..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

الأسد يعترف أنه خسر المعركة؟

تسفي برئيل

٤ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 8984

الأسد يعترف أنه خسر المعركة؟

شـــــارك المادة

الكشف الجديد الباعث على الصدمة، الذي يقول إن عدد القتلى في المعارك في سورية أكبر بنحو 15 ألفا من العدد الذي قدر حتى الآن، يعتمد بنفسه على التقدير.
ظاهرا تعرض الأمم المتحدة معطى دقيقا، ولكن حسب ما يعترف ممثلها لحقوق الإنسان، فإن الأعداد قد تكون أكبر بكثير، حيث أنه قبل عدة أيام فقط قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة، الأخضر الإبراهيمي، أن العدد قد يصل حتى إلى مئة ألف.
الأعداد الكبرى من القتل كفيلة بان تبعث على الصدمة ظاهرا.


هكذا كان عندما أحصي ألف قتيل في سورية وهكذا كان عندما ارتفع عددهم إلى عشرة آلاف.
غير أنه في حينه أيضا اكتفوا بتصريحات الشجب، وبلي اللسان، وبالدعوات الممجوجة للأسد بترك الحكم.
من تذكر أعداد القتلى في دارفور، في رواندا، في الجزائر أو في العراق الذي حتى اليوم لا يعرف أن يقول إذا كان عدد القتلى مئة ألف أم ثلاثمائة ألف منذ سقوط صدام حسين، سيجد صعوبة في أن يستنتج بان النشر الجديد سيحدث تحولا في موقف قادة العالم، الذين يجدون صعوبة في بلورة موقف مشترك حول العمل اللازم في سورية.
إن المعارك في سورية لن تتوقف أو تحسم بسبب عدد.
فما بالك عندما لا يكون واضحا ما هو دور الجنود مقابل المواطنين، ومن أوساط المواطنين ما هو عدد مؤيدي الحكم مقابل معارضيه، أبناء الطائفة العلوية مقابل السُنة.
وهل سورية تعيش منذ الآن حربا طائفية أم أن الكفاح الوطني هو الذي يسفر الآن عن العدد الأكبر من القتلى.
في ظل غياب إجماع دولي على التدخل العسكري الخارجي، وعندما تكون أيضا قوى المعارضة، السياسية والعسكرية، تعارض التدخل الأجنبي، فان الحسم في سورية سيكون متعلقا بقدرة الثوار على احتلال مواقع أساسية، وكم يمكنهم أن يمسكوا بحزام السيطرة الضيقة للأسد.
كم من هذه المواقع يسيطر عليها الثوار منذ الآن، هكذا هو مثلا الطريق الرئيس بين درعا ودمشق، المطار في حلب، والمطار في دمشق الذي لم يحتل، ولكن يهدده الثوار واضطرت الرحلات الجوية إلى التوقف.
كما أن كثيرا من معابر الحدود بين سورية وتركيا وبين سورية والعراق احتلتها قوات الثوار التي لا تنسق في ما بينها.
احتمال آخر للحسم يكمن في اعتراف الأسد بأنه خسر المعركة وأن عليه أن يعد لنفسه مرحلة الانسحاب من الحكم.
حتى الآن لم تظهر إشارات علنية على ذلك. ومع أن الأسد أعلن بأنه مستعد في كل لحظة لإجراء مفاوضات مع المعارضة، ولكنه غير مستعد لان يقبل الشرط الأساس في أن عليه أن ينسحب.
كما أن مواقف روسيا المترددة، التي تعتقد تارة بأنها غير ملتزمة بالأسد بل بالنظام في الدولة، وتارة أخرى ترفض الشرط الذي بموجبه على الأسد أن ينصرف، تشكل السند لمواصلة وجود النظام.
التوقع الواقعي في هذه اللحظة هو أن عدد القتلى سيرتفع فقط وان المعارك ستستمر في شق قوات الثوار بدون أن تتمكن من الموافقة حتى على تشكيل حكومة مؤقتة.
فوق هذا التوقع يحوم سؤال مقلق ومظلم حول قدرة المواطنين على المواصلة وتكبد الخسائر، ورغم ذلك مواصلة الثورة.
في هذه المرحلة يبدو أن موقف الجمهور لم يعد ذا صلة، وذلك لأنه لم يعد الحديث يدور عن مظاهرات في الشوارع ضد النظام، بل نقل الصراع الى قوات المقاتلين التي هي وحدها تتحمل الآن الاحتكار على استمرار الصراع.

 

 


هآرتس -  القدس العربي

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع