..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

نشرة أخبار سوريا- قوات الأسد والميليشيات الكردية تسيطر على عدة أحياء شرق حلب، وروسيا تتحدث عن صفقة بينها وبين أمريكا في حلب قبل رحيل أوباما-(28-11-2016)

المشاهدات: 3415

تصدير المادة

pdf word print
نشرة أخبار سوريا- قوات الأسد والميليشيات الكردية تسيطر على عدة أحياء شرق حلب، وروسيا تتحدث عن صفقة بينها وبين أمريكا في حلب قبل رحيل أوباما-(28-11-2016)

شـــــارك المادة

نشرة أخبار سوريا- قوات الأسد والميليشيات الكردية تسيطر على عدة أحياء شرق حلب، وروسيا تتحدث عن صفقة بينها وبين أمريكا في حلب قبل رحيل أوباما-(28-11-2016)

75 قتيلاً على يد قوات الاحتلال الروسي الأسدي يوم أمس الأحد معظمهم في حلب، وقوات الأسد والميليشيات الكردية تسيطر على عدة أحياء شرق حلب، أما في الشأن الإنساني: باصات التهجير تبدأ بإخراج أهالي مخيم خان الشيح باتجاه مدينة إدلب، وبدء التسجيل للحصول على بطاقات الدعم المادي للاجئين السوريين في تركيا، من جهتها.. روسيا تتحدث عن صفقة بينها وبين أمريكا في حلب قبل رحيل أوباما. 

جرائم حلف الاحتلال الروسي- الإيراني- الأسدي:

75 قتيلاً: (نسأل الله أن يتقبلهم في الشهداء):
وثقت لجان التنسيق المحلية في سوريا قتل طيران العدوان الأسدي والروسي يوم أمس الأحد 75 شخصاً، معظمهم في حلب، ومن بين القتلى 10 أطفال و3 نساء.
وتوزع القتلى على مناطق وبلدات سورية كالتالي:
في حلب قتل 48 شخصاً، وفي دير الزور قتل 15 شخصاً، وفي دمشق وريفها قتل 3 أشخاص، كذلك في إدلب قتل 3 أشخاص، كذلك في حمص قتل 3 أشخاص، وفي حماة قتل 3 أشخاص.
مناطق القصف:
في دمشق وريفها، قصفت الطائرات الروسية مدينة دوما وبلدة الميدعاني بثلاث غارات جوية، إلى حلب، حيث شنت الطائرات الروسية والأسدية غارات جوية على أحياء قاضي عسكر والميسر والمواصلات القديمة وكرم الجبل، أما في إدلب، فقد شن الطيران الحربي الروسي غارات جوية على بلدة أورم الجوز بالريف الغربي، وفي حمص، قصفت قوات الأسد براجمات الصواريخ بلدة الغنطو بالريف الشمالي، وفي حماة، شن الطيران الحربي الأسدي والروسي غارات جوية على مدينة مورك وقريتي عطشان ولحايا وعلى مدينة طيبة الإمام وبلدتي اللطامنة ولطمين بالريف الشمالي. (1،2،3)

نظام أسد:

قوات الأسد والميليشيات الكردية تسيطر على عدة أحياء شرق حلب:
سيطرت قوات الأسد المدعومة بالميليشيات الشيعية والكردية على الأحياء الشمالية الشرقية المحررة من مدينة حلب، وذلك بعد يوم من سيطرتها على حي مساكن هنانو.
وقال ناشطون سوريون إن" قوات الأسد والميليشيات الكردية سيطرت على أحياء " الصاخور، حي بعيدين، حي بستان الباشا، الحيدرية، عين التل، الهلك، الشيخ فارس، حي الزيتونات"، بعد معارك عنيفة مع الفصائل السورية في هذه الأحياء". ما أدى لعزل هذه الأحياء بشكل كامل عن بقية الأحياء في الأجزاء الجنوبية الشرقية من حلب. 

المقداد: سياسة أمريكا بسوريا "منحطة":
اتهم نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري، فيصل المقداد، الولايات المتحدة بالوقوف خلف ما وصفها بـ"الحرب" على بلاده، معتبرا بالمقابل أن تحالف دمشق مع موسكو دفع دولا أخرى للتقارب مع روسيا. كما لفت المقداد إلى أن العلاقة مع مصر "يمكن أن تتطور" على حد تعبيره، وقال المقداد، في محاضرة لحزب البعث نقلت تفاصيلها الصحيفة الرسمية للحزب في سوريا، إن العلاقة بين روسيا وسوريا "تضرب بجذورها عميقاً، وتصل إلى عهد القياصرة الروس" مضيفا أن الاتحاد السوفيتي السابق "أيّد الحقوق العربية، وقدم الدعم لسوريا في مواجهتها للمؤامرات والمخططات التي دبّرتها دول الغرب، وعلى رأسها الولايات المتحدة" على حد تعبيره.
ورأى المقداد، في المحاضرة التي تناولت مرور عام على التدخل الروسي بسوريا، أن "أيّ حدث يلحق ضرراً بسوريا، سوف تكون له تأثيرات سلبية على روسيا الاتحادية" وفق قوله، معتبرا أن العلاقة بين البلدين وصلت "أوجها" في عهد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مكررا اتهام دمشق لأمريكا بأنها الدولة التي "تشن الحرب" على دمشق، ونقلت الصحيفة عن المقداد قوله: "السياسة التي اتبعتها الإدارة الأمريكية الأخيرة أثبتت أنها ليست بعيدة عن أكثر المنحطين في السياسة الدولية، سواء كانوا من المحافظين الجدد أو من المستعمرين كما هو الحال في فرنسا وبريطانيا" معتبرا أن تطور العلاقات بين دمشق وموسكو "دفع حكومات عدة إلى التطلّع لإقامة علاقات متميّزة مع روسيا الاتحادية."
وخلال إجابته عن بعض تساؤلات وطروحات المشاركين في الملتقى، أشار المقداد إلى أن العلاقات بين سوريا ومصر "يمكن أن تتطوّر ويمكن أن تلعب مصر دوراً مهماً في المنطقة" على حد تعبيره. (7)

الوضع الإنساني:

باصات التهجير تبدأ بإخراج أهالي مخيم خان الشيح باتجاه مدينة إدلب:
بدأت اليوم الاثنين عملية تهجير أهالي منطقة خان الشيح بريف دمشق الغربي باتجاه محافظة إدلب، حيث قال ناشطون إن حوالي 1450 رجلاً و589 امرأة و900 طفل من أهالي المخيم سيغادرون اليوم المخيم برفقة سيارات إسعاف عددها 25 تحمل الجرحى لتلقي العلاج في إدلب.
وكانت لجنة المفاوضات عن منطقة خان الشيح المحاصرة بريف دمشق توصلت لاتفاق مع لجنة المفاوضات التابعة لنظام الأسد يقضي بخروج عدد من المقاتلين الرافضين لتسوية أوضاعهم برفقة عوائلهم باتجاه مدينة إدلب.
وتتعمد قوات الأسد الضغط بالقصف الجوي والمدفعي على المدن السورية، حيث تسعى من خلال ذلك لتهجير أهالي المدن والبلدات السورية وإحلالها بساكني جدد من الطائفة الشيعية، كما هو الحال في مدينة داريا وقدسيا والهامة.
اليونيسيف: نصف مليون طفل محاصر في سوريا لا تصلهم مساعدات:
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أمس الأحد إن نحو نصف مليون طفل يعيشون داخل مناطق محاصرة في سوريا، لا تصل إليها المساعدات الإنسانية الأساسية".
وطالبت المنظمة في بيان نشرته على موقعها الرسمي جميع الأطراف دون تحديدها، برفع الحصار والسماح بالوصول الفوري وغير المشروط للمساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، وقال المدير التنفيذي للمنظمة أنتوني ليك إنه "بالنسبة لملايين الأشخاص في سوريا تحولت الحياة إلى كابوس، لاسيما بالنسبة لمئات الآلاف من الأطفال الذين يعيشون تحت حصار في 16 منطقة (لم يذكرها)، 100 ألف منهم في الأحياء الشرقية لحلب وحدها".
وأضاف ليك أن "الأطفال إما يقتلون، أو يصابون بجروح دون إمكانية الحصول على الدعم الطبي، أو يموتون جوعًا في ظل ندرة الطعام"، مشيراً إلى أن "بعض المناطق المحاصرة "تلقت خلال العامين الأخيرين مساعدات إنسانية ضئيلة، وبعضها لم يتلق أي شيء على الإطلاق".
وتتعرض مدينة حلب لغارات جوية بشكل يومي، تستهدف المنشآت الحيوية في المدينة من مدارس ومشافٍ ميدانية، حيث خرجت كافة المشافي عن الخدمة.

المواقف والتحركات الدولية:

روسيا تتحدث عن صفقة بينها وبين أمريكا في حلب قبل رحيل أوباما:
قال الكرملين إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يبذل "جهوداً خارقة" من أجل تطبيع الوضع في سوريا، وذكرت مصادر أن الإدارة الأميركية الحالية تريد عقد صفقة حلب قبل انتهاء ولايتها.
من جهته، قال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، اليوم الاثنين، في معرض تعليقه على خبر نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية حول سعي كيري لعقد اتفاق مع موسكو لإنهاء أزمة حلب في أقرب وقت ممكن "إذا سألتم عن جهود كيري، فهي كثيفة جداً".
وأضاف "أوشاكوف" خلال مشاركته في منتدى "قراءات بريماكوف" المنعقد بموسكو: "يمكننا أن نصف هذه الجهود بأنها خارقة، نظراً للكثافة غير المسبوقة للاتصالات الهاتفية بين وزيري الخارجية الأميركي والروسي، إذ يتم التركيز على موضوع واحد قبل كل شيء، وهو سوريا".
كما أشار إلى أن "نتائج الحرب الحالية على الإرهاب في الشرق الأوسط، ستحدد النظام العالمي المستقبلي، مضيفاً "لا يمكن أن يشكك أحد بأن مستقبل الشرق الأوسط سيؤثر ليس على دول المنطقة وحسب، بل على العالم برمته"".

بدء التسجيل للحصول على بطاقات الدعم المادي للاجئين السوريين في تركيا:
بدأت اليوم في تركيا عملية تقديم الطلبات للحصول على بطاقات الهلال الأحمر التركي بقيمة 100 ليرة تركية (نحو 30 دولار أمريكي) شهريًا للفرد الواحد، والتي ستُوزع على مليون لاجئ في عموم البلاد.
وقال مدير خدمات المهاجرين واللاجئين في الهلال الأحمر، بيرم سلوي، إنه يمكن تقديم الطلبات للحصول على البطاقات من خلال أوقاف التضامن والتكافل الاجتماعي ضمن 970 مركزاً تابعاً لوزارة الأسرة والسياسات الاجتماعية في عموم البلاد.
وأضاف أن عملية استلام البطاقات للأشخاص الذين سيحصلون عليها ستتم عبر أفرع بنك "هلق" (Halk Bankası)، وأكد أن الأولوية في الحصول على البطاقات ستكون لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن والأرامل، ومن المخطط أن يتم البدء بتوزيع البطاقات اعتباراً من يناير/ كانون الثاني 2017.
ويعيش في تركيا ما يقارب 3 مليون لاجئ سوري، بينهم 2.7 مليون يعيشون خارج المخيمات، حيث تقدم لهم الحكومة التركية خدمات تعليمية وطبية وصحية. 
إصابة 22 مسلحاً تدعمهم تركيا بهجوم كيميائي لـ"داعش" في سوريا:
أعلن الجيش التركي أمس، إصابة 22 مسلحاً سورياً معارضاً تدعمهم تركيا، في هجوم بالغاز نفذه مقاتلو تنظيم "داعش" في شمال سوريا، ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن بيان لقيادة أركان الجيش قوله إنه "نتيجة إطلاق داعش صاروخا، تعرض 22 عنصرا من الفصائل المعارضة لإصابات بالغاز الكيميائي في العينين والجسم".
وأضافت أن الهجوم تم في منطقة بلدة الخليلية، شرق الراعي في شمال سوريا، حيث يحاول مقاتلو المعارضة بدعم من القوات الخاصة والطيران التركي، طرد المتشددين من المنطقة الحدودية، ونقل الإعلام التركي أن المسلحين السوريين المصابين نقلتهم فرق إغاثة من وكالة "آفاد" التركية للإنقاذ إلى بلدة كيليس في الجهة التركية من الحدود. (4)
تفريغ حلب من المدنيين.. وقطر: دعم المعارضة عسكرياً قرار جماعي:

فر أكثر من أربعة آلاف مدني خلال أقل من 24 ساعة من الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في مدينة حلب، وفق حصيلة جديدة أعلنها المرصد السوري لحقوق الإنسان، وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن «عدد الفارين من الأحياء الشرقية منذ ليل السبت تجاوز الأربعة آلاف مدني، توجه أكثر من 2500 منهم إلى حي الشيخ مقصود، ذي الغالبية الكردية، فيما وصل نحو 1700 مدني إلى مناطق أخرى».
من جهة ثانية، قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إن بلاده ستواصل تسليح المعارضة السورية حتى إذا أنهى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب الدعم الأمريكي، وذلك فيما يشير إلى تصميم الدوحة على مواصلة سياسة قد يتخلى عنها ترمب، لكن آل ثاني قال في مقابلة مع «رويترز» في وقت متأخر من يوم السبت إن بلاده لن تتحرك وحدها لتزويد مقاتلي المعارضة بصواريخ تطلق من على الكتف للدفاع عن أنفسهم في مواجهة الطائرات الحربية السورية والروسية، وقال الوزير إنه رغم احتياج المعارضة لمزيد من الدعم العسكري إلا أن أي خطوة لتزويدها بهذه الصواريخ المضادة للطائرات لابد أن تقررها بشكل جماعي الأطراف الداعمة للمعارضة. (6)
تركيا: تقاربنا مع روسيا لن يغير موقفنا من الأسد:

أكد نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش أن التقارب بين بلاده وروسيا لن يغير موقف أنقرة الداعي لضرورة رحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد لإعادة السلام إلى سورية، وقال قورتولموش أول من أمس، "نحن على نفس الموقف..الأسد ارتكب جرائم حرب مرات عدة .. لدينا بالطبع بعض الخلافات مع روسيا فيما يتعلق بآرائنا بشأن مستقبل سورية، لكننا نرى أن الجانب الروسي أكثر استعداداً بكثير لتشجيع النظام على ايجاد حل سلمي".
وبشأن الحملة ضد أنصار رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقره بتدبير انقلاب فاشل في يوليو الماضي، أوضح أن عملية التطهير ستستمر لبعض الوقت، مضيفاً "هذا موقف خطير جداً وسنطيح بهم من كل منصب في الجهات الحكومية، لكن ذلك سيستغرق وقتاً". (9)

آراء المفكرين والصحف:

هل سيُحاكم مجرمو النظام السوري:
عمر كوش

بعد أن وزّعت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سامنثا باور "لائحة العار" التي تضمنت أسماء 12 ضابطاً رفيعاً في جيش النظام السوري وأجهزته الأمنية، واتهمتهم بـ "الإشراف على ارتكاب انتهاكات جسيمة، وجرائم بحق الشعب السوري" تمثل جرائم حرب بموجب القانون الدولي.
فإن تساؤلات عديدة تطرح حول ما إذا كان هؤلاء المتهمون سيقدمون إلى المحاكم الدولية، لنيل ما يستحقونهم من عقوبات على جرائمهم التي ارتكبوها بحق الشعب السوري أكثر من خمس سنوات، وذلك احتراماً لأرواح الضحايا وعذابات ذويهم، وتحقيقاً للعدالة.
ويأتي اتهام السفيرة الأميركية في وقتٍ يمعن فيه النظام الأسدي والروس والإيرانيون في ارتكاب الجرائم والمجازر بحق سكان مدينة حلب الشرقية، ومناطق عديدة في محافظة إدلب وريف دمشق وحمص وسواها، لكن قائمتها لم تتضمن أسماء ضباط روس أو إيرانيين أو عناصر من مليشيات حزب الله اللبناني، وسواهم من المليشيات الإرهابية الذين تزجّهم إيران في الحرب ضد الشعب السوري، وارتكبوا أبشع الجرائم بحق السوريين.
ويفيد واقع الحال بأن قادة النظام الأسدي وحلفاءه في النظام الروسي ونظام الملالي الإيراني لم يتوانوا، سنوات عديدة، عن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وهو أمر وثقته هيئات أممية ودولية، وجمعت دلائل وقرائن عديدة تثبت إدانتهم، لكنهم ظلوا بعيدين عن المساءلات والمحاكمات، وجرى تعطيل السبل المؤدية إلى محاكمتهم في المحاكم الدولية.
ويشعر سوريون كثيرون بالخذلان واليأس من تعامل الساسة الغربيين مع الكارثة السورية التي سببها تعامل النظام الأسدي مع الثورة السورية، ولديهم مخاوف واقعية من أن الساسة الأميركيين اتفقوا مع الساسة الروس على إنقاذ النظام الأسدي، بالنظر إلى مواقف الإدارة الأميركية، وتردّد (وتشوش) مواقف أصحاب القرار فيها، وخصوصاً الرئيس الأميركي، باراك أوباما.
وبالتالي، فإن تحذير باور هؤلاء المجرمين من الملاحقة والمحاسبة يبدو فارغاً في المدى المنظور، خصوصاً أن إدارة أوباما ستغادر البيت الأبيض قريباً، ولم تفعل شيئاً طوال أكثر من خمس سنوات مع هؤلاء المجرمين وسواهم، عبر السعي إلى تشكيل محكمة دولية خاصة للنظر في جرائم مرتكبة في سورية.

الأمر الذي أدى إلى انسداد السبل أمام كل المحاولات الهادفة إلى إطلاق مبادرات مستقلة، وخصوصاً المبادرة التي أطلقتها لجنة العدالة الدولية والمساءلة التي نجحت في تسريب 600 ألف وثيقة، تدين النظام السوري، وتوثق عمليات التعذيب والقتل الممنهج داخل أقبية أجهزة النظام والجيش، تنفيذاً لأوامر عليا، موقعة على الأرجح من بشار الأسد.
وكان إنشاء محكمة الجنايات الدولية في لاهاي المختصة بمحاكمة مجرمي الحرب وإدانتهم في سياق تحقيق العدالة، قد تمّ على الرغم من معارضة الولايات المتحدة الأميركية المحكمة ومهامها. واستطاعت المحكمة أن تتجاوز أنظمة الأمم المتحدة والمعارضات الدولية، وأن ترسي مفهوم التدخل الإنساني الذي صار أمراً أخلاقياً رفيع المستوى، الأمر الذي عزّز الأمل في عولمة الحقوق، وإضفاء طابع إنساني على العولمة الذي تطالب بتحقيقه أغلبية البشر على كوكب الأرض.
وجاء توقيف مجرم تشيلي، الدكتاتور بينوشيه، ليشكل بدايةً لمحاكمة مجرم ارتكب أبشع المجازر بحق أبناء الشعب التشيلي، لكن محاكمته أجهضت بفعل معيارية قوى الهيمنة وسطوة تراتبية القوة في العالم. ثم جاء اعتقال الصربي سلوبودان ميلوسيفتش، لكي يجدّد الأمل في عولمة العدالة، والاقتراب من عدالة عالمية، تمنع أي مجرم آخر بحق الإنسانية من التصرف كما يحلو له في الحرب ضد شعبه، أو في الحروب ضد الشعوب الأخرى.
وتتعدّد جرائم النظام السوري التي لا تنحصر في جرائم القتل والتعذيب والاغتصاب والاختفاء القسري والاعتقال غير القانوني، وكلها يدخل ضمن تعريف نظام روما الأساسي للجرائم ضد الإنسانية التي يحدّدها في مجموعة من الأعمال التي ترتكب في شكل هجوم ممنهجاً أو عاماً يستهدف مجموعة من السكان المدنيين بطريقة مباشرة.

إضافة إلى جرائم أخرى، يرتكبها النظام بحق غالبية السوريين، بشكل آخر من أشكال جرائم الإبادة الجماعية، من خلال منعه دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، وخصوصاً في حلب ومضايا والزبداني والمعضمية والوعر وسواها، وتندرج جميعها ضمن ما نصّ عليه نظام روما الذي اعتبر جريمة حرب كل عمل يفضي إلى حرمان السكان المدنيين من الحصول على الطعام والدواء.
مع ذلك، سيعطي مثول بشار النظام ومجرمي الحرب في سورية للعدالة معنى عالمياً متجدّداً، يتجسّد في ملاحقة مجرمي الحرب، سواء تعلق الأمر بجرائم راهنة أو قديمة أو بجرائم الأمس القريب، وسيؤسس مساراً كونياً للجريمة ضد الإنسانية، وللتوبة والاعتراف بالذنب والتكفير عن الخطيئة. وسيواجهون تهمًا عديدة، بموجب اتفاق جنيف، تشمل القتل المتعمد، والتدمير الوحشي للحجر والبشر لأسبابٍ عسكرية، والهجمات المتعمدة ضد المدنيين، والهجمات المتعمدة ضد الأطباء والكوادر الطبية والناشطين الإنسانيين، وقصف مدن وقرى منزوعة السلاح، وقتل المعتقلين وسجناء الحرب، وقصف الأسواق والمدارس والمساجد والمستشفيات، واستعمال الأسلحة الكيميائية، وحصار المدنيين وتجويعهم، ومنع وصول المساعدات الإنسانية إليهم .
غير أن دخول روسيا إلى جانب النظام في حربه ضد غالبية السوريين، وانخراطها في عمليات القصف والقتل، وتدمير الأحياء والبلدات والمدن التي تسيطر عليها المعارضة، وقصف المستشفيات والمدارس والمراكز الطبية، جعلها شريكةً في الجرائم المرتكبة بحق السوريين.

لكنه جعل إمكانية جرّ مجرمي النظام إلى المحاكم الدولية وملاحقتهم قانونيًا شبه مستحيلة، بسبب امتلاكها حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، واستخدامها هذا السلاح بوجه أي مشروع قرار دولي، يهدف إلى ملاحقة المجرمين، الأمر الذي سمح بتحويل سورية إلى مسرح لجرائم حرب دولية، يتمتع فيها مرتكبو الجرائم بحصانةٍ دوليةٍ تامةٍ حيال أية ملاحقة قانونية.
يذكّرنا ذلك كله بما جرى، وما يزال يجري في التاريخ الطويل والمديد للقضية الفلسطينية التي تشكل معلماً بارزاً على الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها، وما يزال يرتكبها، جنرالات إسرائيل وساستها بحق الشعب الفلسطيني.
ويكشف التستر على هذه الجرائم بصورة واضحة مدى التواطؤ الذي تعقده قوى الهيمنة، والسيطرة في العالم مع الجرائم الإسرائيلية، ويفضح معيارية حقوق الإنسان التي تنادي بها. وعلى الرغم مع أن ملفات مجرمي الحرب في سورية وفلسطين وسواهما ما زالت مغلقة، ولا تسمح تراتبية القوة في عالم اليوم بفتحها، إلا أن مستقبل العدالة وأفقها لا بد أنه سيتناول هذه الملفات في يوم ما، وستجري محاسبة المجرمين على ما ارتكبوه.5 (العربي الجديد)

أسماء ضحايا العدوان الأسدي:

أسماء بعض الضحايا ليوم أمس الاثنين (نسأل الله أن يتقبل عباده في الشهداء): (10)
خلدون أحمد بيطار - حلب - مدينة دارة عزة
أحمد الحميدي وحفيدته بنت فاطمة الحميدي - حلب
حسن مخيبر - حلب - قرية عسان
عبد القادر حمدو الشاكر - حلب -  بلدة الحاضر

 

 

 

 

 

 


المصادر:
1 - لجان التنسيق المحلية
2 - مسار برس
3 - شبكة شام الإخبارية
4- المستقبل اللبناني
5-  العربي الجديد
6- عكاظ
7- السبيل
8- العرب القطرية
9 - السياسة الكويتية
10- حلب نيوز

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع