نور الدين بوفلغة
تصدير المادة
المشاهدات : 9827
شـــــارك المادة
يقول المفكر الفرنسي اتييان دولابواسييه في كتابه '' العبودية الاختيارية '' (عندما يتعرض بلد ما لقمع طويل تنشأ أجيال من الناس لا تحتاج إلى الحرية وتتواءم مع الاستبداد ويظهر فيه ما يمكن أن نسميه "المواطن المستقر").
في أيامنا هذه يعيش المواطن المستقر في عالم خاص به وتنحصر اهتماماته في ثلاثة أشياء: 1/ الدين 2/ لقمة العيش 3/ كرة القدم.
فالدين عند المواطن المستقر لاعلاقة له بالحق والعدل وإنما هو مجرد أداء للطقوس واستيفاء للشكل لا ينصرف غالباً للسلوك.. فالذين يمارسون بلا حرج الكذب والنفاق والرشوة يحسون بالذنب فقط إذا فاتتهم إحدى الصلوات!.
وهذا المواطن لا يدافع عن دينه إلا إذا تأكد أنه لن يصيبه أذى من ذلك... فقد يتظاهر ضد الدانمارك عندما تنشر رسوماً مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم لكنه لا يفتح فمه بكلمة مهما بلغ عدد المعتقلين في بلاده ظلماً وعدد الذين ماتوا من التعذيب!.
لقمة العيش هي الركن الثاني لحياة المواطن المستقر.. فهو لا يعبأ إطلاقا بحقوقه السياسية ويعمل فقط من أجل تربية أطفاله حتى يكبروا.. فيزوج البنات ويشغل أولاده ثم يحج إلى بيت الله استعداداً لحسن الختام.
أما في كرة القدم، فيجد المواطن المستقر تعويضاً له عن أشياء حرم منها في حياته اليومية.. كرة القدم تنسيه همومه وتحقق له العدالة التي فقدها.. فخلال 90 دقيقة تخضع هذه اللعبة لقواعد واضحة عادلة تطبق على الجميع...
المواطن المستقر هو العائق الحقيقي أمام كل تقدم ممكن... ولن يتحقق التغيير إلا عندما يخرج هذا المواطن من عالمه الضيق.. ويتأكد أن ثمن السكوت على الاستبداد أفدح بكثير من عواقب الثورة ضده!!.
عصام العويد
أسعد مصطفى
محمد إبراهيم السعيدي
يعرب عدنان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة