المرصد الاستراتيجي
تصدير المادة
المشاهدات : 3210
شـــــارك المادة
كشف مسؤولون إسرائيليون ودبلوماسيون غربيون (8 أغسطس 2017) عن لقاءات أمريكية-روسية شاركت فيها إسرائيل مطلع يوليو الماضي، في عمان وفي إحدى العواصم الأوروبية حول اتفاق وقف إطلاق النار جنوبي سوريا وإقامة منطقة عازلة على الحدود بين إسرائيل وسوريا والأردن. وضمَ الطاقم الإسرائيلي مسؤولين في وزارة الخارجية ووزارة الأمن والموساد والجيش، بينما ترأس الطاقم الأميركي مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون سوريا والتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، مايكل راتني وبريت ماكغورك. أما الطاقم الروسي، فقد كان يترأسه مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشؤون سوريا، ألكسندر لافرينتييف. وفي اليوم الذي جرى فيه اللقاء في عمان بين الإسرائيليين والروس والأمريكيين، عُقد لقاء ثلاثي آخر شارك فيه ممثلون عن إسرائيل والولايات والمتحدة والأردن، وتناول اللقاء الأخير أيضا اتفاق وقف إطلاق النار. وبعد بضعة أيام من اللقاءات التي احتضنتها عمان، عُقد لقاء آخر مماثل بين ممثلي إسرائيل والولايات المتحدة وروسيا في إحدى العواصم الأوروبية، شارك فيه مسؤولون على مستويات أعلى مقارنة باللقاءات في الأردن. وفي هذا اللقاء عرضت إسرائيل تحفظات كثيرة معتبرة أن موسكو وواشنطن لا توليان أهمية كافية لإخراج القوات الإيرانية من سوريا. وتمثلت الخلافات المركزية في جولات المحادثات بين إسرائيل والولايات المتحدة وروسيا في الطريقة التي تنظر بها الأطراف إلى المشكلة، إذ تنظر واشنطن وموسكو إلى وقف إطلاق النار في جنوبي سوريا وإقامة منطقة عازلة على أنهما خطوة عملية وتكتيكية للمدى القصير حتى المتوسط، وذلك لفرض أمر واقع يمكن فيه التركيز على القضاء على "تنظيم الدولة" وخفض مستوى القتال، في حين تعتبر تل أبيب أنه يجب النظر إلى اتفاق وقف إطلاق النار بصورة إستراتيجية وبعيدة المدى، والتركيز على مسألة كيف ستكون سوريا بعد انتهاء الحرب ومدى النفوذ الإيراني فيها، كما ترى أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يجب أن يركز على الوجود الإيراني في المنطقة الواقعة على بعد 20 كيلومترا من الخط الحدودي فحسب، بل يجب أن يشمل باقي الأراضي السورية. وأشارت المصادر إلى أن تل أبيب حذرت الروس والأميركيين في لقاءات الأردن وأوروبا من أن عدم مغادرة إيران لسوريا من شأنه أن يحولها إلى قاعدة صواريخ تهدد إسرائيل والأردن، بشكل مماثل للوضع في لبنان وقطاع غزة. وبعد أيام من اللقاءات المشار إليها، أعلنت موسكو وواشنطن عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في جنوبي سوريا. وفوجئت إسرائيل، بعد تسلمها مسودة الاتفاق، باكتشاف أن التفاصيل لا تتماشى مع المواقف التي عرضتها على موسكو وواشنطن، إذ لم يتم التطرق لإيران أو "حزب الله"، وإنما جرى الحديث بشكل ضبابي عن الحاجة لمنع دخول جهات مسلحة من "كيانات أجنبية" إلى داخل المنطقة العازلة على الحدود بين سوريا و الأردن وإسرائيل. كما لم يتضمن الاتفاق أي تطرق، ولو بشكل عام، للوجود الإيراني في باقي أنحاء سوريا، الأمر الذي دفع وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إلى التأكيد أن روسيا ستعمل على الأخذ بالحسبان الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية في إطار الاتفاق.
للاطلاع على التقرير كاملاً: التقرير الاستراتيجي العدد 46 إعداد: المرصد الاستراتيجي
جلال بكور
وكالة رويترز
الجزيرة نت
ناصر علي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة