فاطمة الصمادي
تصدير المادة
المشاهدات : 3826
شـــــارك المادة
ملخص: تحاول القراءات الإيرانية للتطورات الأخيرة على الساحة العراقية في مجموعها، بناء موقف يأتي من الإجابة على الأسئلة التالية:
ما هي الآثار التي ستتركها على السلطة والسياسة في العراق والمنطقة؟ كيف سيكون الوضع بالنسبة للكتلة السياسية الشيعية في العراق؟ ما هي التحديات والفرص التي تحملها هذه التطورات، وكيف تؤثر على المصالح الوطنية والأمن القومي الإيراني؟
هل ستترك هذه التطورات تأثيرًا على العلاقات الإيرانية-الأميركية؟ ما هو تأثير ذلك على السياقات الإقليمية للدور الإيراني، والأهداف، والاستراتيجيات، والجهات الفاعلة الإقليمية وغير الإقليمية؟
ينفي المسؤولون الإيرانيون، أن تكون التطورات الأخيرة في العراق تمثل تهديدًا أمنيًا لإيران، إلا أن سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" على الموصل وتكريت، فضلاً عن حراك العشائر السنية والمجموعات البعثية وانهيار الجيش العراقي، وتزايد احتمالات انفصال إقليم كردستان، كلها رفعت من وتيرة الهاجس الأمني لدى الجمهورية الإسلامية.
تهدف هذه الورقة إلى رصد تنامي الأهمية الأمنية التي يمثلها العراق بالنسبة لإيران، إضافة إلى بحث ما يمثله ذلك من تهديد أو فرصة بالنسبة لطهران.
رغم النفي الصادر عن مسؤولين إيرانيين، بأن التطورات الأخيرة في العراق لا تمثل تهديدًا أمنيًا لإيران، إلا أن سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" على الموصل وتكريت، فضلاً عن حراك العشائر السنية والمجموعات البعثية وانهيار الجيش العراقي، كلها رفعت من وتيرة الهاجس الأمني لدى الجمهورية الإسلامية.
وقد تباينت القراءة الإيرانية للحدث العراقي، فمن موقف رسمي يعطي ما حدث صفة الإرهاب وتنامي حضور "المجموعات الإرهابية"، إلى تحليلات تلقي بجزء من المسؤولية على حكومة المالكي، وأخرى تقول بعدالة "بعض مطالب السنة"، ورابعة تتحدث عن لعبة إقليمية تشارك فيها دول تحرّك "دمى داعش" التي أعلنت الخلافة. وأيًا يكن من شأن هذه القراءات وأبعادها، إلا أن ما حدث أعاد وضع العراق في مقدمة سلم الأولويات في الاستراتيجية الأمنية الإيرانية. تهدف هذه الورقة إلى رصد تنامي الأهمية الأمنية التي يمثلها العراق بالنسبة لإيران، إضافة إلى بحث ما يمثله ذلك من تهديد أو فرصة بالنسبة لطهران.
تحاول القراءات الإيرانية للتطورات الأخيرة على الساحة العراقية في مجموعها، بناء موقف يأتي من الإجابة على أسئلة، أهمها:
2003: بنية السلطة والهوية:
أخذت استراتيجية إيران في العراق بُعدًا جديدًا مع التطورات التي شهدها بعد العام 2003، وهي التطورات التي قادت إلى تحولات جوهرية في بنية السلطة والهوية وأوجدت تغييرًا في الجغرافيا السياسية، ومسارات ونهج اللاعبين السياسيين في منطقة الشرق الأوسط. إن ما شهدته الساحة العراقية من حضور شيعي-وكردي في بناء السلطة وزوال البعث، وتحول "النهج" من "عربي-سني" إلى "شيعي-كردي" قد صبّ في مجموعه في مصلحة إيران، ووفر لها فرصة للنفوذ وتعزيز الدور الإقليمي.
لا تأتي الاستراتيجية الإيرانية في العراق محكومة بالتطورات الداخلية، والصراعات بين مختلف القوى السياسية العراقية فقط، بل تأتي مصوغة أيضًا تبعًا لنفوذ وحضور القوى الدولية واللاعبين الإقليميين(1)، ولعل ذلك يقف بصورة أساسية كعامل محوري في صياغة استراتيجية سياسية أمنية إيرانية تجاه العراق. عقب سقوط نظام صدام، أصبح حضور الشيعة على رأس هرم السلطة أولوية لدى الجمهورية الإسلامية، وهي الأولوية التي جعلت الاستراتيجية الأساسية لإيران في التأثير على الأحداث في العراق منذ الغزو الأميركي، تقوم على دعم حلفائها في المؤسسة السياسية العراقية. ولتحقيق ذلك، أيدت إيران العملية السياسية في العراق، ودعمت طموح حلفائها السياسيين بصورة معلنة. ومع ذلك، بقيت الحال في العراق بالنسبة لإيران كما كانت بعد الانسحاب الأميركي ومشابهة لما قبله، في النظر إلى أن هذه التطورات تمثل فرصة لدور ومستقبل إيران وتهديدًا لأمنها القومي في الوقت ذاته.
تاريخيًا، لعب العراق دورًا مهمًا فيما يتعلق بأمن إيران، وما زالت هذه الأهمية قائمة إلى اليوم في العلاقة التي حكمتها حرب شرسة وإرث من المواجهة والعداء. وما زالت مقولات: "العرب والعجم"، "السنة والشيعة" سببًا للخلاف والتناحر.
تعاظم الأهمية الأمنية:
عقب العام 2003 تعاظمت الأهمية الأمنية التي يمثلها العراق بالنسبة لإيران، وجاءت هذه الأهمية مدعومة بجوانب سياسية واقتصادية، مرتبطة بعدد من الأبعاد:
الدور الجيوسياسي للعراق: تظهر هواجس إيران من هذا البُعد كون العراق لا يملك منفذًا بحريًا حرًا، وطريقه الوحيد مقصور على شط العرب ومنفذ ضيق على الخليج. ولا تبدو الحال من الجهة الشمالية بأفضل إذ يرتبط العراق بمضائق ضيقة تسيطر عليها تركيا. وتتمتع الجهة الشرقية من العراق بخصائص مهمة لا يمكن تجاهلها فمعظم المدن والمراكز التجارية، وحقول النفط التي تمثل عصبًا اقتصاديًا واستراتيجيًا تتواجد في القسم الشرقي من العراق. وجعلت هذه الميزات العراق عرضة للمطامع الخارجية، وهاجسًا أمنيًا بالنسبة لإيران(2).
وعلى الرغم من كون العراق يعيش حاليًا حالة من الضعف وعدم الاستقرار السياسي، لكن موقعه الجيوسياسي والحساس من جسم الأمة العربية ودوره في خلق التوازن الإقليمي في مواجهة القوى الأخرى غير العربية وفي مقدمتها إيران، يبقى العامل الأكبر في تعيين الرؤية المستقبلية للعراق.
التطورات الداخلية: عند الحديث عن التطورات والتغييرات الداخلية في العراق وأثرها على معادلة الأمن في إيران، لا يمكن القول بأن العراق ما زال يشكّل تهديدًا عسكريًا بالنسبة لإيران بالمعنى التقليدي، ومع ذلك تبقى الأرضية الأساسية للتوتر وغياب الأمن قائمة بالنسية لواضعي الاستراتيجية الأمنية الإيرانية. وينشأ التحدي الأمني الجديد بالنسبة لإيران من طبيعة التنافس القائم بين المجموعات والتيارات القومية والدينية والسياسية في العراق. وهنا تظهر نتائج مثل غياب الاستقرار والخلافات المذهبية واحتمال تقسيم العراق كتحديات تتجاوز حدود العراق لتصل إلى المجال الأمني الإيراني(3).
وعلى هذا الصعيد تنظر إيران بقلق لنفوذ وتواجد القوى الإقليمية، وتصاعد النفوذ الإسرائيلي في شمال العراق، وتأثير ذلك على التنوع القومي في العراق، وذلك كله عائد بصورة أساسية إلى غياب قوة سياسية على الساحة العراقية تكون قادرة على إيجاد الاستقرار والأمن الداخلي.
التحدي المذهبي: كان العراق على الدوام مكانًا تجتمع فيه المذاهب والأعراق، بصورة أثّرت في نسيج السلطة والمجتمع. وكان لسيطرة السنّة على رأس الهرم السياسي في السابق أثره في ترسيم شكل العلاقة بين إيران وسائر الدول الخليجية العربية. وإن كان العراق الجديد وما حمله من تغيرات في هرم السلطة وتعزيز النفوذ الشيعي قد قلّص من التوتر المذهبي مع إيران، لكن البناء السياسي الهش في العراق اليوم وكذلك استمرار الخلافات المذهبية، وتعاظم ما تسميه إيران بـ"التبليغ الوهابي" على الساحة العراقية تبقي التحدي المذهبي من التحديات الرئيسية التي تواجهها.
تبدو إيران معنية بصورة أساسية بالبُعد الشيعي ووحدة "الصف الشيعي" بصورة حكمت سياستها وعلاقاتها مع الأحزابِ الشيعية والكردية؛ ودفعت بكل قوتها لضمان عملية سياسية يهيمن عليها الشِّيعةُ خاصة من أولئك الذين يرتبطون بعلاقات قوية معها، تتجاوز ببعضها المصالح إلى الولاء. وقدمت إيران دعمًا كبيرًا ومتعدد الأوجه للتنظيمات الإسلامية الشيعية القريبةِ منها؛ مثل: "المجلس الأعلى الإسلامي"، ولعبت دورًا كبيرًا في جعلها منخرطة في العمليةِ السياسية، والقيام بدور في تشكيل مؤسسات الدَّولة النَّاشئة(4).
وسعت إيران على الدوام إلى وحدة وتوحيد الأحزاب الشيعية؛ بغية تحويلها إلى قوة ذات وزن وقادرة على التأثير سياسيًا، لضمان سيطرة الشيعة على الحكم ومجمل العملية السياسية في العراق، ويتعاظم هذه الاهتمام الإيراني مع كل عملية انتخابية وهو ما ظهر واضحًا في الانتخابات التشريعية عامي 2005 و2010، والبلدية عام 2009، والانتخابات البرلمانية العراقية، 2014؛ حيث دعمتْ المرشَّحِين الشيعة، مع المحافظة على علاقات قوية مع اللاعبين الأكراد المؤثِّرين في شمال العراق.
وما زال الهدف الإيراني في العراق، هو حكومة شيعية، تتوافق أيديولوجيًا مع طهران، ويمكنها أن تراهن عليها(5). وإن كانت إيران قد أرسلت إشارات بشأن القبول ببديل للمالكي إلا أن البديل يجب أن يكون صديقًا لإيران(6). ويجري اليوم تداول سبعة أسماء بديلة للمالكي(7)، معظمها من المحسوبين على إيران.
تحدي الهوية القومية: تحتل القضية الجيوسياسية القومية للعراق وتأثيراتها على المنافع القومية والأمن القومي الإيراني أصلاً ثابتًا في علاقات البلدين. ولأن الهوية السكانية الثلاثية للعراق (الشيعة، السنة، الكرد) يرافقها حضور مواطني كل فئة في تجمعات مستقلة تنظر إيران إلى هذه القضية كمعضلة تواجهها. ويتركز القلق الإيراني فيما يتعلق بتعدد الهويات من الأبعاد السلبية التي قد يحملها هذا التعدد وخاصة إمكانية تقسيم العراق، وهو القلق الذي بقي على الدوام محورًا في السياسة الخارجية الإيرانية(8).
التأثير السياسي الاستراتيجي:
تنظر إيران إلى العراق من الناحية السياسية الاستراتيجية نظرة ذات بُعدين: الأول: هناك إمكانية لإخراج العراق من الناحية الاستراتيجية والتعريف التقليدي من كونه قوة لتحقيق التعادل مع القوى الإقليمية إلى قوة مساندة لإيران، وهذا يعني منح إيران الفرصة لتعيد تعريف الدور الإقليمي لنفسها وللقوى الأخرى بصورة تضمن لإيران وجودها كلاعب وقوة إقليمية مؤثرة.
وهذا يعني أيضًا تقوية الشخصيات واللاعبين السياسيين على الساحة العراقية الداعمين لتشكيل مثل هذه الفرصة.
وتستخدمُ الحكومةُ الإيرانية على هذا الصعيد نظريةَ "القوة الناعمة"؛ لبسطِ نفوذِها في العراق، عبر دعمِ العَلاقات الاقتصادية، ودعمِ المرجعيةِ الشيعية في النجف، والتأثير على الرأي العام العراقي، عن طريقِ وسائل الإعلام.
وتتجلَّى سياسةُ "القوة الناعمة" الإيرانية في العراق من خلال العلاقات الاقتصادية؛ فقد عملت طهران على توسيعِ علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع العراق؛ حيث وصل حجمُ التبادلِ التجاري بين الجانبين عام 2009 إلى نحو سبعة مليارات دولار، وارتفع حجم التبادل التجاري بين العراق وإيران في العام 2013 ليصل نحو 12 بليون دولار سنويًا، 50 في المئة منها لا تعتمد على الصناعات النفطية(9).
وتزيدُ الصادرات الإيرانية عن مثيلاتها مع الدول الأخرى، والتي تتركَّزُ على المنتجاتِ الغذائية الرَّخيصة والسلع الاستهلاكية، كما أنّ إيرانَ تمدُّ العراقَ بـ 10% من احتياجاته للطاقة الكهربائية. وأصبح العراق المقصدَ الرئيسي للزوار الإيرانيين، الذين وصل عددهم إلى قرابة 40 ألفًا، لزيارة الأماكن المقدَّسة، علاوة على زيارة 4 ملايين آخرين أثناء عاشوراء(10).
الثاني: شكّل العراق على الدوام منافسًا إقليميًا واستراتيجيًا لإيران، وترى وجهة النظر هذه أن الظروف الفعلية التي يشهدها العراق اليوم مردها الضعف، ولا يمكن الحديث عنها بوصفها استراتيجية شاملة وطويلة الأمد؛ فالخلافات مع إيران، والموقع الجيوسياسي، وقيادة العالم العربي، والهوية القائمة على المواجهة (العرب والعجم)، إضافة إلى البنية النظامية والاقتصادية وعوامل أخرى كلها تستطيع أن تجعل من العراق الجديد بعد عودة الثبات والاستقرار، أهم تحدٍّ أمني يواجه إيران، بعد أن يصبح دولة مؤثرة في المعادلات الإقليمية والاستراتيجية.
مصالح المتنافسين إقليميًا:
يشكّل العراق اليوم ومع غياب الاستقرار السياسي تهديدًا وفرصة للدول المتنافسة في المنطقة(11)؛ فقد تعاملت السعودية مع التغييرات التي شهدها العراق بشكل عبّر عن رفضها للبناء الجديد للسلطة الذي حمل تغييرات ترتب عليها تراجع القوى السنية وصعود القوى الشيعية والكردية، وعبّر هذا الرفض عن نفسه بدعم مجموعات سنية مناهضة(12)، لكن السعودية فيما بعد تعاملت بصورة واقعية تقبل بالبناء السياسي وتحاول أن تكون مؤثرة في تفاعلات العملية السياسية(13).
وعقب التطورات الأخيرة واجهت السعودية اتهامات من قبل المالكي بأنها "تدعم المجموعات الإرهابية"، وردّت السعودية بعرض التبرع للعراق، وبدت حريصة على أن لا تظهر بأنها تقف في صف المجموعات السنية المتهمة بـ"الإرهاب".
وتشترك تركيا وإيران في النظر إلى وحدة العراق وتبعات تقسيمه، وتدرك أن غياب الاستقرار سيدفع إلى المطالبات بالانفصال بصورة أكبر. وتقف القضية الكردية على رأس التحديات التي تواجه تركيا أيضًا، وطبيعة علاقاتها مع العراق، كما يلعب التفوق التركي واعتماد العراق على تركيا في مجال الماء وخطوط المواصلات دوره في تشكيل العلاقة(14).
وشكّلت قضايا مثل: المسألة الكردية وأنشطة حزب العمال الكردستاني والحديث عن الفيدرالية، وتصاعد النفوذ الإسرائيلي في كردستان، قلقًا دائما لأنقرة وطهران على حد سواء(15).
وتلقى فكرة الدولة الكردية معارضة تركية-إيرانية(16)، وتؤيد تركيا حكومة مقتدرة مركزية في العراق يكون من شأنها أن تبدّد مخاوف الانفصال، وتسعى لمنع اتساع النفوذ الإيراني لأنها ترى فيه سببًا لغياب الاستقرار. وعلى مدى السنوات الماضية تركزت سياستها على منع الفيدرالية في العراق، لأنها ترى أن أي تغيير في كردستان العراق من شأنه أن يؤثر على كامل أمنها بصورة كبيرة(17). ويبقى العراق بالنسبة لتركيا منطقة للنفوذ وعمقًا استراتيجيًا.
وقد نجحت تركيا خلال السنوات الماضية في إخراج العراق من كونه ملفًا أمنيًا وأدخلته ضمن خططها السياسية والاقتصادية. وهو ما عبّر عن نفسه بمقاربة تركية مختلفة للمسألة الكردية، وقاد هذا التغيير لأن تصبح حكومة إقليم كردستان الشريك التجاري رقم(1) لتركيا في المنطقة. كما سعت تركيا إلى إيجاد نوع من التنسيق والوحدة بين القوى السنية.
وقادت هذه السياسة في النهاية إلى أن يحتل إقليم كردستان مكانة متميزة في السياسة والاقتصاد التركيين وهو ما تحقق بعدد من الاتفاقيات المتعلقة بالطاقة والنفط. وتبدو تركيا معنية بالاستقرار في العراق أكثر من أي وقت مضى، خاصة وأن ذلك سيعود بفائدة اقتصادية كبيرة لها، وربما يفسر ذلك التغيير الذي شهدته النبرة السياسية التركية في الأيام الماضية تجاه قضية الكونفيدرالية، فقد أصبحت اللهجة التركية لينة تجاه القضية التي كانت تعارضها بشده. وقرأ البعض رد الفعل التركي الضعيف على دخول قوات كردية إلى كركوك بأنه ضوء أخضر تمنحه تركيا لاستقلال إقليم كردستان. خاصة وأن تركيا في السابق كانت ترى أن كركوك تسكنها أغلبية تركية وحذرت مرارًا من أية محاولة لإلحاقها بإقليم كردستان، ورغم هذه التكهنات إلا أن التصريحات الرسمية التركية التي صدرت بعد الهجوم الذي شنّه مقاتلو الدولة الإسلامية "تنظيم داعش" وسيطرتهم على مناطق واسعة في شمال وغرب العراق، ما زالت تتخذ موقفًا معارضًا لأي انفصال لإقليم كردستان العراقي عن العراق.
ويرجع موقف الحكومة التركية الرافض لاستقلال إقليم كردستان العراق إلى عدة أسباب، أهمها: أن الوقوف مع وحدة العراق ورفض تقسيمه هو في حقيقته وقوف مع وحدة الأراضي التركية، واستقلال إقليم كردستان يشكّل نموذجًا مقلقًا للحكومة التركية، وسيكون نموذجًا له تبعات سلبية بالنسبة لإيران لأن القضية الكردية تمتد لتشمل تركيا وسوريا والعراق وإيران(18).
ويميل الموقف التركي إلى "الاعتراف بحدود العراق وفق اتفاقية أنقرة عام 1926 التي نصت على ترك مدينتي الموصل وكركوك للدولة العراقية الموحدة وليس المقسمة علمًا بأن هاتين المدينتين كانتا تابعتين للدولة العثمانية منذ مئات السنين". ومع ذلك فإن الموقف التركي مرشح للتبدل والتعامل مع استقلال كردستان كأمر واقع إذا ما تم الاستفتاء والإعلان عنه.
أميركا واتساع النفوذ الإيراني:
يتصاعد القلق الأميركي من إدامة واتساع النفوذ الإيراني في العراق، ولا تقتصر المنافع الاستراتيجية لأميركا في العراق على الحدود الجغرافية لهذا البلد، وإنما تشمل المنطقة بشكل عام. وكانت الولايات المتحدة الأميركية تنظر لإيران كمعوق ومانع لهذه المنافع. ورغم ذلك، وجد الطرفان أهدافًا مشتركة في العراق، واتبعت واشنطن على هذا الصعيد سياسة تقوم على التعاون التكتيكي والمحدود والمؤقت مع إيران على الساحة العراقية، في موازاة سياسة أخرى تتعامل مع إيران كمعضلة أمنية تعوق نفوذها في العراق والمنطقة، واتبعت إيران سياسة مشابهة. ومع وصول حسن روحاني إلى الرئاسة في إيران عام 2013، والتغيير الذي شهدته علاقة إيران بالعالم الغربي عمومًا والولايات المتحدة الأميركية على وجه الخصوص، بدأت إيران تطرح التعاون مع واشنطن في قضايا وعناوين جاء في مقدمتها ما سُمي بـ"مكافحة الإرهاب"(19).
ويعتقد كثير من الساسة الإيرانيين بأن النجاح في التوصل إلى اتفاق بشأن القضية النووية الإيرانية من شأنه إغلاق صفحة مريرة في العلاقات المضطربة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، وسيفتح الأبواب أمام التقدم في مناطق النزاعات الأخرى؛ وربما الأهم أن يتم التعاون بين البلدين، والعمل على تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط(20). ويرون أنه "جنبًا إلى جنب مع حلفائها في المنطقة -وبتعاون الولايات المتحدة مع إيران- يمكن تشكيل نظام أمني إقليمي لمحاربة التهديد الأمني الكبير والوشيك لمصالح وأمن جميع الأطراف المعنية". ويعتقد صانع القرار الإيراني "أن صعود التطرف والجماعات الجهادية في ظل الظروف الراهنة يحتم على الولايات المتحدة وإيران ألا يكونا في حالة عداء؛ لأن المستفيد من هذا الوضع هو "الجماعات الإرهابية"، ويصب في مصلحة صعودها، وامتدادها من بلد إلى آخر"(21).
ورغم حديث مرشد الثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي عن رفض التدخل الأميركي في العراق(22)، إلا أن فريق حسن روحاني يتحدث بلهجة مغايرة، فقد غرّد نائب روحاني حميد أبو طالبي، على تويتر بأنّ "إيران وأميركا هما البلدان الوحيدان، من منظور القوة الإقليمية، القادران على إنهاء أزمة العراق بشكل سلمي"، ولم يستبعد إمكانية التعاون(23).
التهديد والفرصة:
يحاول المسؤولون في إيران التقليل من مخاطر وتبعات ما يحدث في العراق على أمن ومستقبل الدور الإيراني في العراق، لكن ما يشهده العراق البلد الذي يشترك مع إيران في حدود تمتد إلى 900 كيلومتر، يلقي بالكثير من التحديات في وجه مخططي السياسة الأمنية في إيران، خاصة وأنهم اتبعوا على مدى السنوات الماضية استراتيجية تهدف إلى فرض هيمنة ونفوذ إيران في العراق.
ومن بين محللين قلائل يرون في تطورات العراق الأخيرة تحديًا مباشرًا لإيران يتحدث كيهان برزجر، وهو باحث إيراني معروف، عن ما تحمله هذه التطورات من تهديد للأمن القومي الإيراني، ويرى أن هذا التهديد يكمن في كونه يمثل "تطرفًا أيديولوجيًا بشكل تقليدي، ويحمل موقفًا معاديًا للشيعة ولإيران والدولة الوطنية، وهو أحادي ومعارض للحدود السياسية ومعاد للديمقراطية"(24).
ويرى أن "داعش" في العراق، "مشكلة تتجاوز بضعة آلاف من المقاتلين الذين يسيطرون على مواقع مهمة بسرعة هائلة"، وما يهدد إيران هو وجود "قوى إقليمية ودول تقف وراء هذه المجموعات". وما يعزز من القلق الإيراني على هذا الصعيد هو الخلل الذي أصاب علاقات إيران الإقليمية، وإذا لم تستعد هذه العلاقات التوازن المطلوب، فسيشكّل ذلك أرضية للتدخل الخارجي، ويهيئ الظروف لتوظيف هذه المجموعات ضد المصالح الوطنية الإيرانية، ولذلك فإن تعاون إيران والسعودية بات حاجة ومصلحة للطرفين(25).
ويعتقد برزجر أن الاعتدال هو الصيغة الملائمة لإعادة التوازن إلى علاقات إيران الإقليمية، لكن السؤال المطروح اليوم هو ما إذا كانت ما زالت هناك فرص للاعتدال في المنطقة، بعد أن دفعت سياسات إيران في سوريا والعراق إلى فتح باب العداء مع السنة، وإلى إشعال حرب طائفية، هي في واحدة من صورها نتيجة طبيعية لخطط قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، الذي وضع خطة دخول الميليشيات الشيعية إلى سوريا(26). ولعل البيئة الداعمة لـ"داعش" التي أعلنت الخلافة ونصبت خليفة لم تكن لتتوافر لولا السياسة الإيرانية، والطريقة التي أدار بها سليماني الأمور في العراق وسوريا.
وإن كانت الجمهورية الإسلامية لا تستطيع القيام بعمليات عسكرية واسعة في العراق، إلا أنها استنفرت قواتها في محيط بغداد، واستدارت لتعزز اهتمامها نحو المجموعات الشيعية المسلحة التي بذلت إيران جهدًا كبيرًا في تنظيمها وتدريبها خلال السنوات الماضية، مثل جيش بدر وجيش المهدي، وغيرها من الميليشيات، وهذا معناه دخول العراق في مواجهات دموية.
والأرجح أن الحرس الثوري الإيراني بدأ بتنفيذ عمليات عسكرية داخل العراق، فقبل أيام شيّعت إيران طيارًا قالت إنه قُضي دفاعًا عن "حرم أهل البيت في سامراء". ولم تورد الصحافة الإيرانية تفاصيل عن مقتله واكتفت بنشر صور تشييعه في مدينة شيراز(27)، و"مدافعو الحرم" هم فصيل تابع لفيلق القدس، قاموا بالمشاركة في القتال في سوريا.
وبات استقلال كردستان العراق قريبًا من التحقق، وقد يكون الاستفتاء الذي تحدث عنه مسعود برزاني هو الفاصل في هذه المسألة. وفي أحسن الأحوال فإن طريق الحيلولة دون استقلال كردستان الذي يؤرّق إيران سيكون بتقليص دور الشيعة في العملية السياسة في العراق، وهو حل يمثل خسارة لإيران. وسيُدخل الاستقلال إيران في مخاطر حقيقة، خاصة مع مواطنيها الأكراد الذين تصل نسبتهم إلى 10% من مجموع السكان، ومن المعروف أن مناطق الأكراد شهدت مواجهات كبيرة على مدى العقود الماضية بين قوات الأمن وحرس الثورة الإيراني من جهة ومجموعات كردية تطالب بالانفصال من جهة أخرى.
ويجد شعار "مكافحة الإرهاب" استحسانًا في الأوساط الإيرانية، فكما أن إيران تعاونت مع الولايات المتحدة الأميركية في أفغانستان، تحت مظلة مكافحة الإرهاب، فيمكنها تكرار ذلك في العراق. وعلى الرغم من الإقرار بأن ما حدث في أفغانستان قد تحول إلى لعبة جيوسياسية واسعة، إلا أن انهيار النظام في العراق يعني فشلاً للسياسة الإيرانية والسياسة الأميركية على حد سواء.
ومن المعروف أن إيران وفرت للجيش الأميركي معلومات عسكرية ساعدتها في قصف أهداف حساسة في أفغانستان قبل أن تتمكن من احتلال كابل. ورغم إغراء التجربة بالنسبة للطرف الإيراني، إلا أن تكرارها معقد خاصة مع ما تحمله من تبعات داخلية وإقليمية، ولذلك يبدو شعار "مكافحة الإرهاب" مدخلاً ضروريًا لمنح هذا التعاون مشروعية أمام الرأي العام الإيراني.
وإذا ما نجحت إيران في إقناع السعودية بالتعاون في العراق، للجم المجموعات المتطرفة، فذلك معناه تراجع خيار التعاون مع واشنطن.
وتتجاوز "محاسن" شعار "مكافحة الإرهاب" لدى إيران مسألة العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية، إلى عموم العلاقة مع العالم؛ فإيران اليوم كما يقول واحد من مستشاري روحاني، تتحدث نفس اللغة التي يتحدثها العالم، وذلك يمثل فرصة لتغيير صورة إيران في العالم؛ ففي الوقت الذي يبدو فيه العالم العربي متناحرًا وغارقًا في مشاكله، ومحكومًا باستراتيجية رخوة من قبل لاعبيه الرئيسيين تظهر إيران مستقرة هادئة، تمارس استراتيجية صلبة محكمة(28).
ويساعد في بناء الصورة التي يتحدث عنها سجاد بور أن إيران من الناحية الاجتماعية لأول مرة في تاريخها غالبية سكانها متعلمون ويسكنون المدن، فضلاً عن الفضاء السياسي الذي لا يتوفر في أية دولة عربية(29).
ومن الفرص التي وفرتها الأزمة في العراق، توحيد الصف الشيعي بعد أن أصبحت خلافاته واضحة ولم تعد تجدي جهود الراعي الإيراني في حلها؛ فالتهديد الذي تمثله "داعش" سيدفع المثلث الشيعي، المتمثل في المرجعية والمجموعات الشيعية وحكومة المالكي إلى تجاوز خلافاتهم(30). ومن الممكن أن يكون ذلك مقدمة لإعادة بناء الجيش العراقي على أسس أيديولوجية أكبر، بحيث يُعطَى فيه دور أكبر لجيش المهدي وجيش بدر، وهما القوتان اللتان أقصاهما المالكي عن مراكز القيادة في الجيش(31).
نتيجة:
هناك مجموعة من القضايا والعوامل والمخاوف الصانعة والموجهة للسياسات الإيرانية في وتجاه العراق. وتشكّل في مجموعها عناصر الاستراتيجية الإيرانية، ويأتي في مقدمتها، العامل الشيعي. ويعد إمساك الشيعة بالسلطة مصلحة عليا لإيران، وهناك دور كبير للعنصر الشيعي والكردي في تدوين الاستراتيجية السياسية والأمنية الإيرانية تجاه العراق.
وعلى صعيد اللاعبين الدوليين فإن أميركا كانت وما زالت اللاعب الأصلي في الساحة العراقية مما يعني سياسة خارجية إيرانية مقابلة. ويبدو أن طهران تجد فيما يحدث في العراق فرصة لتوظيف شعار "مكافحة الإرهاب".
وكما أن إيران تعاونت مع الولايات المتحدة الأميركية في أفغانستان، تحت مظلة هذا الشعار، فيمكنها تكرار ذلك في العراق، لكن التعاون مع واشنطن في العراق له تبعات قد تجعل طهران تفضل التعاون مع السعودية.
كانت وستظل العلاقات الخارجية بين إيران والعراق في الماضي والحاضر والمستقبل متأثرة بالمسائل السياسية والأمنية؛ فالعراق كان دائمًا المنافس الرئيسي لإيران وظروفه الحالية تأتي بفعل الضعف وليست استراتيجية طويلة الأمد، وهناك عوامل عديدة تؤهل العراق ليشكّل بعد الاستقرار مرة أخرى تحديًا كبيرًا للأمن القومي الإيراني في المنطقة وفي المعادلة السياسية والخطط الاستراتيجية.
تتخذ الاستراتيجية الإيرانية صفة الواقعية العملية الرامية لتحقيق وحماية مصالحها في العراق، وهذه الاستراتيجية تصاغ بتأثير من: الموقف من المنافسين إقليميًا ودوليًا، التغيرات في شمال العراق، قوة الشيعة سياسيًا. وترى أن العراق على الدوام من الممكن أن يشكّل تهديدًا للمنافع الوطنية الإيرانية. وتتراوح الاستراتيجية الإيرانية تجاه العراق بين "تحقيق الأمن" و"صناعة الفرصة". _____________________________________
الهوامش والمصادر: 1- ماندانا تيشه يار ومهناز ظهير نژاد، سياست خارجي عراق (بررسي نقش جغرافياي سياسي عراق در روابط با همسايگان) )السياسة الخارجية للعراق، بحث دور الجغرافيا السياسية للعراق والعلاقة مع الجيران)، تهران، مولفين،1384، ص1. 2- نسرين جهانگرد، نگرشي برروابط واختلافات مرزي ايران وعراق (نظرة للعلاقات والخلافات الحدودية بين إيران والعراق)، فصلية "تاريخ روابط خارجي"، العدد 19، تابستان 88، ص104. 3- کيهان برزگر، سياست خارجي ايران در عراق جديد، (السياسة الخارجية لإيران في العراق الجديد) تهران، مرکز تحقيقات استراتژيک، ص1386، ص63. 4- ميشيل نيت، مايكل ازينتيد، أحمد علي، النفوذ الإيراني في العراق، معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: http://www.alukah.net/Translations/0/33138/#ixzz1odsJrOv4 5- يؤكد هذا التوجه كريم سجاد بور الباحث في مؤسسة كارنيغي. 6- جايگزين احتمالي مالکي هم بايد دوست تهران باشد( بديل المالكي يجب أن يكون صديقًا لطهران)، ايران ديبلماسي، 10تير 1393: http://www.irdiplomacy.ir/fa/page/1935154/%D8%AC%D8%A7%DB%8C%DA%AF%D8%B2%DB%8C%D9%86+%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%85%D8%A7%D9%84%DB%8C+%D9%85%D8%A7%D9%84%DA%A9%DB%8C+%D9%87%D9%85+%D8%A8%D8%A7%DB%8C%D8%AF+%D8%AF%D9%88%D8%B3%D8%AA+%D8%AA%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86+%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%AF.html 7- Yochi Dreazen , Elias Groll, Iraq is Burning, and Everyone Agrees Maliki Has to Go:These are the seven men who could replace him, foreign policy, JUNE 24, 2014: إضغط هنا. 8- کيهان برزگر، ايران – عراق جديد ونظام سياسي- امنيتي خليج فارس ) العراق الجديد والنظام السياسي والأمني للخليج)، تهران، معاونت پژوهشهاي دانشگاه آزاد اسلامي، 1387، ص66. 9- نصير حسون، 12 بليون دولار التبادل بين بغداد وطهران، صحيفة الحياة، الثلاثاء، 1 يوليو/تموز 2014: http://alhayat.com/Articles/3322188/12-%D8%A8%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D9%84-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF-%D9%88%D8%B7%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86 10- ميشيل نيت، مايكل ازينتيد، أحمد علي، النفوذ الإيراني في العراق، معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: http://www.alukah.net/Translations/0/33138/#ixzz1odsJrOv4 11- علي اکبر اسدي، عراق پس از صدام وبازيگران منطقه اي، (العراق بعد صدام واللاعبون الإقليميون) تهران، پژوهش 12، مرکز تحقيقات استراتژيک، ص80. 12- فرهاد درويشي وفتح الله پرتو، عراق جديد و استراتژي سياسي-امنيتي ايران، العراق الجديد والاستراتيجية السياسية-الأمنية لإيران، جمعه ?? فروردين ????: http://pishkesvat.ir/index.php?option=com_content&view=article&id=172:1390-01-19-13-35-08&catid=1:report 13- علي اکبر اسدي، رويکرد عربستان سعودي در قبال عراق نوين، مجموعه مقالات عراق نوين وتحولات خاورميانه (الاستراتيجية السعودية مقابل العراق الجديد، مجموعة مقالات العراق الجديد وتغييرات الشرق الأوسط)، ص 11. 14- ماندانا تيشه يار ومهناز ظهير نژاد، سياست خارجي عراق (بررسي نقش جغرافياي سياسي عراق در روابط با همسايگان (، السياسة الخارجية للعراق، بحث الدور الجغرافي السياسي للعراق والعلاقات مع الجيران تهران، ص99. 15- علي اکبر اسدي، عراق پس از صدام وبازيگران منطقه اي، ص113. 16- أمير عبد اللهيان: العلاقات بين إيران والعراق استراتيجية ونقوم بأي إجراء لبناء عراق قوي وموحد، صحيفة كيهان، 2 يوليو/تموز 2014: http://kayhan.ir/ar/news/3134/%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%B1%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D9%86%D9%82%D9%88%D9%85-%D8%A8%D8%A7%D9%8A-%D8%A7%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D9%82%D9%88%D9%8A-%D9%88%D9%85%D9%88%D8%AD%D8%AF 17- ماندانا تيشه يار ومهناز ظهير نژاد، سياست خارجي عراق ص100. 18- المحلل السياسي رسول طوسون: لهذه الأسباب ترفض تركيا استقلال إقليم كردستان العراق، الإذاعة الجزائرية، 2يوليو/تموز 2014: http://www.radioalgerie.dz/news/ar/article/20140702/5455.html 19- Hassan Rouhani, Why Iran seeks constructive engagement, Published: September 20, access date: September 20-2013: http://www.washingtonpost.com/opinions/president-of-iran-hassan-rouhani-time-to-engage/2013/09/19/4d2da564-213e-11e3-966c-9c4293c47ebe_story.html. 20- حسين موسويان، مستقبل العلاقات الإيرانية-الأميركية (ورقة في ملف التقارب الإيراني-الأميركي: مستقبل الدور الإيراني)، مركز الجزيرة للدراسات، 1 إبريل/نيسان 2014: http://studies.aljazeera.net/files/iranfuturerole/2014/03/201433182148908794.html 21- حسين موسويان، مستقبل العلاقات الإيرانية- الأميركية (ورقة في ملف التقارب الإيراني الأميركي: مستقبل الدور الإيراني). 22- خامنئي يرفض أي تدخل أميركي في العراق ويتهم واشنطن باستغلال الخلافات الطائفية، القدس، 22 يونيو/حزيران 2014: http://www.alquds.com/news/article/view/id/510761 23- آرش كرمي، إيران والولايات المتحدة قادرتان على إنهاء أزمة العراق بحسب مستشار روحاني، موقع المونيتور، 15 يونيو/حزيران 2014: http://www.al-monitor.com/pulse/ar/originals/2014/06/iraq-crisis-end-iran-us-rouhani-adviser.html#ixzz36gJDSztk 24- کيهان برزگر: جنبه ژئوپليتيک جريان هاي افراطي، امنيت ملي ايران را تهديد مي کند ( الجانب الجيوسياسي للتيارات المتطرفة، يهدد الأمن القومي الإيراني)، من مائدة مستديرة عُقدت في طهران تحت عنوان: الاعتدال والتطرف: إيران في المنطقة، سايت شفقنا, 02 تير 1393: http://www.shafaqna.com/persian/elected/item/77667-%DA%A9%DB%8C%D9%87%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%B1%D8%B2%DA%AF%D8%B1-%D8%AC%D9%86%D8%A8%D9%87-%DA%98%D8%A6%D9%88%D9%BE%D9%84%DB%8C%D8%AA%DB%8C%DA%A9-%D8%AC%D8%B1%DB%8C%D8%A7%D9%86-%D9%87%D8%A7%DB%8C-%D8%A7%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B7%DB%8C%D8%8C-%D8%A7%D9%85%D9%86%DB%8C%D8%AA-%D9%85%D9%84%DB%8C-%D8%A7%DB%8C%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%B1%D8%A7-%D8%AA%D9%87%D8%AF%DB%8C%D8%AF-%D9%85%DB%8C-%DA%A9%D9%86%D8%AF.html 25- کيهان برزگر: جنبه ژئوپليتيک جريان هاي افراطي، امنيت ملي ايران را تهديد مي کند ( الجانب الجيوسياسي للتيارات المتطرفة، يهدد الأمن القومي الإيراني)، من مائدة مستديرة عُقدت في طهران تحت عنوان: الاعتدال والتطرف: إيران في المنطقة. 26- David Ignatius, Iran overplays its hand, Washington Post, July 3 2014: http://www.washingtonpost.com/opinions/david-ignatius-iran-overplays-its-hand-in-iraq-and-syria/2014/07/03/132e1630-02db-11e4-8572-4b1b969b6322_story.html 27- پيکر مطهر يک شهيد مدافع حرم در شيراز تشييع شد (تشييع جثمان شهيد مدافع عن الحرم في شيراز)، وكالة أنباء إيرنا، 13/4/1393: http://www.irna.ir/fa/News/81225247/%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%DB%8C/%D9%BE%DB%8C%DA%A9%D8%B1_%D9%85%D8%B7%D9%87%D8%B1_%DB%8C%DA%A9_%D8%B4%D9%87%DB%8C%D8%AF_%D9%85%D8%AF%D8%A7%D9%81%D8%B9_%D8%AD%D8%B1%D9%85_%D8%AF%D8%B1_%D8%B4%DB%8C%D8%B1%D8%A7%D8%B2_%D8%AA%D8%B4%DB%8C%DB%8C%D8%B9_%D8%B4%D8%AF 28- دکتر سجادپور: دنياي عرب دچار فلج استراتژيک شده است (الدكتور سجاد بور: العالم العربي مصاب بشلل استراتيجي)، من مائدة مستديرة عُقدت في طهران تحت عنوان: الاعتدال والتطرف: إيران في المنطقة، سايت شفقنا, 02 تير 1393: http://www.shafaqna.com/persian/elected/item/77665-%D8%AF%DA%A9%D8%AA%D8%B1-%D8%B3%D8%AC%D8%A7%D8%AF%D9%BE%D9%88%D8%B1-%D8%AF%D9%86%DB%8C%D8%A7%DB%8C-%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%AF%DA%86%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D9%84%D8%AC-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%DA%98%DB%8C%DA%A9-%D8%B4%D8%AF%D9%87-%D8%A7%D8%B3%D8%AA.html 29- دکتر سجادپور: دنياي عرب دچار فلج استراتژيک شده است (الدكتور سجاد بور: العالم العربي مصاب بشلل استراتيجي)، من مائدة مستديرة عُقدت في طهران تحت عنوان: الاعتدال والتطرف: إيران في المنطقة. 30- ژئوپلتيک بحران خيز عراق (جيوبوليتيك الأزمة في العراق)، معهد التنمية والأمن، ?? خرداد ????: http://idsp.ir/fa/pages/?cid=12922 31- ژئوپلتيک بحران خيز عراق (جيوبوليتيك الأزمة في العراق)، معهد التنمية والأمن، ?? خرداد ????: http://idsp.ir/fa/pages/?cid=12922
مركز الجزيرة للدراسات
المرصد الاستراتيجي
مركز عمران للدراسات الاستراتيجية
سمير علي كعكة الدومي
أويس العبد الله
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة