نشرة أخبار سوريا- الرقة تموت: مئات القتلى والجرحى المدنيين في غارات عشوائية للتحالف، وقوات النظام تكثف قصفها شمال حمص -(22-8-2017)

مجازر جديدة للتحالف الدولي، ونحو 120 قتيلاً في الرقة خلال يومين، وقوات النظام تكثف قصفها على مدن وبلدات ريف حمص الشمالي، من جهة أخرى فيلق الرحمن يصدر إحصائية لخسائر النظام شرق دمشق خلال شهرين، وفي الشأن السياسي: تأجيل الجولة القادمة من مباحثات أستانا إلى منتصف أيلول القادم، أما دولياً: الرئيس التركي يؤكد أن بلاده لن تسمح للميلشيات الكردية بتأسيس دويلة شمال سورية، وتقرير سري يكشف اعتراض الأمم المتحدة شحنتين كيماويتين أرسلتهما كوريا الشمالية إلى نظام الأسد.

جرائم نظام الأسد وروسيا والتحالف:

أكثر من 30 قتيلاً في مجزرة جديدة لطيران التحالف في الرقة:
ارتكب التحالف الدولي مجزرة جديدة اليوم الثلاثاء، إثر استهدافه حارة السخاني في مدينة الرقة بغارات جوية، أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا والمصابين.
وقال ناشطون إن 32 مدنياً لقوا حتفهم، فيما أصيب العشرات بجروح، نتيجة استهدافهم بطيران التحالف الدولي، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية في المدينة.
إلى ذلك، وثق إعلاميون في حملة "الرقة تذبح بصمت" مقتل 118 شخصاً خلال اليومين الماضيين نتيجة الغارات الكثيفة التي شنها التحالف الدولي والطيران الروسي، وأشارت الحملة إلى أن التحالف نفذ 108 غارات جوية في مدينة الرقة خلال ال48 ساعة الماضية.
وفي سياق متصل، تعرض حي البياطرة وسط الرقة لقصف جوي أوقع قتلى وجرحى، في حين استهدف طيران -يعتقد أنه روسي- بلدة معدان في ريف الرقة الشرقي بعدة غارات جوية تسببت بحدوث دمار هائل في المكان وسقوط عدد من الضحايا الأبرياء.
قصف مدفعي وغارات جوية للنظام على مدن ريف حمص الشمالي:
تعرضت مدن وبلدات ريف حمص الشمالي -اليوم الثلاثاء- لغارات جوية وقصف مدفعي من قبل قوات النظام، في استمرار لخرق اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في المنطقة.
وأكد ناشطون، إصابة 25 شخصاً بجروح، إثر غارات جوية اليوم على الأحياء السكنية في مدينة التلدو شمال حمص، في الوقت الذي عملت فيه فرق الدفاع المدني على انتشال الجرحى والمصابين من تحت الأنقاض، وإسعافهم إلى المشافي الميدانية في المدينة.
في غضون ذلك، كثّفت قوات النظام قصفها على بلدة الغنطو ومدينتي كفرلاها والتلدو بواسطة المدفعية الثقيلة والدبابات وقذائف الهاون، ما أدى إلى وقوع عدد من الجرحى بينهم نساء وأطفال.
وفي السياق، أفاد مركز حمص الإعلامي بأن اجتماعاً عقد في مدينة الحولة بخصوص التفاوضات مع الجانب الروسي، وضم عدداً من القيادات العسكرية والفعاليات المدنية والهيئة الشرعية، وأوضح أن المجتمعين اتفقوا على الاستمرار في خط التفاوض، وصياغة مشروع جديد يحفظ حقوق الثوار ويحقن الدماء، بالإضافة إلى تثبيت اللجنة الموجودة حاليا باسم ( هيئة الحولة للتفاوض).

الوضع الميداني والعسكري:

خلال شهرين.. 62 آلية مدمرة وأكثر من 1100 قتيل وجريح من الفرقة الرابعة في الغوطة الشرقية:
نشر فيلق الرحمن اليوم إحصائية لحصيلة خسائر قوات النظام من الفرقة الرابعة خلال الشهرين الماضيين على جبهات الغوطة الشرقية وجنوب دمشق في الفترة بين 18 حزيران و18 تموز 2017.
وبحسب الإحصائية فإن أكثر من 335 قتيلاً من الفرقة الرابعة التابعة لجيش النظام سقطوا خلال المعارك بينهم 18 ضابطاً، بالإضافة إلى أكثر من 800 جريح.
وبلغ عدد الآليات المدمرة وفق الإحصائية 27 دبابة و4 عربات شيلكا و6 عربات بي إم بي، بالإضافة إلى 4 مدافع فوزديكا و3 منصات إطلاق صواريخ فيل و8 آليات (بلدوزر) و7 رشاشات عيار 23 و3 رشاشات عيار 14.5.

الوضع السياسي:

تأجيل مباحثات أستانة إلى منتصف أيلول القادم:
أعلن وزير الخارجية الكازاخستانية خيرت عبد الرحمانوف اليوم أن الجولة المقرر عقدها في العاصمة الكازاخستانية الأستانة حول سوريا تم تأجيلها إلى الخامس عشر من أيلول/ سبتمبر المقبل.
وقال رحمانوف خلال مؤتمر صحفي اليوم "وفقا للمعلومات التي تلقيتها من روسيا، فإن الدول الضامنة وهي بالتحديد روسيا وتركيا وإيران، تعتزم عقد اجتماع فني قبل نهاية أغسطس، حيث ستتفق على جدول الأعمال ومواعيد اجتماع آستانة المقبل على وجه الدقة، ومن الخطط المبدئية عقد اجتماع في منتصف سبتمبر".
من جهته، رجح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم أمس عقد الاجتماع "على مستوى الخبراء" نهاية شهر آب الجاري أو مطلع أيلول.

المواقف والتحركات الدولية:

الرئيس التركي: لن نسمح بتشكيل دويلة انفصالية شمال سورية:
أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لن تسمح بتشكيل الميلشيات الكردية (PYD-YPG) دولة شمال سورية، وفقاً لما نقلت وكالة الأناضول التركية.
وأوضح أردوغان -خلال كلمة له اليوم الثلاثاء في العاصمة التركية أنقرة- أن الميلشيات الكردية خططت لإنشاء ممر إرهابي في شمال سوريا يمتد حتى البحر المتوسط، وأنّ عملية درع الفرات استطاعت قطع هذا الممر وحالت دون تحقيقه.
وأشار الرئيس التركي إلى أنّ تركيا حررت مناطق تقدر مساحتها بألفي كيلو متر في الشمال السوري، لافتاً إلى أنها تهتم بإدارة شؤون تلك المناطق التي تبدأ من مدينة جرابلس الحدودية، ومروراً بمنطقة الراعي وتنتهي بمدينة الباب في الريف الشرقي لمحافظة حلب.

اعتراض شحنتين كيماويتين أرسلتهما كورية الشمالية إلى نظام الأسد:
كشف تقرير سري للأمم المتحدة أنه تم اعتراض شحنتين كوريتين شماليتين إلى وكالة تابعة للنظام السوري مسؤولة عن برنامج الأسلحة الكيماوية السوري خلال الأشهر الستة الماضية.
ووفقاً لوكالة رويترز للأنباء، فإن الخبراء في التقرير أفادوا بأن اللجنة تحقق فيما تحدثت عنه تقارير بشأن تعاون محظور في مجال الأسلحة الكيماوية والصواريخ الباليستية والأسلحة التقليدية بين النظام السوري وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، في حين لم يذكر التقرير تفاصيل إضافية بشأن موعد أو مكان عمليات الاعتراض تلك، أو ما كانت تحويه الشحنات.
خطة تركية من 3 بنود، لتجنيب إدلب حملة عسكرية منتظرة:
قالت صحيفة "يني شفق" التركية المقربة من الحزب الحاكم، إن تحالفاً غربياً من أربع دول يسرّع إجراءاته تحضيراً لعملية عسكرية في مدينة إدلب الحدودية شمال غرب سورية، وذلك بعد سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) على مناطق واسعة فيها، الأمر الذي يشكل خطراً على حياة مليوني مدني يعيشون ظروفاً صعبة في المدينة.
وأشارت الصحيفة -في تقرير نشر اليوم، وترجمه إلى العربية موقع نور سورية- إلى أن تركيا اقترحت خطة من ثلاثة بنود، من شأنها أن تجنّب المدينة هذه العملية العسكرية، وتنقذ حياة مئات الآلاف من النازحين، الذين لجؤوا إلى المدينة بسبب ظروف الحرب في سورية.
وتتضمن الخطة تشكيل إدارة مدنية في إدلب، وإفساح المجال أمام الحكومة السورية المؤقتة لأداء مهامها من هناك، وسحب المظاهر المسلحة من داخل المدينة إلى خارجها، أسوة بمناطق درع الفرات، وتشكيل جهاز شرطة لضبط أمن المدينة، بالإضافة إلى حل هيئة تحرير الشام، وإذابة مكوناتها في فصائل المعارضة السورية.
ولفتت "يني شفق"، إلى عقد عدة اجتماعات في إدلب -عقب تلقي الخطة التركية- ضمّت ممثلين عن فصائل المعارضة والمجالس المحلية، وزعماء العشائر وأصحاب القرار في مركز المدينة، ورجّحت أن يكون القول الفصل في القبول أو الرفض مرتبط بهيئة تحرير الشام، نظراً لتفوقها العسكري وسيطرتها على مركز القرار في المدينة.

آراء المفكرين والصحف:

مستقبل الصراع الدولي على سورية
الكاتب : رضوان زيادة
هذا هو مستقبل الصراع الدولي على سورية، وهو تجميد الصراع على حاله، ومنع أقلمته، لكن من دون حله، لأن كل هذه الأطراف الدولية، وخصوصا الولايات المتحدة، ليست مستعدة لاستثمار أية موارد إضافية لحل المسألة السورية بشكل نهائي، وبما يستجيب لحق الشعب السوري في اختيار نظام حكمه وانتخاب رئيسه، بل وأبسط من ذلك، ستبقى قضية اللاجئين السوريين مثارةً باستمرار، مع تصاعد أعمال العنف الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، وهي ما يزيد معاناة السوريين التي لا يبدو أن أحدا ما في هذا العالم القاسي يكترث لها، أو يعير لها بالاً. سورية اليوم مثال نموذجي لفشل المجتمع الدولي في حل قضيةٍ كان التدخل المبكر قادرا على إيجاد حلٍ لها، لكن رؤية المصالح الضيقة، والخوف من الفشل، بعد ما جرى في العراق انتهى بنا بالوضع في سورية إلى ما هي عليه اليوم، ثلاث أزمات تتكاثر: انتقال سياسي يستعصي على الحل، ويزيد الألم والمعاناة مع تمسك الأسد بموقعه، ورغبته المشؤومة في تدمير سورية حلا لها، ولاجئون لا يجدون سوى البحر ملاذا آمنا، ومنظمات إرهابية تزداد عنفا وسوداوية، وجدت في سورية موئلاً مناسبا لها لتحكم وتنفذ ما لم تكن تحلم بتحقيقه أبداً، والنتيجة سورية التي نعرفها لم ولن تعود كما كانت من قبل.

 

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع