أجيالًا تمثل المستقبل السوري".

دخول قافلة مساعدات أممية إلى مدينة إدلب شمال سورية:
أرسلت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، 14 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية، إلى محافظة إدلب شمال غربي سوريا، عبر تركيا، وفقاً لما ذكرت وكالة الأناضول للأنباء.
واجتازت القافلة ولاية هاتاي التركية، متوجهة إلى مدينة إدلب عبر معبر باب الهوى الحدودي (جيلوة غوزو)، حيث تضم الشاحنات مواداً إنسانية أساسية، من المنتظر أن توزع على المحتاجين في مدينة إدلب والقرى المحيطة بها.

المواقف والتحركات الدولية:

حشود عسكرية تركية مستمرة باتجاه الحدود السورية:
واصلت تركيا إرسال المزيد من التعزيزات العسكرية إلى الحدود مع سوريا في كل من قضاء كيليس وولاية هاتاي. ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن مصادر وصفتها بالخاصة أن الجيش التركي يقوم بإرسال تعزيزات عسكرية من مدينة الإصلاحية التابعة لولاية غازي عنتاب إلى مدينة كليس، استعداداً لنشرها على الحدود المقابلة لعفرين".
وأضافت الوكالة أن تركيا أعلنت منطقة أونجو بينار الواقعة في كليس منطقة أمنية خاصةـ ومنعت المدنيين من الاقتراب منها.

أرسل الجيش التركي -اليوم الثلاثاء- المزيد من التعزيزات العسكرية إلى وحداته العسكرية المتمركزة على الحدود مع سورية.
ونقلت الأناضول عن مصادر أمنية تركية، أن 5 دبابات إضافية أرسلها الجيش التركي للوحدات العسكرية على الحدود مع سوريا عبرت من قضائي "ريحانلي" و"حاسا" بهطاي، وهي في طريقها نحو الحدود.

فرنسا تدعو إلى إنشاء مجموعة اتصال لإيجاد حل سياسي في سورية:
دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، إلى إنشاء "مجموعة اتصال" حول سورية، "من أجل إطلاق ديناميكية جديدة للتحرك نحو حل سياسي للأزمة".
واعتبر ماكرون -خلال كلمة ألقاها، اليوم، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك- اعتبر أن مسار المفاوضات الذي تقوده روسيا وإيران وتركيا في أستانة يكازاخستان، "غير كاف".
وشدد الرئيس الفرنسي على أن "الحل في سوريا سيكون في نهاية المطاف سياسيا وليس عسكريا"، كما اقترح أن تضم مجموعة الاتصال -بخصوص سورية- الأعضاء الخمسة الدائمين بمجلس الأمن للأمم المتحدة، و"الأطراف الفاعلة" في الأزمة.
يشار إلى أن الرئيس الفرنسي قد أحدث تغييراً جذرياً في الموقف الفرنسي من القضية السورية، عقب توليه المنصب الرئاسي الجديد، عندما اعتبر أن الأولوية في سورية هي لقتال تنظيم الدولة وليس للإطاحة بنظام بشار الأسد.

آراء المفكرين والصحف:

عن اليسار في الثورة السورية
الكاتب: حيان جابر
غالباً ما يتجاهل أي حديث عن الثورة السورية تناول دور اليسار المشارك فيها، على الرغم من انخراط أعداد كبيرة من الشباب اليساري والشيوعي في الحراك الثوري منذ اليوم الأول، جزء منهم من اليسار غير المنظم ضمن أي من أحزاب اليسار التقليدية، الرسمية وغير الرسمية، نتيجة عدم قبولهم ببرامج هذه الأحزاب والمجموعات أو تحليلاتها أو مواقفها. وجزء آخر أتى من صميم الأحزاب التقليدية، على خلفية مواقفها وتصريحاتها المسيئة للثورة، والمعبرة بشكل أو بآخر عن جوهر خطاب السلطة. هذه الأحزاب التي احتواها النظام في الجبهة الوطنية التقدمية لتضحي مشاركة نظرياً في الحكم، فقد ضمنت الجبهة الوطنية التقدمية حصة لجميع الأحزاب المشكلة لها في مؤسسات السلطة الهامشية، مثل مجلس النواب والنقابات المهنية والاتحادات الاجتماعية، وأحياناً تمنحهم السلطة مناصب إدارية ثانوية، وبالطريقة التي تضمن عجز هذه الأحزاب عن أداء أي دور حقيقي في صياغة سياسة النظام الداخلية والخارجية والاقتصادية، كيف لا وهي من قبلت بحل جميع بناها الحزبية القاعدية، ثمناً للمشاركة في الجبهة التقدمية، وبالتالي في الحكم شكلياً.
لذا، وبغض النظر عن أي تحليل أو نقد لمواقف (وممارسات) الأحزاب اليسارية والشيوعية الرسمية، ذات التأثير الهامشي على المجتمع والدولة، لا بد من البحث عن أسباب غياب التأثير اليساري المناهض للنظام على مسار الثورة السورية وعن تمثيلها، على الرغم من فاعلية يساريين إغاثياً وإعلامياً وسياسياً وأحياناً عسكرياً، ونشاطهم ودورهم. مع ملاحظة تأثير بعض الجهات والأطراف الأخرى، على الرغم من محدودية مساهماتهم الثورية نسبياً، وهو لا يعني أن لليساريين الدور الأكبر في مسار الثورة، لكن من اللافت غيابهم طرفاً واضحاً عن أي تمثيل للثورة إعلامياً أو سياسياً.