المرصد الاستراتيجي
تصدير المادة
المشاهدات : 3806
شـــــارك المادة
على الرغم من مسارعة وزارة الخارجية ومجلس الوزراء السعودي إلى نفي التصريحات التي نقلت عن وزير الخارجية عادل الجبير تنازله عن شرط رحيل الأسد؛ إلا أن تقارير غربية متعددة أكدت حديث الجبير مع الهيئة العليا للمفاوضات في اجتماعه معهم بمقر الهيئة في الرياض (3 أغسطس 2017) حول ضرورة التماشي مع الأوضاع الدولية وطلبه منهم عقد مؤتمر في أقرب وقت ممكن لتوسيع الهيئة، وتعديل بيانها الأول بما يتماشى مع قبول بشار الأسد رئيساً في المرحلة الانتقالية. ونقلت التقارير عن شخصيات من الائتلاف ومن هيئة التنسيق رغبتهم في ضم "منصات" قريبة من النظام، منها منصة موسكو التي تضم قدري جميل ورندة قسيس، فضلاً عن أحمد الجربا وصالح مسلم و"وحدات الحماية الكردية"، حيث تم تحديد مطلع أكتوبر موعداً لاجتماع الرياض الثاني الذي يُتوقع أن يحمل مبادئ مختلفة عن مؤتمر الرياض الأول. يأتي ذلك بالتزامن مع تقارب الرياض مع مسؤولين في قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية، حيث نشرت صحيفة الرياض السعودية تصريحات لرئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم في صحيفة الرياض نفى فيها علاقته بإيران، وقدمت مسؤولة كردية في الإدارة الذاتية بصفة "رئيسة سورية الديمقراطية"، وذلك في ظل الحديث عن إمكانية عودة أحمد الجربا إلى الأضواء عبر بوابة القاهرة، ضمن صفقة تهدف إلى إضعاف الدور التركي في الشمال السوري وتعزيز موقف وحدات حماية الشعب الكردية على حساب تركيا. وكشف تقرير نشره موقع "ديبكا" عن ضغوط تتعرض لها المعارضة السورية للقبول بالواقع الجديد، الأمر الذي سيفضي إلى استقالات في صفوف قيادات الهيئة خلال الأيام المقبلة، ووفقاً لتقرير أمني نشر في 11 أغسطس 2017؛ فإن الخارجية السعودية ترى أن المعارضة السورية قد وصلت إلى طريق مسدود، ولم يعد لديها خيار في الوقت الحالي سوى التوقف عن القتال، خاصة وأن الأتراك والقطريين والسعوديين قد أوقفوا دعمهم للفصائل التي تراجع دورها لصالح تنظيمي القاعدة في إدلب و"داعش" في دير الزور. ورأى التقرير أن الفصائل المعتدلة لم تعد قادرة على الاستمرار في القتال لعدة أسباب منها: 1- تقلص أعداد مقاتليها لدرجة أنهم لم يعودوا قادرين على خوض معارك شاملة. 2- المكاسب التي أحرزها "حزب الله" اللبناني، والميلشيات الشيعية العراقية في مناطق مختلفة من البلاد. 3- توقف دعم معظم الممولين الخارجيين، وخاصة الولايات المتحدة التي أعلنت وقف برنامج دعم المعارضة. واعتبر التقرير أن السبب الرئيس في تغير موقف الرياض هو قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تركيز الجهد العسكري الأمريكي في سوريا على قتال داعش، متعهداً بعدم الانجرار في أتون الحرب السورية، وتأكيده لبوتين في اجتماع هامبورغ (7 يوليو) عدم ممانعته في إنهاء الصراع عبر مشروع "خفض التصعيد" الروسي، مما دفع بتل أبيب وعمّان للتماهي مع الموقف الأمريكي من جهة، واضطر الجبير بدوره لنصح المعارضة بوقف القتال وإعادة تشكيل جسدها السياسي من جهة ثانية، وذلك بالتزامن مع حديث وسائل الإعلام الروسية (11 أغسطس 2017) أن بوتين يخطط بعد الانتهاء من وضع مناطق خفض التصعيد لإعادة تشكيل فصائل المعارضة وتحويلها لأحزاب سياسية لأجل مستقبل الديمقراطية في سوريا. ورجح التقرير أن يكون تراخي موقف الرياض ناتج عن رغبة المملكة في التعاون مع واشنطن في الملف السوري نظير تعاون أمريكا في إنهاء الحرب باليمن، وإعادة بناء الروابط مع بعض قادة الشيعة العراقيين في محاولة لإيجاد نفوذ للمملكة في بغداد.
للاطلاع على التقرير كاملاً: التقرير الاستراتيجي العدد 46 إعداد: المرصد الاستراتيجي
جلال بكور
عبسي سميسم
عدنان أحمد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة