مجزرة جديدة للطيران الروسي في جسر الشغور بريف إدلب، قوات النظام تتقدم في ريف حماة الشمالي وتسيطر على حلفايا، بالمقابل، قصف إسرائيلي على معسكر لنظام الأسد بريف القنيطرة، فيما قوات الأسد تنفذ حملة اعتقالات في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في درعا، وغوتيرس يرسل برقية تهنئة إلى بشار الأسد بمناسبة عيد الجلاء، من جهتها.. روسيا تبدي استعدادها لإرسال منظومة دفاع جوي جديدة إلى نظام الأسد.

جرائم حلف الاحتلال الروسي – الإيراني – الأسدي:

مجزرة جديدة للطيران الروسي في جسر الشغور بريف إدلب:
ارتكب الطيران الروسي مجزرة جديدة بحق المدنيين في مدينة جسر الشغور بريف إدلب فجر اليوم.
وقال ناشطون إن سبعة مدنيين بينهم طفل استشهدوا وأصيب آخرون جراء قصف جوي روسي على مدينة جسر الشغور بريف إدلب فجر اليوم.
وأوضح الناشطون أن القصف تسبب بدمار كبير في الممتلكات، كما لا يزال عدد من الضحايا عالقون تحت الأنقاض، والعدد مرجح للازدياد.

الوضع الميداني والعسكري:

قوات النظام تتقدم في ريف حماة الشمالي وتسيطر على حلفايا:
سيطرت قوات النظام والمليشيات الموالية لها صباح اليوم على عدة بلدات بريف حماة الشمالي، عقب اشتباكات ومعارك عنيفة جداً دارت بينها وبين الثوار على مدار الأيام الماضية.
وقال ناشطون إن قوات النظام سيطرت على طيبة الإمام والويبدة وتل الناصرية وزور الحيصة وزور أبو زيد وحلفايا. وقد شهدت طيبة الإمام معارك كر وفر خلال اليومين الماضيين حيث سيطرت عليها قوات النظام عدة مرات وأعاد المجاهدون سيطرتهم عليها، إلا أن قوات النظام أحكمت سيطرتها عليها مؤخراً.
ورافق تلك المعارك حملة قصف عنيفة جداً بمئات الغارات الجوية والصواريخ وقذائف الهاون والمدفعية، ما دفع المجاهدين إلى الانسحاب تحت ضغط القصف المكثف.
حصيلة لنتائج معركة الموت ولا المذلة في درعا حتى الآن:
نشرت غرفة عمليات البنيان المرصوص اليوم إحصائية لحصيلة معركة الموت ولا المذلة التي أطلقتها للسيطرة على حي المنشية في درعا.
ووفق الإحصائية فقد تم تحرير أكثر من 600 كتلة سكنية و14 حاجزاً استراتيجياً منذ انطلاق المعركة وحتى 22 من نيسان الجاري.
كما بلغ عدد قتلى قوات النظام والمليشيات الموالية له 232 قتيلاً، بينهم 67 ضابطاً برتب مختلفة، بالإضافة إلى 10 قتلى من حزب الله والمليشيات الإيرانية، و5 أسرى.
وتم خلال المعركة تدمير 30 نفقاً لقوات النظام و8 دبابات و7 عربات شيلكا وطائرتي استطلاع، بالإضافة إلى 3 مضادات طيران عيار 23 وتركسين مجنزرين. كما تم اغتنام عدد من الأسلحة الخفيفة والذخائر.

نظام أسد:

قصف إسرائيلي على معسكر لنظام الأسد بريف القنيطرة:
قالت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد إن 3 أشخاص قتلوا جراء قصف "إسرائيلي" على بلدة خان أرنبة بريف القنيطرة. وأفادت وكالة أنباء النظام "سانا" بـ "بإطلاق صاروخين من داخل الأراضي المحتلة على أحد المواقع العسكرية في محيط بلدة خان أرنبة ما أدى إلى وقوع خسائر مادية".
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر في مليشيا الدفاع الوطني إن 3 من عناصرها قُتلوا كما جُرح اثنان آخران جراء قصف إسرائيلي على معسكر تابع لها في بلدة خان أرنبة بريف القنيطرة.
وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل مواقع لقوات نظام الأسد في سوريا، حيث استهدفت مواقع ومقرات عسكرية للنظام أكثر من مرة، فيما يكتفي النظام دائماً بحق الرد "في الزمان والمكان المناسبين"!.

الوضع الإنساني:

قوات الأسد تنفذ حملة اعتقالات في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في درعا:
نفذت قوات نظام الأسد حملة اعتقالات واسعة في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في محافظة درعا.
وأعلنت مجموعة العمل من أجل فلسطيني سورية أمس، أن قوات الأسد والأجهزة الأمنية التابعة لها داهمت العديد من المنازل في الأحياء التي تُسيطر عليها في مدينة درعا، واعتقلت عدداً من اللاجئين الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال وكبار السن.
وكانت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا وثقت أسماء 1187 فلسطينيا معتقلا في سجون الأسد، بينهم 87 لاجئة، ولا يزال مصير معظمهم مجهولاً حتى الآن.

المواقف والتحركات الدولية:

غوتيرس يرسل برقية تهنئة إلى بشار الأسد بمناسبة عيد الجلاء!:
أرسل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، برقية تهنئة إلى بشار الأسد، يهنئه فيها بعيد الجلاء.
وقالت صفحة رئاسة الجمهورية العربية السورية على فيسبوك إن غوتيرس أرسل برقية تهنئة إلى بشار الأسد عبر له من خلالها عن " عن أحر وأطيب التهاني للحكومة السورية وشعبها بمناسبة عيد الجلاء."
وأضاف غوتيرس في برقيته: "بالاحتفال بيوم الاستقلال في بلدكم، فإنني أدرك أيضا كيف يعزز التنوع في الأمم المتحدة، خلال وقت نعاني فيه من انقسام متنام في جميع أنحاء العالم، عملنا المشترك يؤكد انسانيتنا المشتركة.. إنني أعول على انخراط بلدكم ومساهمته الفعالة للمساعدة في بناء منظمة أقوى للأمم المتحدة والسير قدما بجهودنا المشتركة لضمان السلام والتنمية وحقوق الانسان للجميع".
روسيا تبدي استعدادها لإرسال منظومة دفاع جوي جديدة إلى نظام الأسد:
أبدت روسيا استعدادها لإرسال أسلحة جديدة ضمن منظومة الدفاع الجوي إلى حكومة نظام الأسد، ضمن الشراكة بين الاثنين في "محاربة الإرهاب" حسب مصادر روسية.
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن رئيس لجنة الاتحاد الروسي لشؤون الأمن والدفاع فيكتور أوزيروف، أن روسيا مستعدة لتصدير منظومات دفاع جوي إلى سورية وبالكميات اللازمة في حال تم التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن".
وأضاف أوزيروف أن "تصدير منظومات الدفاع الجوي المذكورة لن يكون فيها أي انتهاك لمبادئ القانون الدولي ومجلس الأمن الدولي لأنها منظومات تستخدم كسلاح دفاعي وليس هجوميا". وأوضح أوزيروف أن سورية تحارب الإرهاب وروسيا تساعدها في تنفيذ هذه المهمة. 

آراء المفكرين والصحف:

ثورة القيم والأخلاق ومجزرة "الراشدين"
يمان دابقي
مفارقةٌ واضحة ماثلة بين أيدينا عن صور ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي لمجزرةٍ مروعة في حي الراشدين في حلب، إذ اختلط الدمُ السوري لأول مرة بين شهيدٍ وجريح من أنباء سورية الواحدة، واكتملت الصورة عند مؤيدي النظام المصرّين على أنّها حرب طائفية بين سنة وشيعة .
بيد أن ما حدث يُعطي دروساً أخلاقية وإنسانية لكلّ من سوّلت له نفسه أن يبثًّ السُمًّ في ثورةِ الحرية المستمرة بِعامها السابع، ضد نظام استبد واستجلب كلّ شذّاذ الأرض لتحوير مسار الثورة من حرب ضد الظلم والاستبداد إلى حربٍ ضروس أهلية تأكل أبنائها.
على وقع تطبيق اتفاقية المدن الأربع، وعمليات التبادل بين أبناء كلّ من أهالي مضايا والزبداني وكفريا والفوعة، الموّقعة بين جيش الفتح وإيران، جاء التنفيذ في 15 من إبريل/ نيسان الحالي، بعد موجة غضب عارمة من مؤسسات المجتمع المدني والكيانات المعارضة العسكرية والسياسية الرافضة لها.
بعيداً عن المسبّب والمستفيد من الكارثة اللا إنسانية، نقلتنا مجزرةُ الراشدين إلى مكان آخر، هو ذاك الأصل الذي تربّى به المواطن السوري، ونهل منه خصائل أخلاقهِ الكريمة المجبولة بفطرته الإنسانية الخيرة النبيلة، خلال لحظة فارقة، ظهرت كل هذه الصفات في ساحة الراشدين، وتحوّل الثائرون السوريون من مقاتلين وإعلاميين إلى مسعفين للمصابين والجرحى.
لم تدفعهم شهيةُ الانتقام الامتناع عن تحكيم الضمير الأخلاقي، فأبوا أن تَغلب على إنسانيتهم مشاعر الحقد والظلم، لإظهار الابتسامات واللامبالاة أمام أشلاءٍ تناثرت في الهواء، وذهبت أرواحهم بيدٍ غادرة هي ذاتها اليد التي مدًّت لهم يد العون خلال فترة الحصار .
ما أشبه اليوم بالأمس، وكم هو غريب ومريب الذي يحدث في بلدنا، وكم من دروسٍ علت فوق رؤوسنا لم ننتبه لها.
في الأمس القريب في خان شيخون، صعدت أرواحٌ إلى بارئها بلا قطرة دم واحدة، هزت أركانَ الإنسانية في أنحاء العالم العربي والغربي، ودخلت على إثرها الثورة في محطة أخرى.
مؤسف جداً عند أبناء الوطن الواحد أن تحيا الإنسانية في مكان، وتموت في مكان آخر، إذ لم تُحرّك صور مشاهد الموت لأبناء خان شيخون مشاعر من يقفون مع النظام، ولا حتى لامست ضمائرهم المحشوة بأفيون الكره لأبناء وطنهم، فتراهم يسخرون ويتلذذون كلّ يوم بمشاهد القتل والتعذيب.
يتباكون علينا، ويفرحون بموتنا ويقذفون التُهم علينا، غير آبهين بتفتيت النسيح السوري المستننزف منذ ست سنوات، وعند الحديث عن ما تبقى من هذا النسيج، رأينا أنّنا لم نعد نملك مقومات شعب يساهم في بناء وطن.
واقعةُ الراشدين هي معركة انتصار الحق على الباطل، انتصار القيم والأخلاق، على محور الشر المغذّي لشهيةِ القتل.
ليس الوطن وحده هو المشترك بيننا، الإنسانية هي المفهوم الشمولي التي يحيا وطننا بها ونحيا نحن بها.  (العربي الجديد)