نشرة أخبار سوريا- مسلسل الاغتيالات مستمر في إدلب، وعشرات القتلى من قوات النظام بقصف للتحالف الدولي على دير الزور -(14-7-2018)

اغتيال قيادي في فرقة السلطان مراد في إدلب، وناشطون إعلاميون يشنون حملة لمقاطعة "تلفزيون سوريا"، بالمقابل،40 قتيلاً من قوات النظام بقصف للتحالف الدولي، بينهم ضباط برتب عالية، فيما اتفاق على استقدام الطلاب السوريين "القاصرين" للدراسة في مدارس وزارة الدفاع الروسية، من جهته.. لافروف: الأسد ديكتاتور ولكننا ندعمه كي لا تصبح سوريا مثل العراق وليبيا، وسفير فرنسا في لبنان: على حزب الله الخروج من سوريا.

الوضع الميداني والعسكري:

اغتيال قيادي في فرقة السلطان مراد في إدلب:

لقي قيادي في فرقة السلطان مراد التابعة للجيش الوطني السوري حتفه اليوم على يد ملثمين مجهولين أطلقوا النار عليه في مدينة الدانا بريف إدلب الشمالي.

وقال ناشطون إن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على القيادي في فرقة السلطان مراد "أبو أحمد سنساوي" أثناء خروجه من منزله في مدينة الدانا بريف إدلب الشمالي ولاذوا بالفرار.

ولم يتم التعرف على المسلحين المسؤولين عن العملية، إلا أنه من المرجح أن تكون الخلايا التابعة لتنظيم الدولة هي من تقف وراء ذلك، خصوصاً في ظل الحملة التي تشنها هيئة تحرير الشام على تلك الخلايا واعتقالها لعدد منهم، كما أن التنظيم نشر مؤخراً صوراً لعدد من العمليات قال إنها استهدفت من وصفهم "الصحوات".

ناشطون إعلاميون يشنون حملة لمقاطعة "تلفزيون سوريا":

دعا مجموعة من الناشطين والمؤسسات الإعلامية الثورية إلى مقاطعة "تلفزيون سوريا" ومديره "أنس أزرق".

وأصدر اتحاد إعلاميي حلب وريفها ونشطاء مدينة جرابلس بيانين منفصلين، دعوا فيهما إلى مقاطعة تلفزيون سوريا وكوادره الإعلامية المنتشرة في المناطق المحررة.

وأوضح البيان أن القناة كانت تعمل على تشويه الحقائق على الأرض وبث أخبار عارية عن الصحة، مؤكدة أنه كان لها الدور الأبرز في التقارير الإعلامية التي كانت تسعى إلى إثبات براءة النظام ومليشياته من دماء مئات الآلاف من الضحايا والشهداء الذين سقطوا بنيران النظام.

ودعا البيان كافة النشطاء والإعلاميين الثوريين العاملين في القناة إلى إعلان توقفهم عن العمل فيها وسحب الشرعية منها وتعريتها من الصفة الثورية أمام الرأي العام.

نظام أسد:

40قتيلاً من قوات النظام بقصف للتحالف الدولي، بينهم ضباط برتب عالية:

لقي العشرات من قوات النظام مصرعهم يوم أمس الجمعة بقصف جوي من طائرات التحالف الدولي على مواقعهم في ريف دير الزور.

وقالت صفحات إعلامية موالية إن أكثر من 40 عنصراً من قوات النظام قتلوا بقصف لطيران التحالف الدولي استهدف رتلاً عسكرياً في بلدة هجين بريف دير الزور الشرقي أثناء محاولته العبور نحو الضفة الثانية لنهر الفرات عبر جسور متنقلة.

وأفادت الوسائل أن طيران التحالف استهدف الرتل العسكري بعد اشتباكات مع مليشيا سوريا الديمقراطية "قسد" كما دمر الجسر المتنقل الذي استخدمته قوات النظام للعبور.

من جهتها، نعت صفحات إعلامية موالية كلاً من اللواء "جوزيف ميشيل أسبر"، والعميد "تيسير نوار الحسن"إضافة إلى 11 ضابطاً آخر قالت إنهم قتلوا بالقصف.

اتفاق على استقدام الطلاب السوريين "القاصرين" للدراسة في مدارس وزارة الدفاع الروسية:

كشفت وسائل إعلام روسية عن اتفاق بين الحكومة الروسية وحكومة نظام الأسد على استقدام طلاب سوريين من "القاصرين" لضمهم إلى مدارس وزارة الدفاع الروسية.

وقالت وكالة "تاس" الروسية إن رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيدف وقع قراراً ينص على "الموافقة على مشروع الاتفاقية التي قدمتها وزارة الدفاع الروسية وتم تنسيقها مع وزارة الخارجية الروسية والهيئات الفدرالية المعنية الأخرى كما تم تنسيقها تمهيديا مع الجانب السوري بين الحكومتين الروسية والسورية حول دراسة السوريين القاصرين في المؤسسات التعليمية التابعة لوزارة الدفاع الروسية والتي تنفذ البرامج التعليمية الثانوية والمهنية والمتكاملة مع البرامج التعليمية الإضافية والهادفة إلى إعداد الطلاب للخدمة العسكرية والعمل في مؤسسات الدولة".

وأوضح الوكالة أن الدراسة ستكون مجانية وباللغة الروسية، ويتحمل الجانب الروسي كل تكاليف الدراسة، فيما ستقوم حكومة النظام باختيار الطلاب المؤهلين للدراسة في المدارس الروسية.

المواقف والتحركات الدولية:

لافروف: الأسد ديكتاتور ولكننا ندعمه كي لا تصبح سوريا مثل العراق وليبيا

جدد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف تأكيده على دعم بلاده لنظام الأسد، واصفاً بشار الأسد بـ "الديكتاتور"، مضيفاً أن روسيا تدعمه حتى لا يكون مصير سوريا كمصير العراق وليبيا.

وقال لافروف في لقاء تلفزيوني: "لنتذكر ماضي هذه المنطقة، صدام حسين كان ديكتاتورا، معمر القذافي كان ديكتاتورا، لكن دعونا نقارن معاناة شعبي العراق وليبيا خلال فترة سلطة هذين الحاكمين مع ما يحدث في هاتين الدولتين الآن، بعد التدخلات العسكرية التي نفذتها قوات الولايات المتحدة والناتو انتهاكا للقوانين الدولية، أعتقد أن عدد القتلى والجرحى والأشخاص الذين كانوا مضطرين إلى الفرار من وطنهم أكبر بعدة مئات الآلاف من المتضررين بالنظامين المذكورين".

وتابع قائلاً: "يمكن قول الشيء ذاته بشأن سوريا، وهؤلاء الذين دمروا العراق وليبيا يحاولون اليوم حث المجتمع الدولي على مشاركة المسؤولية عن حل أزمة المهاجرين، ولم يستخلصوا أي استنتاجات وقرروا تكرار حالة مشابهة في سوريا".

إلا أنه استدرك قائلاً: "هذا لا يعني أننا نريد تبرير الديكتاتوريين، لكن قبل التورط في مثل هذه المؤامرات يجب اتخاذ كل الإجراءات لمنع التصرفات غير العقلانية، ويجب إيجاد سبل لتطوير التغييرات الديمقراطية بصورة سلمية، كما تفعل الولايات المتحدة في كثير من الدول الأخرى بالمنطقة ذاتها، وليست هناك حاجة إلى تسميتها".

سفير فرنسا في لبنان: على حزب الله الخروج من سوريا

دعا السفير الفرنسي في بيروت برونو فوشيه مليشيا حزب الله إلى الخروج من سوريا وإيقاف نشاطاتها الدولية خارج لبنان.

وقال السفير الفرنسي خلال لقاء صحفي "لدينا موقف ثابت من حزب الله بأنه حزب سياسي ونتعاطى مع لبنانيته، له نواب ووزراء، ونتحدث إليه كأي حزب، لكننا في المقابل لا نعترف بنشاطه خارج لبنان، من دون موافقة الحكومة التي هي مصدر الشرعية الوحيد في البلد. ولهذا ندعم بقوة سياسة النأي بالنفس. هذا موقف تقليدي نبلغه للحزب، بأن لا دخل لهم في العراق واليمن وسورية، وبأن خطر التدخل في سورية يكمن في جر لبنان إلى صراع لا دخل له فيه".

وعن أزمة اللاجئين السوريين في لبنان شدد السفير الفرنسي على ضرورة ان يعود اللاجئون في ظروف مقبولة، مضيفا: لا نريد ربط العودة بالحل السياسي الشامل، وفي الوقت نفسه هناك مبادرات لا نعارضها. ومفوضية اللاجئين ليست بعيدة عنها وهي تدقق في هذه المبادرات وربما هذا ما سبب سوء التفاهم. وإذا كانت العودة إلى منطقة مستقرة ليس علينا أن نعارضها. لكن المشكلة هي في رد الفعل السوري (الحكومة)، فهم لا يريدون عودتهم. هناك انتقائية سورية للعائدين.

آراء المفكرين والصحف:

روسيا تغزو المنطقة

ميشيل كيلو

في الأيام الأولى التالية لغزوتها السورية، أرسلت موسكو جنرالين إلى عمّان وبغداد، للتباحث مع المسؤولين فيهما بشأن إمكانية إقامة نظام آمن إقليمي، يستند إلى وجودها العسكري في الأرض السورية. تمت الزيارة في إطارٍ كان الرئيس الروسي بوتين قد حدّده في حديثٍ أكد فيه تصميم الكرملين على استعادة مناطق نفوذ الاتحاد السوفييتي في البلدان العربية التي ضمت مصر وسورية والعراق واليمن والجزائر والسودان وفلسطين، وذكر الكاتب المصري الراحل، لطفي الخولي، أن عدد سكان "نظمها اللارأسمالية" بلغ 70% من العرب. 

في حينه، ردت واشنطن بزيارة قام بها إلى العاصمتين رئيس أركان جيشها الجنرال جوزف دانفورد، أدلى خلالها بتصريحٍ من بغداد، رحب فيه بانضمام موسكو إلى التحالف الدولي للحرب ضد الإرهاب الذي أسسته واشنطن مع 66 دولة، وأكد أن أحدا لن ينضم إلى نظام أمن إقليمي روسي! 

فيما بعد، ركزت روسيا جهدها على سورية، وأقامت ما يشبه تحالفا ضم إيران والسلطة الأسدية وتنظيمات إرهابية جندتها طهران، ليكون هذا أول تحالف معلن بين دولة كبيرة وتنظيمات إرهاب خارجة على القانون الدولي، ويقدم أدلة قطعية على ما أصاب النظام الدولي من انهيار، ويكشف نمط النظام الأمني الذي اقترحته موسكو، ويرجح أن يخضع لمحورٍ يجمعها بإيران، الدولة التي تعلن تصميمها على تجريد العرب من دولهم، وتتعاون لبلوغ هذا الهدف مع تنظيمات إرهابية دان مجلس الأمن عام 1995 الأكبر بينها: تنظيم الحرس الثوري الإيراني المرابط تحت اسم حزب الله في لبنان، علما أنها تخترق بلدان الجوار، وتضع معظمها بين خيارين: أن تقف على حافّة حرب أهلية داخلية أو تنصاع لطهران. 

لا نعرف إن كان هذا النهج روسيا أو إيرانيا أو بلورته الدولتان بتفاهم استراتيجي بعيد المدى، يتيح لهما ممارسة "إرهاب دولة" صار جزءا تكوينيا من حربهما على النظام الدولي القائم، ليس إرهاب التنظيمات بالمقارنة معه غير لعب أطفال، كما تؤكد الحالات السورية والعراقية واليمنية. واليوم، يباغتنا مندوب روسيا في الأمم المتحدة باقتراح عقد مؤتمر أمني "للمنطقة العربية والشرق الأوسط"، أي لإيران وتركيا. لهذا الاقتراح معنى وحيد، هو أن الروس عازمون على توسيع سياساتهم الحربية التي أرجعت سورية إلى العصر ما قبل الحجري، لتشمل العالم العربي والشرق الأوسط، انطلاقا من تحالفها مع إيران، وعلاقاتها المؤثرة مع تركيا، وتخضع العرب للابتزاز الذي دمر سورية، وتنشر الموت والدمار في عموم المنطقة العربية، استنادا إلى علاقات روسيا مع إسرائيل وإيران، عدوي العرب اللدودين، وإلى دور جيشٍ وضع منذ غزو سورية في خدمة هذا المخطط، يُراد له أن يفرض مصالح روسيا ونفوذها على العرب، بعد أن أوقف الأسدية على أقدامها، وحوّل سورية إلى مقبرةٍ تضم رفات شعب بكامله، قتل لأنه طالب نظاما تحميه بالحرية. 

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع