لجان التنسيق المحلية
تصدير المادة
المشاهدات : 3330
شـــــارك المادة
"ليس هناك برنامج يومي، لا ساعات محددة للعمل، ولا وقت للاستراحة والتقاط الأنفاس، واجبنا يتطلب منا إنقاذ الناس مع استمرار كثافة القصف على أحياء المدينة المحاصرة، للثواني أهمية في عملنا، فقد تنقذ خلالها روحاً بريئة من الموت".
هكذا وصف قائد فوج من فرق الدفاع المدني المتواجدة في أحياء حلب المحررة حال رجال القبعات البيضاء في عملهم اليومي لإنقاذ المدنيين الذين يتعرضون لقصف يومي بشتى أنواع الأسلحة من قوات الأسد والطيران الروسي، في ظل حصار محكم على المدينة يهدد بكارثة إنسانية قد تصيب أكثر من 300 ألف مدني داخل تلك الأحياء. شعور بالفخر: وقال قائد الفوج بيبرس مشعل للجان التنسيق المحلية، "أشعر بالفخر أني أحد عناصر الدفاع المدني، أكثر من 130 عنصر منتشرين في أحياء حلب المحررة نعمل بدون كلل أو ملل، إلى أن يتوقف القصف والقتل وشلال الدم في مدينتنا"، وأضاف أنه عاش خلال عمله الكثير من المشاهد التي تترك فسحة للأمل بالمستقبل، قائلاً: "في شهر نيسان الماضي، استهدف طيران الأسد الحربي مشفى القدس في حي السكري، الذي كان يخدم شريحة كبيرة من المدنيين، كانت الساعة حينها التاسعة مساءً.. هرعنا على الفور لمكان القصف، والدمار كان كبير حيث انهار مبنى كامل إلى جانب المشفى أيضاً". وتابع: "العمل استمر ثلاثة أيام، كان بداخل المبنى خمسة عائلات قبل انهياره، وبعد 30 ساعة من العمل المتواصل، وجدنا طفلاً رضيعاً تحت أنقاض المبنى، الطفل اسمه أحمد الرجب، خرج إلى الحياة من جديد، وكانت صحته جيدة"، إلى ذلك أكد مشعل أن طلبات المتطوعين تصل كل يوم إلى المركز الذي يعمل فيه، حيث وصل عدد المتطوعين مع فرق القبعات البيضاء إلى 130 شخص، استشهد منهم 11 شاباً أثناء قيامهم بواجبهم الإنساني. ويغطي كل أحياء المدينة المحاصرة أربعة مراكز فقط ضمن منظومة الدفاع المدني السوري المنتشرة في 8 محافظات سورية، والتي تشمل 120 مركزاً منتشرين في كافة المناطق المحررة في سوريا، ويشير قائد الفوج أثناء حديثه للجان التنسيق، إلى أن هناك صعوبات كثيرة تواجههم أثناء العمل، ومنها أنهم بدؤوا باستخدام احتياطي المازوت المتواجد لديهم. خطورة عالية أثناء عمليات الإنقاذ: ومع استمرار الحصار لن تكف الكميات الاحتياطية إلا أياماً قليلة، إضافةً إلى الخطورة العالية أثناء محاولة إنقاذ المدنيين جراء معاودة الطيران الحربي استهداف المناطق ذاتها، فضلاً عن إلحاق الأضرار بسيارات الإسعاف التي يصعب تصليحها في ظل الحصار، ولا يقتصر عمل رجال الدفاع المدني في حلب على مهامهم الأساسية (الإنقاذ والإطفاء والإسعاف)، بل دفعهم الحصار المفروض على المدينة والقصف اليومي للقيام بأعمال أخرى كفتح الطرقات وإزالة الدمار بعد كل قصف، ومساعدة مديرية الكهرباء في أعمالها وكذلك الصرف الصحي. وعلى الرغم من اتخاذ التدابير الاحتياطية لمواجهة الحصار، إلا أن القصف المستمر واستهداف المراكز الحيوية يهدد بأزمة إنسانية، فقد خفضت الأفران من إنتاجها وأُغلق بعضها لعدم توفر المحروقات بشكل كافي، كما ظهر النقص في المواد الغذائية كالخضار، خاصة وأنه لا توجد مساحات صالحة للزراعة ضمن الأحياء، كما أن كميات السكر والرز انخفضت والأسعار ارتفعت بنسبة 300% . وقال علي الحسين، أحد المدنيين المحاصرين في حي طريق الباب، للجان التنسيق المحلية في سوريا، إنه بعد قطع طريق الكاستيلو زادت معاناة المدنيين، حيث بدا واضحاً النقص في المواد الغذائية والطبية والمحروقات والمواد الصحية، مشيراً إلى أن الوضع أصبح مأساوياً مع استمرار القصف اليومي الذي خلف عشرات الشهداء ومئات الجرحى. كما أشار الحسين إلى استهداف المشافي والمراكز الحيوية في الأحياء، مما زاد العبء على عناصر الدفاع المدني الذين يقدمون أقصى ما لديهم لإنقاذ الأبرياء، لافتاً إلى النقص الشديد في الأدوية وحليب الأطفال، في القسم الشرقي من مدينة حلب، والخاضع لسيطرة الثوار، يعيش أكثر من 300 ألف مدني ظروفاً إنسانية صعبة، بعد أن تمكنت قوات الأسد من إحكام الحصار وسط قصف يومي مكثف بشتى أنواع الأسلحة على المدينة.
الجزيرة نت
عزمي بشارة
الشبكة السورية لحقوق الإنسان
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة