محمد أمين
تصدير المادة
المشاهدات : 2911
شـــــارك المادة
تحاول أحزاب سورية كردية تأكيد سلطة "أمر واقع" فرضتها على مدى سنوات في شمال وشمال شرق سورية، من خلال طرح مشروع دستور يحكم العلاقات السياسية والاجتماعية بين مكوّنات هذه المناطق من عرب، وكرد، وتركمان وسريان، وآشوريين، ويدفع باتجاه تقسيم البلاد، في الوقت الذي يؤكد فيه المجلس الوطني الكردي أنه لن يعمل خارج إطار المعارضة السورية. وسرّعت تصريحات أممية وروسية، خصوصاً بعد عودة الحرارة إلى العلاقات التركية ـ الروسية، الجهود الكردية لإقرار هذا الطرح الفيدرالي، تخوّفاً من تغيّر قواعد اللعبة، بعدما كانت موسكو من أحد أبرز الداعمين عسكرياً لحزب الاتحاد الديمقراطي في حربه ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) شمال سورية، إثر خلافها مع أنقرة. وهذا الحزب هو الفرع السوري لحزب "العمال الكردستاني" الذي تعتبره تركيا "منظمة إرهابية"، وتعمل جاهدة على منع إقامة أي إقليم كردي مستقل، وتتوجس من محاولات "الاتحاد الديمقراطي" في هذا الاتجاه. وصرّح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوم الجمعة الماضي، بأن "روسيا لا تقوم بحل المشكلة الكردية في سورية". كما أثار تصريح المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، منذ أيام، عن أن نسبة الكرد في سورية لا تتجاوز الـ5 في المائة من عدد السكان، موجة غضب في الأوساط الكردية، خصوصاً أنه حمل إشارة واضحة إلى أن أحلام الكرد في الانفصال أو تشكيل إقليم خاص بهم ليست على طاولة البحث الدولية، وربما أسهم هذا التصريح في الإفراج سريعاً عن مسودة الدستور الفيدرالي لفرض معطيات جديدة على أي حلّ سياسي مقبل. وطرحت ما تسمى بـ"الإدارة الذاتية" في محافظة الحسكة السورية ومناطق في ريف حلب، التي يطلق عليها الأكراد تسمية "روج أفا" وتعني "غرب كردستان"، مشروع دستور "أولي" يتضمن 85 مادة يؤسس للنظام الفيدرالي الذي تبنته، أخيراً، ويدعو إلى تحديد مدينة القامشلي شرق مدينة الحسكة، عاصمة فيدرالية لكردستان سورية، واختيار علم خاص بالإقليم، ومواد أخرى تشرّع الباب أمام إعلان إقليم شبيه بإقليم كردستان العراق. ويحاول حزب الاتحاد الديمقراطي وأحزاب أخرى مرتبطة به تسويق هذا المشروع في الأوساط الغربية، معتمداً على قيام قواته التي تشكّل الثقل الرئيسي في قوات "سورية الديمقراطية" في محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في أكثر من مكان في سورية، تحت غطاء جوي للتحالف الدولي. وقامت "الإدارة الذاتية" بفتح "ممثليات" لها في العديد من العواصم الأوروبية، منها العاصمة الفرنسية باريس، إذ يؤكد أحد أعضاء "الإدارة"، إبراهيم مسلم، أن المجلس التنفيذي في "فيدرالية روج أفا وشمال سورية" انتهى من "كتابة عقد اجتماعي، أو دستور، يوضح شكل هذه الفيدرالية"، أعلنه أول من أمس، السبت، مشيراً لـ"العربي الجديد" إلى أن دولاً غربية "تساند أكراد سورية في إعداد وإعلان دستورهم، وإنْ لم تعلن موقفها هذا صراحة"، وفق مسلم. وتضم المناطق التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي مكوّنات الشعب السوري من عرب، وكرد، وتركمان، وسريان، وآشوريين، خصوصاً في محافظة الحسكة (شمال شرق البلاد)، ومنطقة تل أبيض، شمال محافظة الرقة. وتشترك أحزاب من هذه المكونات في "الإدارة الذاتية"، ومجلس "سورية الديمقراطية" الذي شُكّل أواخر العام الماضي، وانبثقت عنه قوات تخوض معارك ضد "داعش" شمال سورية.
العربي الجديد
الشرق الأوسط
زمان الوصل
المرصد الاستراتيجي
عدنان أحمد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة