عبد المنعم زين الدين
المرفقـــات
تصدير المادة
المشاهدات : 3805
شـــــارك المادة
فلقد مَنَّ الله على بلدي سورية بثورة العِزَّة والكرامة ، التي قامتْ في وجه الطغاة المجرمين ، بشكل سِلمي في البداية ثم ما لبثت أن انتقلت للجهاد المسلح بعد أن قابل المجرمون سِلميتها بالرصاص ، فكان لزاماً على أصحاب الدِّين والغيرة أن يحملوا السلاح للدفاع عن أرضهم ومساجدهم وحُرماتهم جهاداً في سيبل الله ، ورداً للعدوان ودفعاً لصيال المعتدين.
وانتظم المجاهدون في جماعات وفصائل لا تجمعها قيادة واحدة، بل اختارت كلُّ مجموعة مَن يقودها بسبب تقطيع أوصال البلاد، وبدأتْ هذه الجماعات تنسق فيما بينها دون أن تصل إلى وحدة القائد. وكان الصمود والإصرار على مقارعة النظام النصيري المجرم هو العنوان السائد عند كل الجماعات المجاهدة ، رغم التنكيل الوحشي بالأهالي في المناطق الثائرة من قبل النظام المجرم وسط تآمرٍ وتخاذلٍ دولي غير مسبوق ، بما في ذلك سكوتهم عن ضرب الحاضنة الشعبية بالسلاح المحرم دوليا . وعندما عجر النظام المجرم عن تحقيق غايته في إخضاع المجاهدين ، وانقطع أمله في التغلب عليهم في ميادين القتال ، لجأ إلى سلاح خبيثٍ ماكرٍ ألا وهو سلاح التجويع لأبناء المناطق الثائرة عبْر حصارها ، ومنعِ إدخال الطعام إليها ، وطالتْ فترة الحصار هذه في بعض المناطق حتى سَقط البعض شهداء من الجوع والحصار ، فيما كان الحصار في مناطق أخرى أقل شدة ، حيث لم يكن الحصار مطبقاً على الناس بشكل تام ، وبدأ بعض السكان هناك – بحسن نية أو بسوء اتفاق مع النظام - يطرحون آلية بهدف إنقاذ من تبقى من السكان من الموت جوعاً ، فكانت فكرة الهدن التي جرت مع هذا النظام في بعض المناطق ، والتي لم تحظ بإجماع الأهالي في تلك المناطق التي جرت فيها .
تركي الجاسر
مركز عمران للدراسات الاستراتيجية
المرصد الاستراتيجي
مركز طوران للدراسات
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة