هيئة الشام الإسلامية
تصدير المادة
المشاهدات : 9911
شـــــارك المادة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ناصر المستضعفين، وقاهر الظالمين والمستكبرين، والصلاة والسلام على قائد الغر الميامين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: أكملت الثورة السورية المباركة شهرها الرابع عشر، وهي في تقدم مطرد بحصد المزيد من الانتصارات والثبات، مما زاد في كشف زيف النظام وعدم شرعيته.
وفي ظل عجز المراقبين الدوليين عن حماية للشعب الأعزل، وتوفير العديد من الدول الغطاء السياسي والدعم غير المحدود لهذا النظام: يُقْدِم النظام خلال الأيام القادمة على مسرحية من إحدى مسرحياته التي عرفها الشعب وكشف دجلها وزيفها منذ عشرات السنين، ألا وهي انتخابات مجلس الشعب؛ لاختيار شهود زورٍ جدد يزهو بهم النظام اللاشرعي في ادعاء الحرية للشعب في اختيار نوابه، وممارسة الرقابة والنقد على السلطة ورموزها، مع ما يدعيه من إصلاحات فارغة؛ كقانون الأحزاب، وإعادة كتابة الدستور.. وغيرها من عناوين يخاطب بها الدول الخارجية، وهو يقوم في الوقت نفسه بممارسة جرائمه على الأرض من قتل وتعذيب واعتقال وتشريد وهدم للبيوت على رؤوس ساكنيها في حرب قذرة فاق بها التتار الأقدمين والصهاينة المعاصرين، وصدق الرسول -صلى الله عليه وسلم- إذ يقول: ((إنَّ مَمَّا أدْركَ النَّاسُ مِن كلامِ النُّبوَّةِ الأُولى: إذا لم تَسْتحِ فَافْعلْ مَا شِئْتَ)) رواه البخاري. وعلى الرغم من أنَّ هذه المهازل مفضوحة الوسائل والنتائج، إلا أن إجراءها في ظل الأوضاع الحالية يزيد الجرم جرمًا، ويوضح مدى استهتار هذه العصابة بدماء الناس وإهدار كرامتهم. وبهذه المناسبة فإن هيئة الشام الإسلامية تود التأكيد على ما يلي: 1_ لا اعتبار لما يقوم به هذا النظام اللاشرعي المغتصب للسلطة المتسلط على رقاب الشعب من إجراء أي انتخابات مهما كان شكلها أو حجمها؛ لفقدها لأهم ركن فيها وهو شرعية النظام ومصداقيّته. 2_ كل ما يصدر عن هذه الانتخابات من مشاريع وقوانين ومناصب ونحوها فلا شرعية له، وما بني على باطل فهو باطل. 3_ لا يجوز الاشتراك في هذه الانتخابات ترشُّحاً ولا ترشيحاً: أ. لما تعنيه من دعم لهذا النظام وتقوية له سياسيًا وإعلاميًا، وموافقة له على يقوم به من جرائم قتلٍ واستباحة للحرمات، وقد قال –تعالى-: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2]. ب. تزويرٍ إرادة الشعب، وإظهار النظام بصورة المصلح، مع أنَّه فاسد مفسد، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: ((أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ قَالَ: قَوْلُ الزُّورِ، أَوْ شَهَادَةُ الزُّورِ)) متفق عليه. ت. خيانة دماء الشهداء وتضحيات الشرفاء، وآلام المعتقلين والأرامل واليتامى والمشردين، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: ((مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ مُسْلِمًا فِي مَوْطَنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ, وَمَا مِنْ أَحَدٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ, إِلا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ)) أخرجه الطبراني. 4_ وجميع ذلك يعني: وجوب مقاطعة الانتخابات مقاطعة تامة، وتجنب تعريض النفس للإجبار على الذهاب إليها بشتى الوسائل، بل إن مقاطعة هذه الانتخابات وغيرها من أنشطة النظام هي من أنواع مجاهدته ومقاومته. 5_ نهيب بإخواننا القائمين بشؤون الثورة إصدار البيانات والمنشورات بمقاطعة هذه الانتخابات، وإظهار الاعتراض عليها. {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21]. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
محمد وائل
رابطة العلماء السوريين
منبر علماء اليمن
علماء السعودية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة