العصر
تصدير المادة
المشاهدات : 3447
شـــــارك المادة
كتبت صحيفة "واشنطن بوست" أن نظام الأسد يأمل في سحق معاقل الثوار في حلب الشرقية، لكن ليست قواته هي التي تتحمل العبء العسكري.
وقد تحمل هذه المهمة الآلاف من مقاتلي الميليشيات الشيعية من لبنان والعراق وباكستان وأفغانستان الذين يدينون بالولاء لإيران، وربما حليف الأسد الأكثر أهمية.
وقد عزز هؤلاء المقاتلون المتحمسون دينيا جيش النظام الهزيل، وهم الآن مؤثرون وبشكل متزايد في محاولة للاستيلاء على المناطق التي تسيطر عليها الثوار شرق حلب بتنسيق الهجمات مع القوات الحكومية والطائرات الحربية الروسية، حليف آخر لبشار الأسد.
وشنت الحكومة المدعومة بالطائرات الروسية هجوما كبيرا في شمال سوريا الأسبوع الماضي، وتسببت في المزيد من الدمار لشرق حلب. ويبدو أن هذه الميلشيات شكلت تحالفا بريا متطورا عزَز النفوذ الإيراني في سوريا، بما يُنذر بالخطر حتى على المسؤولين في حكومة، وفقا للباحث فيليب سميث، وهو خبير في الميليشيات الشيعية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.
وأضاف: "إنهم يبنون قوة على الأرض، بعد فترة طويلة من الحرب، وسوف تمارس تأثيرا عسكريا وإيديولوجيا قويا في سوريا حول إيران". وأوضح قائلا: "ليس هناك الكثير للأسد يمكنه القيام به للحدَ من النفوذ المتزايد لهذه الجماعات، رغم أن المسؤولين السوريين قلقون بشكل واضح حول هذا، لكنهم لن يستطيعوا تقييدهم، فهم يقاتلون لمنع إسقاط حكومته".
ويقول محللون إن إيران استخدمت لفترة طويلة الميليشيات الشيعية في بلدان أخرى لاستعراض قوتها. وتضم هذه المجموعات الفصائل المتعددة التي تهيمن على الساحة السياسية العراقية، فضلا عن ميليشيات حزب الله اللبناني، الذي هو أقوى من الجيش اللبناني.
في نهاية المطاف، كما يقول المحللون، يمكن أن تجد إيران تجد نفسها في منافسة مباشرة حول روسيا على النفوذ في سوريا. كما إن حضور الميليشيات الشيعية في سوريا أيضا غذى التنافس الإيراني الإقليمي والديني مع المملكة العربية السعودية، وهي القوة السنية التي تدعم الثوار الذي يقوده السنة في سوريا.
ومع ذلك، وفقا لتقرير الصحيفة الأمريكية، يمكن للمكافأة من استخدام الميليشيات أن تكون كبيرة. ونقل الكاتب عن فواز جرجس، أستاذ سياسات الشرق الأوسط في مدرسة لندن للاقتصاد، قوله إن كانت الحكومة السورية قادرة على الاستيلاء على كل حلب، فإن كفة التوازن الإقليمي ستميل إلى إيران، مما سيوجه ضربة لطموحات السعودية والثوار الذين اقتحموا المناطق الشرقية للمدينة في عام 2012.
وأضاف قائلا: "هزيمة الثوار في حلب ستكون نقطة تحول، ذلك أن الأسد سيستعيد معظم المراكز الحضرية في سوريا"، مضيفا: "سيكون انتكاسة للمملكة العربية السعودية في تنافسها مع إيران، ونتيجة لذلك، سوف ترى نفوذها في سوريا في تزايد حتى أكثر من ذلك".
وأوردت الصحيفة أن العشرات من الميليشيات فرضت حصارا ساحقا على مناطق الثوار في المدينة، حيث يواجه أكثر من 200ألف شخص نقصا مُريعا في الغذاء والدواء. كما يستدعوا المقاتلين أيضا الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الحربية الروسية والحكومة التي دمرت المستشفيات والمساكن والبنية التحتية في تلك المناطق.
ولم تُظهر القوات الموالية للحكومة أي علامة على تباطؤ هجومهم على المدينة، وفقا لكاتب التقرير، رغم الجهود التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة إلى البلاد التي مزقتها الحرب، ستيفان دي ميستورا، لوقف القتال.
خالد الخلف
أحمد حمزة
بي بي سي
مراد الشام
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة