صحيفة واشنطن بوست
تصدير المادة
المشاهدات : 3684
شـــــارك المادة
قال مسؤولون أميركيون: "إن إيران ترسل أعداداً متزايدة من المدربين والمستشارين من بينهم أعضاء في فيلق القدس النخبوي إلى سوريا للمساعدة على قمع احتجاجات مناوئة للحكومة تهدد بالإطاحة بأقرب حليف لإيران داخل المنطقة". ويأتي ذلك إلى جانب تدفق مساعدات بصورة مستمرة من طهران تتضمن أسلحة ومعدات مكافحة الشغب وأجهزة مراقبة متطورة تساعد السلطات السورية على رصد المناوئين من خلال حساباتهم على موقعي «فيس بوك» و«تويتر»، وذلك بحسب ما ذكرته المصادر. ويعتقد أن منظومة مراقبة كومبيوترية بدعم من إيران قد أدت إلى إلقاء القبض على مئات من السوريين داخل منازلهم خلال الأسابيع الأخيرة. وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها إيران بدعم أنظمة قمعية وأنظمة تستخدم العنف في المنطقة، من بينها الحكومة السورية، وحزب الله داخل لبنان، وحركة حماس في قطاع غزة. وتحدثت الكثير من التقارير السابقة، قدم معظمها مسؤولون غربيون، عن مساعدة فنية إيرانية في تقديم هراوات وخوذات تستخدم عند مكافحة الشغب وغيرها من وسائل السيطرة على التجمعات لسوريا خلال 10 أسابيع شهدت مظاهرات ضد الرئيس بشار الأسد. وتهدف التأكيدات الجديدة التي قدمها مسؤولان أميركيان ودبلوماسي من دولة حليفة، تحدثوا جميعاً شريطة عدم ذكر أسمائهم كي يتسنى لهم الحديث عن معلومات استخباراتية حساسة بصورة واضحة إلى الإشارة إلى الدور المتنامي لأفراد بالجيش الإيراني في الإجراءات القمعية الوحشية التي تنتهجها سوريا ضد متظاهرين مناوئين للأسد. ولم يكن هناك رد يوم الجمعة على طلبات للتعليق قدمت إلى السفارة السورية ومكتب المصالح الإيراني داخل واشنطن. وفي التقرير الذي قدمه الدبلوماسي والمسؤولان الأميركيان، جاء مدربون عسكريون إيرانيون إلى دمشق لتعليم سوريين كيفية استخدام وسائل استخدمتها إيران في مواجهة «الحركة الخضراء» عام 2009م، بحسب ما ذكره الدبلوماسي. وقد تمكن الإيرانيون من إخماد المظاهرات، وتصرفوا خلال ذلك بصورة وحشية. وقال المسؤولون الثلاثة: "إن ضباطاً من فيلق القدس الإيراني سيئ السمعة لعبوا دوراً في الإجراءات القمعية داخل سوريا منذ منتصف أبريل –نيسان- على الأقل". وقالوا: "إن عقوبات أميركية فرضت ضد فيلق القدس في أبريل كان هدفها إرسال تحذير ضمني لإيران كي تتوقف عن ذلك الأمر". ويتبع فيلق القدس قوات الحرس الثوري الإيراني المسؤول عن عمليات خارج إيران، وقد ساعدت على تمويل وتدريب مسلحين تابعين لحزب الله وحركة حماس ودعم متمردين مناوئين للولايات المتحدة داخل العراق. وعلى الرغم من أن حجم العناصر العسكرية الإيرانية داخل سوريا غير معروف، فإن أعداد المستشارين ارتفعت بشكل مطرد خلال الأسابيع الأخيرة على الرغم من التحذيرات الأميركية، وفق ما ذكره المسؤولون الثلاثة. وأشارت إدارة أوباما إلى دور فيلق القدس عند الإعلان عن مجموعتين من العقوبات فرضت ضد مسؤولين في الحكومة السورية خلال الشهر الماضي. وصدر أمر تنفيذي من البيت الأبيض الأسبوع الماضي يستهدف الأسد وستة مسؤولين بارزين في الحكومة جاءت فيه إشارة -لم تلاحظ على نطاق واسع- إلى محسن شيزاري، وهو ضابط بالجيش الإيراني وثالث أهم قائد في فيلق القدس المسؤول عن التدريب. وفي 23/ مارس، صادر مسؤولون أتراك أسلحة خفيفة من بينها رشاشات هجوم ومنصات إطلاق قنابل على طائرة شحن إيرانية متجهة إلى سوريا. وقبل وصول الشحنات، أعلن الأسد بأسلوب دعائي أنه رفع الحظر المفروض داخل الدولة على مواقع الشبكات الاجتماعية مثل: «فيس بوك» و«يوتيوب». وعلى الرغم من الثناء الذي حظي به ذلك حينئذ، فإن هذه الخطوة أعطت الأجهزة الأمنية التابعة للأسد وسيلة مستوحاة من إيران لتعقب قيادات الحركة الاحتجاجية، بحسب ما قاله أندرو تابلر، الصحافي السابق داخل سوريا والخبير بالشأن السوري لدى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى. وقال تابلر في مقابلة هاتفية من لبنان -حيث لا يزال على تواصل مع قيادات المعارضة-: "ساعد رفع الحظر المفروض على موقع (فيس بوك) النظام على تحديد الأماكن التي يأتي منها (النشطاء). لم يكن ذلك كرماً منه، ولكنه كان وسيلة للسماح بالمزيد من المراقبة، مما أدى إلى اعتقال الآلاف".
المصدر: صحيفة واشنطن بوست
توماس ريكس
كريستيان هوفمان
رجب طيب أردوغان
أفيف دروكر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة