سمدار بيري
تصدير المادة
المشاهدات : 4467
شـــــارك المادة
لا يصدق كيف يمر الوقت: منظمة حزب الله اللبنانية باتت ابنة ثلاثين، والأمين العام نصرالله بات منذ 12 سنة في منصبه، نحو عشر سنوات تقريبا في مخبئه. وهو هنا وهناك يتأزر بالشجاعة ويظهر في حملات رفع المعنويات، وهكذا رأيناه قبل سنتين يخرج على نحو مفاجئ من خلف الستار الكتيم الذي بث عليه خطابه المسجل.
وقد جلب الابتسامة الشريرة، 2 – 3 دقائق أمام الكاميرات إلى أن دفعه الحراس العصبيون إلى خندقه، كي لا يبيد لهم أحد الأمين العام. وبالإجمال، هذه شهادة فقر لنصرالله في أن إسرائيل لا تبذل جهودا في تصفيته. وكما هو معروف، حاولوا مرة واحدة تسميمه، ولكن أطباء إيرانيين أنقذوا حياته في اللحظة الأخيرة، واستدعى نصرالله المسجلين ليبث نفيا غير مقنع. يقال أن العيون تتابعه إلى كل مكان كي يعرف بأنه مكشوف. وكانت فرص، أيها السيد نصرالله، كان بوسعهم أن يتخلصوا منك بكل سهولة، وهم يعرفون من سيحل محلك. وبالإجمال، يتبين أنهم يفضلون البقاء مع من يعرفونه. الزمن يفعل فعله ونصرالله لم يعد يدير الأمور الكبرى. في شقته التي يختبىء فيها يغرق في قراءة الصحف بهوس. يقرأنا، لديه سياسيون ومحللون يحرص على أن يحصل على ترجمتهم، وهو يحب أن يستولي عندنا على العناوين الرئيسة. وهو يلوح بالإعلام اللبناني، يؤشر إلى أعداء، يعد رؤوس أقلام للخطاب التالي ويستدعي طاقم تلفزيوني. ليس كل ما يسجل ينشر بالضرورة على الشاشات الكبرى. مشوق أن نكتشف في كل مرة من جديد كيف تعلموا عندنا كيف يقرؤوه وكيف أنه مكشوف حتى في حياته السرية. ويبدو وكأن الخبراء في شؤون نصرالله قادرون على أن يخمنوا دائما تقريبا ما الذي يلح على الأمين العام، ما هي قائمة الرسائل التي أعدها لنفسه، وأي أحبولة سيدحرج، وماذا كتب له مؤشر الأنباء الحيوية الإيراني. في الصورة الكبرى، نصرالله لا يبعث على الاهتمام. نوصي بعدم الفزع من محاولاته الإخافة، والكشف، إذا كان على الإطلاق يوجد سبب للكشف، عن المكان الذي يبحثه لنفسه في المعسكر الشيعي والشرف الذي يسعى لأن يحققه للمقاتلين الذين يبعث بهم إلى سوريا بأمر من طهران. ينبغي الانتباه إلى أنه متورط مع الحكومة اللبنانية، مع الأمهات اللواتي يطلبن جوابا مقنعا لماذا منح إجبار الفتيان الشبان على القيام بعمل الجيش السوري. وهو متورط أيضا مع القرى في جنوب لبنان الذين يفضلون نيل الرزق من الزراعة لا أن يروا كيف يسيطرون لهم على الأراضي ويصادرون المخازن. في أيار الماضي ألقى نصرالله بقنبلة عندما كشف السر الأكبر عن مئات رجال حزب الله الذين أرسلوا للقتال في سوريا. سطحيا، لم يكن له مفر. فلم يكن ممكنا طمس الآثار عندما باتت تعاد التوابيت بمئات جثث أعضاء المنظمة ممن اختفوا فجأة. وليلة أول أمس في الخطاب الذي بث على شاشة كبيرة في جنوب لبنان، قرر نصرالله الإصرار على أن “دخلنا إلى سوريا متأخرين”، نوعا من الاعتذار لمدرائه في طهران. ومن نفس الشاشة ينقل أيضا رسالة متلعثمة إلينا في أنه ليس معنيا بالدخول في مواجهة وأنه لن يكون هو من سيبدأ معنا. وهو سيواصل، مع قادة قسم العمليات في حزب الله، التحرش بمحاولات زرع العبوات الناسفة. وإذا كانت فرصة فلن يكون أسعد منه لاختطاف جندي إسرائيلي. ولكن في الغرفة المأطومة يتعلم كيف يستوعب صورة الوضع الجديد: عندما تدير إيران مفاوضات مع الإدارة الأمريكية، وأوباما يتعهد في السعودية “ألا يعقد صفقة سيئة”، والسعوديون يواصلون اعتبار لبنان مرعيا لهم، فإن نصرالله سيحذر من التورط بأعمال تؤدي إلى رد إسرائيلي قوي.
رأي اليوم نقلا عن يديعوت
هارتس
فورين بوليسي
كريستوفر ر. هِل
الجزيرة نت
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة