طلعت رميح
تصدير المادة
المشاهدات : 2424
شـــــارك المادة
أظهرت إيران نفسها في موقف العداء مع الكيان الصهيوني لكسب الرأي العام العربي وخداعه، إذ جرى إطلاق شعارات العداء ضد إسرائيل للتعمية على حقيقة أهدافها العدوانية، إذ تظهر الوقائع المعلن منها والخفي وعمليات التحليل للمواقف السياسية والاستراتيجيات وجود علاقات وثيقة بين الطرفين تصل حد التطابق في المصالح، كما تكشف شدة وعمق حالة التعاون الاستراتيجي بينهما.
وأن "إيران (الصفوية الفارسية الشيعية) وإسرائيل (الكيان الصهيوني اليهودي) ليستا في صراع أيديولوجي، كما يتخيل الكثيرون"، وفق ما يقول تيرتا بارزي أستاذ العلاقات الدولية الأمريكي بجامعة جون هبكنز في مقدمة كتابه "التحالف الغادر"، الذي يضيف، أن التحليل يظهر "تشابهاً وتقارباً واضحاً بين الطرفين في العديد من المحاور وأن ما يجمعهما أكبر بكثير مما يفرقهما".
وفي تحليل الصورة الفعلية نجد أن كلاً من إيران والكيان الصهيوني "في حالة توافق وتعاون استراتيجي من موقع العداء العقائدي والأيديولوجي المشترك من السنة، وأن ما بين الطرفين من مظاهر خلاف أو صراع لا يجري سوى حول حصة كل منهما من النفوذ والمصالح على حساب ذات الطرف السني، بما يجعلهما في موقع التنافس على احتلال الأرض وقتل أكبر عدد من السكان وتهجيرهم وإبادة حضارتهم لإحلال الحضارتين الفارسية والغربية (اليهودية خاصة) محلها.
وفي ذلك يبدو طبيعياً، تواجد الطرفين الصهيوني/اليهودي، والإيراني/الصفوي الشيعي دوماً في نفس المناطق -وفي كل القارات -التي تجري فيها أعمال الإبادة ضد السنة، وأنهما، كلاهما يعتمدان ويمارسان نفس السلوك الاستراتيجي بكافة التفاصيل في صراعهما ضد السنة.
وهو ما سنتناوله في هذه الرؤية، فإيران تأخذ بذات السلوك الاستراتيجي الصهيوني اليهودي إلى درجة التطابق التام في مواجهة السنة أو لإنفاذ استراتيجيتها.
وإذا أخذنا بمنطق تطابق الصورة في التحليل سنجد:
- أن إيران والكيان الصهيوني يخوضان حرباً معلنة ضد نفس الأطراف وتحت نفس العناوين –الإرهاب والتكفير والأصولية والتطرف -وأنهما يعتمدان نفس الخطة الاستراتيجية كل من موقعه، للوصول إلى أهدافهما.
وفي ذلك يمكن القول بأن إيران قد درست –أو أعد لها مشروعاً نفذه الخميني ومن أتى بعده-يشمل الأخذ بكل ما أتى وقام به الصهاينة – اليهود، كخطة ودليل عمل ومدونة سلوك استراتيجي. وهما يعتمدان نفس المنهجية والسلوك بشكل دائم ومتطابق إلى درجة مذهلة.
فكلاهما ينطلق في إنفاذ خطته الاستراتيجية من خلفية ثقافية تظهره كصاحب مظلومية تاريخية، وكلاهما يستخدم هذا الإدعاء بالمظلومية في ابتزاز الآخرين وفي تبرير اللجوء لأعمال القتل والإبادة الشاملة التي ترتكب ضد الآخر المستهدف الذي هو واحد في كلا الحالتين، وهو السنة العرب، كما تلك الخلفية الثقافية المزيفة هي أساس البحث عن توثيق وتعميق العلاقة مع الغرب بل حتى مع أفريقيا!
لقد قدم اليهود أنفسهم للعالم –الغربي خاصة- باعتبارهم ضحايا الاقتلاع من الأرض من قبل المسلمين السنة، عبر التاريخ القديم، وباعتبارهم ضحايا أفران الغاز والاضطهاد الديني والعنصري والعرقي في أوروبا (وفي ألمانيا خاصة)، وفي ذلك قدموا تبريراً تاريخياً غير مثبت وغير حقيقي بأحقيتهم في أرض فلسطين –وهو أقرب إلى الأساطير الخرافية النابعة من عصور ما قبل تاريخ الدين والعلم -ووصلوا حد القول بأنهم يعودون لانتزاع أرض نزعت منهم قبل آلاف السنوات!
وحين ذهب الصهاينة إلى أفريقيا، قدموا أنفسهم للأفارقة في وضع الضحية التاريخية مثلهم مثل أفريقيا التي تعرضت لمظلومية تاريخية خلال مرحلة نزع مواطنيها من أرضهم وتحويلهم إلى عبيد في دول أخرى عبر عمليات بيع وتجارة العبيد!
والأمر نفسه في الحالة الشيعية، إذ تقدم إيران نفسها للآخرين كدولة وفئات مذهبية تعرضت لمظلومية تاريخية –تصل حد الخزعبلات كما هو الحال في الرؤية اليهودية- وأنها تعمل الآن لاستعادة حقوقها التاريخية عبر مواجهة أحفاد أحفاد أحفاد من ظلموها، ووصل الحال بالخرافة الإيرانية أن صارت المظلومية هي الحالة الثقافية الطاغية على المطالب، فالبعض ينطلق من مظلومية المذهب والبعض ينطلق من مظلومية إنهاء الإمبراطورية الفارسية ويطلب عودتها.
تلك المظلومية في أصلها الثقافي، هي ذاتها التي دخل منها الصهاينة اليهود إلى أفريقيا.
هنا لا يتعلق الأمر -في كلا الحالتين- بإثبات الحقوق التاريخية، فتلك خزعبلات ومجرد صناعة لمبررات ثقافية لحشد الأتباع، بل لابتزاز الآخر وتبرير السلوك الإجرامي بالهيمنة والسيطرة الاستعمارية الممنهجه لطرد الآخر (السني) من أرضه وهدم حضارته .
نحن أمام تطابق الصورة الثقافية المصدرة من كل من إيران-الصفوية الشيعية الفارسية، والكيان الصهيوني اليهودي. وتلك الصورة والخلفية الثقافية، ما هي إلا القاعدة النظرية أو الايديولوجية وأساس الدعاية، والتي تؤسس لأعمال التبرير للسلوك الاستراتيجي فى العلاقات مع الآخر، وأساس تبرير الأفعال وأساس التغطية عليها وأساس الدعاية الإعلامية التضليلية للتغطية على الأهداف الاستعمارية عموماً. وتلك هي ذات الطريقة الغربية التي سبق أن بررت استعمار وسرقة ثروات الشعوب تحت عنوان التحضر والتمدن لمن تحتلهم باعتبارهم بدائيين أو همجيين!.
وفي تطابق الصورة في السلوك الاستراتيجي لكل من إيران الصفوية-الشيعية والكيان الصهيوني-اليهودي كدولتي احتلال، رأينا كليهما يتشاركان في فكرة وخطط وسلوك الإبادة الحضارية للآخر وهدم كل ما يتعلق بهويتة خلال ممارسة الاحتلال لأرضه. فلقد هدم الصهاينة-اليهود المساجد في المناطق التى احتلوها في فلسطين –وبعضها جرى تحويله إلى حظائر للخنازير لإهانة معتقد وهوية الآخر وإذلاله-وتعمدوا وما يزالون ارتكاب المجازر في داخل المساجد (حرق الأقصى-مجزرة المسجد الإبراهيمي –هدم المساجد في فلسطين المحتلة) وفي كل المدن والقرى التي يجرى قصفها. وكذلك فعل الإيرانيون ضد المساجد ومن يؤمها، فإذ تمنع السلطات الإيرانية بناء مساجد للسنة في طهران، فقد جرت عمليات هدم لمساجدهم في الأحواز وفي المدن والقرى العراقية والسورية وفي اليمن. وهي أعمال جرت وتجرى بشكل ممنهج ومخطط، وقد جرت أعمال سحل وقتل بشعة لأئمة المساجد وحرق للمساجد وإلقاء للقنابل في داخلها لقتل المصلين أثناء وجودهم فيها.
وقد تبلغ الناس مؤخرً دلالة حرق أحد مقرات الوقف السني في بغداد خلال مرور مواكب شيعية! وفي ذات المجال جرت الحرب على اللغة العربية وكل معالم الهوية. فالحرب على استخدام العربية والملبس العربي وأسماء المدن والقرى، يكاد يكون أحد أدوات تحقيق حرب الإبادة الحضارية، ولقد جرى إطلاق أسماء مختلفة على المدن والقرى الواقعة تحت الاحتلال الإيراني في الأحواز بل تغيير مسمى إمارة الأحواز كلياً لتصبح خوزستان وكل مدنها وإعلان الحرب على الملبس العربي. ونشر الفارسية بدلاً من العربية في مدن الأحواز، إذ عمدت سلطة الاحتلال الفارسي لإغلاق كل المدارس العربية في الأحواز وفرضت على الأحوازيين العرب التعلم في المدارس الفارسية، ومارست سياسة العقاب على كل من يقتني الكتب العربية ..إلخ. وهو ذات الأمر الجاري في العراق، إذ بات سكانها في الجنوب يشتكون من نشر الفارسية على حساب العربية في كل شيء من أسماء الشوارع إلى لغة التعامل ..إلخ.
وكذلك كان حال الصهاينة الذين غيروا أسماء المدن والقرى الفلسطينية رويداً رويداً رفعوا حتى يافطات إشارات المرور بالعربية –فيما لا يزال يعيش تحت الاحتلال نحو 20% من سكان الأرض المحتلة عام 48 -وهكذا تجري الأمور وصولاً إلى شرط اعتراف العرب والعالم بالهوية اليهودية للدولة الصهيونية، وهو ذات الأمر الذى أتى به الخميني في لحظة إعادة إحياء الهوية الفارسية/ الصفوية/الشيعية للدولة الإيرانية!
وفي تطابق الصورة في السلوك الاستراتيجي لكل من إيران الصفوية-الشيعية والكيان الصهيوني-اليهودي كدولتي احتلال، فقد رأينا الكيان الصهيوني-اليهودي يستخدم المذابح طريقة للتغيير الديموغرافي في فلسطين، وهو ذات السلوك الاستراتيجي الذي ارتكبته إيران في الأحواز العربية وترتكبه الآن في العراق وسوريا واليمن.
فمن يستعيد الذكرة لبداية احتلال فلسطين يجد الكيان الصهيوني قد اعتمد سلوكاً إجرامياً يقوم على ترويع السكان الفلسطينيين، عبر المذابح لتحقيق أوسع عملية طرد وترحيل للسكان، إذ جرى ارتكاب نحو 70 مذبحة في عام 1948م وحده –دير ياسين وصفد والطنطورة والرملة وحيفا ومجازر القدس – وظل الكيان الصهيونى يعتمد سلوك قتل المدنيين في صورة المجازر المروعة طوال تاريخه، إذ ما تغير بين مرحلة المذابح الأولى وما جرى ويجرى بعدها هو طبيعة الأسلحة المستخدمة فقط – إذ صار الطيران أحد أدوات المجازر وليس الرشاشات والقنابل وأعمال الحرق والتفجير بعد التلغيم –فكانت مجازر صبرا وشاتيلا وقانا والبقاع في لبنان والمجازر المفتوحة في غزة والضفة. هذا السلوك الاستراتيجي جرى بشكل ممنهج وما يزال لتحقيق أهداف طرد السكان عبر ترويعهم. وهو ذات الأسلوب الممنهج الذي اعتمدته إيران فى الأحواز ثم في العراق وسوريا واليمن. لقد ارتكبت إيران ذات المذابح في الأحواز وما تزال في مواجهة انتفاضات الأحوازيين – وبقية القوميات الأخرى -وهي ارتكبتها وما تزال في العراق – كما حال قرى ديالى ومساجدها وما جرى ويجري في بغداد وما جرى ويجري في تكريت.. إلخ – وهي ذات المجازر المرتكبة في سوريا (حمص وحماة ودرعا ومجزرة حمورية والغوطة وجديدة الفضل في ريف دمشق ومجزرة داريا ومجزرة الحولة ومجزرة القبير وحوض نهر حلب والبيضا.. إلخ).
وفي تطابق الصورة فى السلوك الاستراتيجى لكل من إيران الصفوية/الشيعية والكيان الصهيوني/اليهودي كدولتي احتلال استيطانيين، فالمذابح تستهدف في السلوك الاستراتيجي طرد السكان الأصليين وتحويلهم إلى لاجئين في أرضهم وفي أراضي الدول المجاورة والقيام بأعمال إحلال سكاني محل السكان الأصليين، فالإبادة الحضارية التي يقوم بها المستعمر الاستيطاني تأتي مرتبطة دوماً بأعمال إحلال سكاني وحضاري.
لقد رأينا الكيان الصهيوني/اليهودي يجلب اليهود من كل بقاع الأرض ويقوم بزرعهم في الأرض الفلسطينية، وهو فعل استراتيجي ممنهج لا يزال يجري منذ عام 48 وحتى الآن.
وقد سبقه وارتبط به أعمال تهجير دائمة عبر المذابح. وقد بدأت أعمال التهجير في عام 48 بطرد وتهجير نحو مليون فلسطيني طردوا إلى الأردن وسوريا ولبنان وغيرها، كما أصبح قطاع منهم لاجئاً في أرضه سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية. وهو أمر ما يزال مستمراً حتى الآن في الأعمال الاستيطانية في الضفة الغربية وعبر طرد المواطنين الفلسطينيين من القدس، والآن تستعد الإدارة الصهيونية إلى عملية ترانسفير جديدة بترحيل عرب 48، وفق قانون يهودية الدولة أو ما يسمى بالخيار الأردني.
والأمر نفسه رأينا إيران تفعله، ففي الأحواز جرى تطبيق نفس عمليات الطرد للعرب الأحوازيين وجرت أعمال إقامة لمستوطنات فارسية جهز ساكنوها بالأسلحة لمواجهة الأحوازيين وجرت أعمال بناء لمساكن جديدة في مناطق الأحواز لا يسكنها إلا الفرس، وفي المقابل جرت عمليات طرد ممنهجة للسكان إلى داخل إيران لاستيعابهم حضارياً. وإذ يعتمد المواطنون الأحوازيون في حياتهم على مهنة الزراعة فقد عمدت السلطات الإيرانية على تجفيف الأنهر الأحوازية لتحويل الأحواز إلى بيئة طاردة للسكان ..إلخ.
وفي العراق كان لافتاً في أول أيام الاحتلال الأمريكي، دخول مجموعات سكانية فارسية وهو ما تواصل عبر ما يسمى بالزوار، ويتواصل بشكل عميق عبر نقل ميلشيات شيعية من أفغانستان وباكستان إلى سوريا ..إلخ.
وفي تطابق الصورة في السلوك الاستراتيجي لكل من إيران الصفوية/الشيعية والكيان الصهيوني/اليهودي كدولتي احتلال وإذ تتواجد الدولتان جغرافياً وسط محيط عربي سني، أن اعتمد كلاهما خطة استراتيجية للإفلات من الحصار العربي لهما، بالتوجه إلى أفريقيا، وأن يستخدم الطرفان نفس الأساليب والسلوك الاستراتيجي لتحقيق أهدافهما.
لقد توجه الكيان الصهيوني إلى أفريقيا بهدف ضرب العمق الاستراتيجي العربي الإسلامي في أفريقيا ولفك الطوق العربي الإسلامي ولتحييد الدول الأفريقية في صراعه الجاري في المنطقة العربية الإسلامية، وتحويلها إلى دول داعمة للكيان في الأمم المتحدة عبر تقوية المجموعات والنظم المعادية للإسلام ..إلخ.
وقد اعتبر الكيان الصهيوني دول أفريقيا نقطة ارتكاز في تنميته الاقتصادية وركز في علاقاته مع أفريقيا على شركات الأمن وتوريد السلاح وتدريب حراسات الرؤساء ..إلخ. وفي ذلك توجهت الجهود الصهيونية اليهودية بخطة شن الحرب على الناشطين السنة بالمعنى العقائدي والحضاري، والأهم أنها سارت تحت رعاية النفوذ والدور الغربي في أفريقيا، وأنها اتخذت مسارات للحركة على الساحل الممتد من إيلات عبر البحر الأحمر إلى ساحل أفريقيا، ومسار أخر عبر خط حركة مياه النيل، كما اخترقت أفريقيا في العمق، وقدم الصهاينة أنفسهم وفق نمط وحدة ثقافية مع الأفارقة عبر مظلومية اليهود ومظلومية العبيد في أفريقيا.
وهو نفس ما فعلته إيران بالدقة على صعيد المظلومية أو الأهداف ومسارات الحركة، حتى صار التعاون الاستراتيجي واضحاً في كل نقطة وصل إليها الطرفان في أفريقيا. وقد كان لافتاً أن اختارت إيران شمال السودان كأحد نقاط ارتكازها للحركة في أفريقيا فيما اختار الصهاينة جنوب السودان نقطة انطلاق لهم. وصار اختيار نقاط التواجد العسكري من كلا الطرفين يطرح وحدة السلوك الاستراتيجي بين الطرفين، ولذا رأيناهما يتواجدان في جيبوتي وفي أريتريا سوياً. ومن يراجع قائمة الدول التي اخترقها الصهاينة سيجدها هي ذاتها الدول التي اخترقتها إيران، خاصة كينيا والسنغال وجزر القمر وتنزانيا وأثيوبيا. وإذا كانت إيران قد اعتمدت على الجالية اللبنانية المرتبطة بحزب نصر الله، في مخططاتها لاختراق السنة والعمل لنشر التشيع ولدعم مشروعاتها الاقتصادية والعسكرية والأمنية، فقد اعتمد الصهاينة في إنفاذ مخططاتهم على اليهود والصهاينة من أصول غربية.
وهكذا فنحن أمام تطابق الصورة في السلوك الاستراتيجى لكل من إيران الصفوية/الشيعية والكيان الصهيوني/اليهودي، وأمام نسختين لهما نفس الأهداف في مواجهة السنة.
الراصد
مركز عمران للدراسات الاستراتيجية
مركز صناعة الفكر للدراسات والأبحاث
محمد شاكر الشريف
حامد الخليفة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة