المجلس العسكري في دمشق وريفها يرحب باتفاق الغوطة ويؤكد جاهزيته للرد في حال خرقها من قبل النظام، وقصف جوي عنيف قرب مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال، وعشرات القتلى والجرحى في مجزرة جديدة للطيران الروسي في عربين بريف دمشق، من جهة أخرى أحرار الشام تنشر حصيلة خسائر النظام شرق دمشق خلال 10 أيام من المعارك، وعلى الصعيد الإنساني: المجلس المحلي لمدينة عربين يؤكد خلو المدينة من المظاهر العسكرية، ودخول أول قافلة مساعدات إنسانية إلى الغوطة الشرقية، أما دولياً: ترامب يتوعد الأسد ويشن انتقاداً لاذعاً ضد حزب الله الإرهابي.

بيانات الثورة:

مجلس دمشق العسكري يرحب بالاتفاق المبرم في غوطة دمشق:
رحب المجلس العسكري في دمشق وريفها باتفاق وقف إطلاق النار في غوطة دمشق الشرقية، والذي توصلت إليه المعارضة مع روسيا بوساطة مصرية.
وقال المجلس في بيان له أمس، "إنه يرحب بأي مبادرة أو طرح في الغوطة الشرقية أو في غيرها، من المناطق المحررة،يضمن تخفيف المعاناة عن أهلنا وتخقيق أهداف الثورة السورية".
وأثنى البيان على جهود فصائل الجبهة الجنوبية الداعمة لانضمام الغوطة إلى اتفاق تخفيف التصعيد، كما حذر من عدم التزام النظام بالاتفاقية، مبدياً استعداد المجلس للرد على أي خرق من قبل النظام.
وعبر المجلس عن أمله في أن تكون الاتفاقية ذات مصداقية دولية، وأن تكون بداية لمرحلة الانتقال للحل السياسي في سورية، حسب مقررات الأمم المتحدة وجنيف 1، بما يضمن حقوق الشعب السوري وتطلعاته. 

جرائم الاحتلال الروسي الأسدي وميلشيا قسد:

قصف جوي عنيف قرب مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال:
تتواصل الاشتباكات بين الثوار وميليشيا حزب الله على مشارف بلدة عرسال، لليوم الرابع على التوالي، حيث يستميت الحزب لإحراز مزيد من التقدم ونقل المعركة إلى داخل عرسال، إلا أن الثوار أبدوا صموداً حتى اللحظة ومنعوا تقدم الحزب إلى عرسال.
وخلال الأيام الثلاثة الماضية تكبدت مليشيا حزب الله خسائر فادحة، حيث قال ناشطون إن7  من ميليشيا الحزب قتلوا إثر دخولهم إحدى المغارات الملغمة من قبل الثوار في القلمون.
بدوره؛ شن الطيران الحربي أكثر من 18 غارة جوية بالقرب من مخيمات اللاجئين السوريين في جرود عرسال خلال الليلة الماضية.
كما استهدف الطيران بغارتين جويتين منطقة وادي حميد التي تحوي عدداً من مخيمات النازحين، فيما تعرضت منطقة وادي الزمراني في جرود بلدة جريجير لقصف بأربع غارات جوية.
في السياق ذاته، وجه 3 أسرى من حزب الله أسرهم الثوار خلال معارك عرسال، رسالة إلى الحزب ناشدوه من خلالها بإيقاف هجومه على عرسال.
ودعا الأسرى الثلاثة في تسجيل مصور بثه الثوار اليوم، مليشيا الحزب إلى إيقاف هجومه على إرسال، محذرين من أن استمرار الهجوم سيكلف الأسرى الثلاثة حياتهم.

عشرات الشهداء والجرحى في مجزرة للطيران الروسي في عربين بريف دمشق:
استشهد وأصيب العشرات من المدنيين في مدينة عربين بالغوطة الشرقية، في مجزرة ارتكبها الطيران الروسي في المدينة منتصف الليل.
وقال الدفاع المدني في الغوطة إن أكثر من 10 شهداء من المدنيين سقطوا كما أصيب 50 آخرون جراء غارات روسية استهدفت أحياء مدينة عربين منتصف الليل، وأوضح الدفاع المدني أن من بين الضحايا أطفالاً صغاراً ورضعاً، كما لا يزال العديد من الضحايا تحت الأنقاض.
وفي السياق ذاته، قال ناشطون إن الطيران الحربي مدينة دوما وبلدة عين ترما بأربع غارات جوية، كما استهدف بغارة أخرى بلدة زملكا، في ظل تحليق طيران الاستطلاع في سماء الغوطة.
كما توعّد الرئيس الأميركي خلال حديثه، رأس النظام السوري "بشار الأسد"، مؤكداً أنه لن يفلت من العقاب بعد كل الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري، وأضاف قائلاً: " لست معجبا بالأسد، ولن أدعه يفلت من الحساب بعد كل ما قام به من فظائع في حق بلاده والإنسانية"

الوضع الميداني والعسكري:

مجموعة من المثليين الشواذ يشكلون كتيبة لمحاربة داعش:
أعلن مجموعة من المثليين الشواذ، عن تشكيل وحدة عسكرية للمشاركة في القتال ضد تنظيم الدولة، بالاشتراك مع الميلشيات الكردية الانفصالية.
وأطلقت المجموعة على نفسها اسم (TQILA)، حيث جرى تشكيلها تحت مظلة القوات الشعبية الثورية العالمية (IRPGF)، وذلك رداً على الانتهاكات التي يرتكبها تنظيم الدولة ضد المثليين والشواذ في المناطق التي يسيطر عليها.
وجاء في البيان الذي نشرته (TQILA) على صفحتها في تويتر :" نحن القوات الشعبية الثورية العالمية (IRPGF)، نعلن عن تشكيل جيش التحرير (TQILA)، التابع لـ (IRPGF)، التي تهدف للدفاع عن حقوق المثليين وتعزيز دور المرأة وتحقيق الثورة الجنسية والمساواة"، وأضاف البيان: "إن صور الرجال المثليين الذين رموا من الأسطح ورجموا حتى الموت من قبل داعش كان شيئاً لا يمكن النظر إليه".

إحصائية: النظام تكبد 20 عنصراً وخسر آليات ثقيلة في معاركه شرق العاصمة:
نشرت حركة أحرار الشام الإسلامية نتائج المعارك الدائرة على جبهة عين ترما وحي جوبر رشرق العاصمة دمشق خلال عشرة الأيام الماضية.
ووفقاً للإحصائية فإن الثوار كبدوا قوات النظام ما لا يقل عن 20 عنصراً في عين ترما وجوبر، كما دمروا دبابتين وعربة بي إم بي، بالإضافة إلى تدمير رشاشين عيار 23 ورشاش عيار 14.5، وتدمير مدفع من نوع ب9.
من جهة أخرى تمكن الثوار من اغتنام كمية كبيرة من الأسلحة الخفيفة والذخائر المتنوعة أثناء صدهم لمحاولات الاقتحام، وفقاً لما جاء في الإحصائية.

الوضع الإنساني:

المجلس المحلي لعربين: المدينة خالية من المظاهر العسكرية، وندعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته:
أصدر المجلس المحلي لمدينة عربين اليوم بياناً دان فيه المجزرة التي ارتكبها الطيران الروسي في المدينة فجر اليوم.
وأكد المجلس في بيانه على أنه ليس هناك أي وجود عسكري داخل الأحياء السكنية في عربين، مضيفاً أن هذا العمل مخالف للأعراف والقوانين الدولية، وهو خرق معلن لاتفاق مناطق تخفيض التوتر.
ودعا المجلس كلاً من الأمم المتحدة والجهات الضامنة لاتفاق خفض التصعيد إلى تحمل مسؤولياتها تجاه الخروقات المتكررة من قبل النظام وروسيا، والتي لا تستهدف إلا المدنيين من الأطفال والنساء.

دخول أول قافلة مساعدات إنسانية إلى الغوطة الشرقية بريف دمشق:
وصلت أول قافلة مساعدات إنسانية -اليوم الثلاثاء- إلى غوطة دمشق الشرقية، ضمن الاتفاق الذي توصلت إليه روسيا مع المعارضة السبت الماضي.
وقال مركز المصالحة الروسي إن 10 أطنان من المواد الغذائية والأدوات الطبية الأساسية نقلت إلى المناطق التي يسيطر عليها جيش الإسلام في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وفقاً لما نقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية.
ووفق بيان مركز المصالحة فقد جرى نقل المساعدات الإنسانية عبر نقطة التفتيش التابعة للشرطة العسكرية الروسية في مخيم الوافدين، حيث تضمنت المساعدات مواداً غذائية وأدوية، وذلك بالتوازي مع إجلاء المرضى والجرحى من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
إلى ذلك، أكد ناشطون دخول 3 شاحنات محملة بالمواد الغذائية والمستلزمات الطبية من معبر مخيم الوافدين في الغوطة الشرقية ضمن اتفاق "تخفيض التصعيد".

المواقف والتحركات الدولية:

ترامب يتوعّد "الأسد" ويشن انتقاداً لاذعاً ضد حزب الله الإرهابي:
وجّه الرئيس الأميركي انتقاداً لاذعاً لميلشيا حزب الله الإرهابي، معتبراً أنه يشكل خطراً حقيقياً على الدولة اللبنانية وعلى المنطقة برمّتها.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي أعقب اجتماعه  برئيس الحكومة اللبنانية "سعد الحرير" في البيت الأبيض مساء اليوم الثلاثاء.
وأكد ترامب أن ميلشيا حزب الله اللبنانية تسببت في تفاقم الأزمة الإنسانية في سورية، في الوقت الذي تشكل فيه خطراً على الدولة اللبنانية والمنطقة.

آراء المفكرين والصحف:

الانتقال السياسي في سورية وشرعية الأسد
الكاتب: حسين عبد العزيز
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم يحاول المجتمع الدولي وتحديداً الولايات المتحدة إضعاف شرعية الأسد وتقوية شرعية المعارضة على سبيل المثال؟ لا يتعلق الأمر بما يتم تداوله إعلامياً من عدم وجود بديل عن الأسد، فلو أرادت الولايات المتحدة تكوين معارضة فاعلة قوية قادرة على الحكم لفعلت، ولو أرادت إسقاط الحكم كما فعلت في العراق لفعلت، ولو أرادت إسقاط الدولة وإغراق البلاد في فوضى عارمة لفعلت.
خصوصية سورية تجعل التعامل مع أزمتها مختلفاً عن بقية بلدان الربيع العربي، وليس الأمر مرتبطاً بالجغرافيا فحسب، وإنما ببنية الحكم القائمة.
وخصوصية الأسد كانت في عقل صناع القرار داخل الولايات المتحدة، الذين كانوا أكثر فهماً للحالة السورية من السوريين أنفسهم ومن دول المحيط العربي والإقليمي.
يتكون نظام الحكم في سورية من شبكة فوق طائفية أو عابرة للطوائف، لكن في قلب منظومة الحكم هذه تقع السلطة العلوية، ولذلك كانت ولا تزال أهم مناصب الدولة القادرة على إحداث الفرق بيد العلويين، وفي قلب منظومة السلطة العلوية يوجد الأسد.
بعبارة أخرى، إن إسقاط المنظومة الحاكمة العلوية وغير العلوية لن يؤدي إلى إسقاط الأسد، والعكس هو الصحيح، فإسقاط الأسد سيؤدي إلى إسقاط كامل للنظام بكل أبعاده الطائفية بما فيها العلوية، وسيجد العلويون أنفسهم في أتون حرب شرسة للسيطرة على الحكم، فما يوحد منظومة الحكم العلوية هو الأسد، وما يجعل كثيراً من الطوائف الأخرى وجزء مهم من السنّة متماسكين هو الأسد، لا المنظومة الحاكمة التي يقع العلويون في القلب منها، وهذه الخصوصية السورية تعتبر استثناء عربياً.
هذه المعادلة هي التي جعلت المجتمع الدولي يركز على الشرعية الخارجية للأسد أكثر من شرعيته الداخلية، لأن نزع الغطاء الشرعي الدولي عنه، يعني إسقاط النظام، بالتالي إسقاط الدولة، وهذا خط أحمر دولي.