نشرة أخبار سوريا- أكثر من 30 مدنياً ضحايا مجزرة للطيران الروسي بدير الزور، ومعركة جديدة ضد قوات النظام في البادية السورية باسم "بركان البادية" -(22-5-2017)

قصف عنيف على أحياء درعا البلد في ظل محاولة قوات النظام التقدم، وأكثر من 30 مدنياً ضحايا مجزرة للطيران الروسي بدير الزور، فيما فصائل في الجيش الحر تطلق معركة جديدة ضد قوات النظام في البادية السورية باسم "بركان البادية"، بالمقابل، الدفعة الأخيرة من مهجري الوعر تصل إلى جرابلس، بينما قوات النظام تعيد فتح معبر ببيلا - سيدي مقداد جنوب دمشق، من جهته.. الجبير: سوريا وإيران لم تشاركا في القمة لرعايتهما الإرهاب.

جرائم حلف الاحتلال الروسي – الإيراني – الأسدي:

قصف عنيف على أحياء درعا البلد في ظل محاولة قوات النظام التقدم:
تعرضت أحياء درعا البلد في مدينة درعا لقصف عنيف جداً من قوات النظام منذ صباح اليوم، بالتزامن مع محاولة تلك القوات التقدم داخل الحي.
وقال ناشطون إن قوات النظام استهدفت أحياء درعا البلد بأكثر من 10 صواريخ أرض – أرض منذ الصباح، بالإضافة للقصف الجوي، كما تحاول قوات النظام التقدم داخل المنطقة من جهة حي المنشية.
من جهتها، قالت غرفة عمليات البنيان المرصوص إنها دمرت عربة تابعة لقوات الأسد قرب بنايات سجنة أثناء محاولتها التقدم إلى المواقع التي خسرتها مؤخراً في حي المنشية ضمن معركة الموت ولا المذلة.
أكثر من 30 مدنياً ضحايا مجزرة للطيران الروسي بدير الزور:
ارتكب الطيران الروسي صباح اليوم مجزرة مروعة بحق المدنيين في دير الزور في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة.
وقال ناشطون إن نحو 30 شهيداً من المدنيين وعشرات الجرحى سقطوا جراء قصف جوي روسي استهدف حي العرضي الخاضع لسيطرة تنظيم الدولة في مدينة دير الزور.
وأسفر القصف عن دمار واسع في الحي، فيما لم ترد حتى الآن الحصيلة النهائية للضحايا.

الوضع الميداني والعسكري:

"بركان البادية" معركة جديدة ضد قوات النظام في البادية السورية:
أطلق عدد من الفصائل التابعة للجيش السوري الحر اليوم معركة جديدة أطلقت عليها اسم "بركان البادية" ضد قوات النظام والميليشيات الأجنبية المساندة في البادية السورية.
وبحسب البيان الذي نشرته الفصائل اليوم فإن المعركة تهدف إلى طرد قوات النظام والمليشيات المساندة له من البادية السورية وتطهيرها منهم، حسب البيان.
وأوضحت الفصائل أن المعركة بدأت من تاريخ اليوم، ولن تتوقف حتى استعادة الأراضي التي "قدمت فيها الملاحم والتضحيات"، حسب وصفها.
قائمة جديدة من قتلى قوات النظام في حي المنشية بدرعا بينهم 5 ضباط:
شهد حي المنشية في درعا البلد معارك عنيفة اليوم بين الثوار وقوات النظام التي حاولت التقدم في الحي واسترجاع ما خسرته خلال الأيام الماضية.
وقالت غرفة عمليات البنيان المرصوص إنها أحبطت هجوماً لقوات النظام على حي المنشية في درعان في محاولة منها استعادة المناطق التي خسرتها في الحي مؤخراً.
ومنيت قوات النظام خسائر كبيرة، حيث فجر الثوار مستودع ذخيرة لقوات النظام في الحي، إضافة لعطب عربة مصفحة، كما نشرت غرفة عمليات البنيان المرصوص قائمة بقتلى قوات النظام الذين سقطوا اليوم، حيث بلغ عددهم 11 قتيلاً بينهم 5 ضباط، بالإضافة إلى عشرات القتلى والجرحى الذين تم نقلهم إلى مشافي درعا والصنمين ودمشق.

الوضع الإنساني:

الدفعة الأخيرة من مهجري الوعر تصل إلى جرابلس:
وصلت صباح اليوم الدفعة الثانية عشرة والأخيرة من مهجري حي الوعر بحمص إلى مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي، بعد أن أوقفتها قوات النظام ليومين متتالين.
وضمت الدفعة حوالي 1000 شخص بينهم 400 من المقاتلين، بالإضافة إلى ذويهم وعائلاتهم. تم تجهيزهم منذ صباح الجمعة، إلا أن قوات النظام لم تسمح للقافلة بالخروج من الحي حتى يوم أمس الأحد.
ووصلت القافلة صباح اليوم إلى مخيم "زوغرة" في جرابلس بريف حلب الشرقي، حيث ستقيم فيه.
وبلغ العدد الكامل لمهجري الحي خلال 12 دفعة حوالي 25 ألف شخص من المقاتلين وأهالي الحي، وبخروج الدفعة الأخيرة يوم أمس أصبحت مدينة حمص بالكامل تحت سيطرة قوات النظام من جديد.
قوات النظام تعيد فتح معبر ببيلا - سيدي مقداد جنوب دمشق:
سمحت قوات النظام اليوم بإدخال البضائع والمواد الغذائية إلى أحياء جنوب دمشق عبر حاجز ببيلا - سيدي مقداد.
وأعلنت قوات النظام أن إدخال البضائع سيتم عبر الحاجز ليومين فقط كلَّ أسبوع، كما رفعت قيمة الأتاوة والضرائب المفروضة على البضائع من 5 % كما كانت سابقًا إلى 25 %.

المواقف والتحركات الدولية:

الجبير: سوريا وإيران لم تشاركا في القمة لرعايتهما الإرهاب:
قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن غياب إيران وسوريا عن القمة الإسلامية الأميركية جاء لدورهما في «رعاية الإرهاب».
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، أمس الأحد بالرياض، في ختام القمة، حضره مراسل الأناضول. وأشار الجبير إلى أن القمة شهدت مشاركة قوية من دول العالم الإسلامي، مبيناً أن دولتين لم تشاركا في القمة هما سوريا وإيران. وعلل عدم مشاركتهما بأنهما تمارسان العنصرية وعدم احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان، ورعاية إيران للإرهاب. وأكد أن تلك الدول لا يمكن أن يكون لها أي دور في مثل هذه القمم.
وتابع وزير الخارجية السعودي: «إذا أرادت إيران حجز مكان في مثل هذه القمم، فعليها التوقف عن دعم الإرهاب والتدخل في شؤون دول المنطقة».
من جانبه تعهد وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، بالسعي الجاد والمستمر لمكافحة المنظمات الإرهابية في المنطقة.

آراء المفكرين والصحف:

أي تفاوض سوري في جنيف؟
سميرة المسالمة
انتهت الجولة السادسة من مفاوضات جنيف بين الأطراف السورية برعاية الأمم المتحدة إلى النتائج نفسها التي انتهت سابقاتها إليها، وهو بالمناسبة تعداد قابل للازدياد طرداً، مع استمرار الصراع الدولي على سورية، فلا تفاهمات حول أي من "سلال" دي ميستورا الأربع التي طرحها خلال الجولة السابقة. في الوقت نفسه، بقيت محاولات روسيا تمرير أجندة "أستانة" ومخرجاتها مرجعية تفاوضية بين الطرفين موضع شك لإمكانية تحقيق ذلك، في ظل عدم المباركة الأميركية هذه الاتفاقية، والانقسامات واضحة بين وفدي أستانة "الفصائل" و"وفود" المعارضة، التي تجمع بين السياسيين ومرجعيات المعارضة المسلحة. أيضا وعلى الرغم من تفاؤل الدول الثلاث الراعية اتفاق أستانة، والتي سميت "الضامنة للاتفاق"، فإن أياً من المسارين (جنيف وأستانة) لم يستطع أن يفرض نفسه للانتقال إلى جولة تفاوضات حقيقية.
ويعد تعليق كتلة من الفصائل المسلحة مشاركتها في الوفد التفاوضي الرئيسي، حسب الأسباب التي أعلنتها، ضربة موجعة للمعارضة السياسية، على الرغم من تراجع الفصائل عن موقفها من تعليق المشاركة، وعدم ذكر ما يناقض ما قالته في الإعلان الذي وقعت عليه، وهي فرقة السلطان مراد وفيلق الشام وجيش الثورة وجيش اليرموك وحركة تحرير الوطن وتحالف قوات الجنوب. أما أسباب ذلك، فأولها عدم وضوح المرجعية والتخطيط في اتخاذ القرار. وثانيها عدم وجود استراتيجية تفاوضية. وثالثها غياب العلاقة الناظمة بين الهيئة العليا للتفاوض والوفد المفاوض.
ما تجدر الإشارة إليه أن الهيئة العليا للتفاوض تعتبر نفسها مرجعية لوفد أستانة، كما هي مرجعية لوفدها في جنيف، وهذا يؤكد حالة غياب التنسيق الكامل بين الوفود، كما يفيد بوضوح بأننا لم ندخل بعد مرحلة التفاوض، أو حتى الممهدات له، وهو ما يبرّر للشارع السوري أن يطرح تساؤلاتٍ عديدة على المعارضة التي تدّعي تمثيله حتى اليوم، ومنها:
هل كان خلال كل تلك اللقاءات التي عقدت مباحثات تفاوضية حقيقية، يمكن من خلالها الوصول إلى تفاهماتٍ أو تقاسماتٍ من أي نوع، أو على أي قضيةٍ مختلفٍ عليها، والتي تدور الحرب الطاحنة بسببها بين الجانبين؟ وهل كان هناك، أصلاً، اجتماعاتٌ بين الطرفين المعنيين مباشرة؟ ثم هل يملك أي من الطرفين المعنيين بالمفاوضات في جنيف، من النظام والمعارضة، القدرة على اتخاذ أي قرار في أي شأن، خصوصا عندما نقرأ صراحةً في إعلان تعليق الفصائل مشاركتها في جنيف 6 "إن العلاقة بين الهيئة العليا والوفد لا تصب في مصلحة الثورة"؟
نعلم أن التفاوض يحدث بين جهتين تمتلكان سيادة على ما تتفاوضان عليه، الأمر الذي خرج تماماً من النظام، بحكم الهيمنة الروسية عليه، ومصادرة إيران قراره ضمنياً. ولا يمكن نفي أن هذه السيادة، في مفهومها العام، لا يمتلكها الجانب المفاوض عن المعارضة، ليس بسبب تبعيته أو ارتهان قراره عسكرياً للدول الداعمة فحسب، بل لأنه أيضاً يعبّر عن حالة تشرذم وتفكك في رؤيته للحل السياسي المفترض، لا سيما وقد تبيّن عدم قدرته على لملمة شتاته، بين جنيف 2 وجنيف 6، في وفدٍ واحدٍ، يقابل به وفد النظام الذي يعتمد وحدانية الفرد المفاوض بشار الجعفري، وليس فقط الوفد والرؤية. (العربي الجديد)

 

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع