..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

السلاح الجديد

المشاهدات: 6705

تصدير المادة

pdf word print
السلاح الجديد

شـــــارك المادة

السلاح الجديد

حدثني من لا أتهمه أن برميلاً سقط في ضواحي حلب بينما أولاد يتسلقون أشجار المشمش ليقطفوا ثمارها، وكان أن تطايرت الشظايا وحصدت أرواح معظمهم ، وهب الناس مذعورين لنجدة الأطفال ، وركض كمال غير آبه للمروحية التي لم تزل تحلق فوق رؤوسهم ، وانتشل جثة لم يعرف هويتها مع أن أبناء الحي يعرفون بعضهم البعض جيداً ، وأخذ يصرخ بأعلى صوته " لمن هذا الولد ، لمن هذا الصبي "..

سمعت صوته زوجته عائشة التي كانت تبحث عن طفلتها ، ركضت إليه ورمت نفسها فوق الجثة وأخذت تنتحب وتصرخ بصوت مذبوح : إنها ابنتك يا كمال إنها ابنتنا ، هذا بنطالها وذا قميصها ! أٌسقط كمال في يده وارتمى يبكي ويصرخ متفجعاً ، وينظر يميناً وشمالاً عله يعثر على رأس ابنته الذي قطفته الشظايا معلقاً على أغصان الشجر !
هذه القصة بدمويتها وغيرها عشرات الآلاف من القصص الملطخة بالدماء ، دليل واضح على أن الإعلام الغربي يختار ما هو مناسب له ويعرضه على العالم من الزاوية التي يراها .
حادثة الطفل الغريق لا تقاس ألماً بغيرها من آلاف القصص المؤلمة ، لكن عرضها بهذا التوقيت بالذات يثبت أن كل ما يحصل مخطط له بعناية فائقة ، أشكال الاستعمار تطورت وبقينا نحن الأغبياء ، هم يستغلون ظروفنا ويقفون إلى جانب كلا الطرفين فينا ، الضحية والسفاح ، يمدون السم بيد ويشفقون علينا بالعلاج بيد أخرى .
ثارت الشعوب العربية أملاً بحياة أفضل فوقفوا إلى جانبها وأمدوها بالسلاح ولكنهم لم ينسوا أن يطلقوا يد السفاح فيها ، فاشتعلت الحرب والتهمت البشر والحجر ، مات من مات وغرق من غرق لتنفد مخازن أسلحتهم وترتفع احتياطيات نفطهم ، وبعد ذلك فتحوا أبواب بلادهم لبضعة آلاف منا لكي لا ننسى شكرهم !
كل ما جرى وكل ما يجري وكل ما سيجري مخطط له ومتفق عليه وراء الكواليس ، إعلامهم يتحكم بقناعاتنا ويعبث بمشاعرنا ، حتى إنهم يقررون متى نأسى ومتى نبكي ، لكن ذلك لم يكن لولا انتشار الخونة من أبناء جلدتنا ، القادة والحكام هم خوازيق يختارونها بعناية ، وعندما نأتي لنقتلعها يقفون إلى جانبنا ويساعدوننا في انتقاء خوازيق ذات جدوى أكبر .
الرحمة لأطفال سوريا وشيبها وشبابها ، احزنوا على إيلان ،واشكروا ميركل وناشدوا أوباما ومسحوا جوخ بوتين فالقادم أدهى وأمر .

 

 

 

 

مشاركات نور سورية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع