..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

"الألغام البحرية والعنقودي".. أخطر أسلحة النظام والأطفال أكثر ضحاياه

منصور حسين

١٧ ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3746

1466087364.jpg

شـــــارك المادة

تشكل عملية متابعة وتفكيك القنابل والذخائر التي لايرتبط انفجارها بزمانٍ معين، تحدياً كبيراً بالنسبة لفرق الدفاع المدني، نتيجة ارتفاع معدل استخدامها في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام وخاصة بعد دخول الطائرات الروسية الحرب ضد الشعب السوري، في حلب، تبذل الفرق المختصة بتفكيك هذا النوع من الأسلحة، جهوداً مضاعفة للسيطرة على الكميات الكبيرة منها، وخاصة القنابل العنقودية، والتي أدت لسقوط عشرات الضحايا في المدينة وريفها مؤخراً.
ارتفاع معدلات الموت:
شهدت قرية "كفر حلب" بريف حلب الغربي، منتصف الشهر الماضي، ارتقاء تسع نساء أثناء قيامهن بحصد المحاصيل الزراعية، جراء انفجار عدة قنابل عنقودية من مخلفات القصف الروسي الذي استهدف القرية منتصف العام الماضي، كما أصيب أربعة أطفال في حي "باب النصر" في مدينة حلب القديمة، جراء إنفجار إحدى القنابل العنقودية التي سقطت على سطح أحد منازل الحي.
وكانت منظمات حقوقية وإنسانية، أحصت سقوط مايقارب المئتي مدني، في مختلف المناطق السورية، جراء انفجار مختلف أنواع الأسلحة والذخائر التي تلقيها الطائرات الحربية على المناطق الآهلة بالسكان، بينما تبقى أرقام المصابين والذين تعرضوا إلى فقدان أحد أطرافهم جراء انفجار هذا النوع من القنابل غير متوفرة بشكل دقيق حتى اليوم.
أنواع الأسلحة:
تعتبر القنابل العنقودية التي تلقيها الطائرات الروسية وطائرات النظام الحربية، من أشد الأنواع فتكاً على هذا الصعيد، خاصة بالنسبة للأطفال الذين يتعاملون معها كألعاب، وقد بلغ عدد المناطق التي شهدت قصفاً بالقنابل العنقودية في حلب وحدها مايقارب "ألف قنبلة عنقودية" (105) منها خلال الشهر الماضي فقط، وفق احصاءيات المعهد السوري للعدالة.
وقامت فرق ازالة مخلفات القصف في الدفاع المدني بإتلاف أكثر من أربعمئة قنبلة غير منفجرة في عموم سوريا، إلا أنها ليست النوع الوحيد الذي تتخوف منه فرق التفكيك من عناصر الدفاع المدني، كما أوضح مكتب إزالة مخلفات الحرب في الدفاع المدني.
فبالإضافة إلى القنابل العنقودية، يستخدم الطيران الروسي "الألغام المغناطيسية" التي تلقيها الطائرات ضمن نطاق جغرافي محدود، مستهدفة بها الطرقات السريعة بشكل رئيسي، وبرز استخدامها في ريفي حلب الجنوبي والشمالي خلال معارك الثوار ضد قوات النظام الأخيرة، حيث تكمن خطورة هذه الألغام في قدرتها على ملاحقة الأجسام المعدنية حتى بعد مرور وقت على رميها، ما يجعل من سيارات المدنيين وآلياتهم الزراعية هدفاً دائماً لها ما لم يتم تفكيكها.
البراميل المتفجرة أيضاً:
وتدخل البراميل المتفجرة أيضاً في تصنيف هذا النوع من الأسلحة بسبب ارتفاع نسبة عدم انفجارها لأول مرة لكونها بدائية من جهة، وغير موجهة من جهة أخرى، ما يجعلها تسقط سقوطاً حراً قد لا تنفجر معه في حال عدم ملامسة الصاعق للأرض، أو انقطاع السلك المشتعل (الشرار) قبل وصوله للهدف، وبالتالي يبقى قنبلة ضخمة موقتة مرشحة للانفجار في أي وقت مالم يتم التعامل معها بالشكل المناسب.
وكان المعهد السوري للعدالة قد أحصى القاء طيران النظام المروحي أكثر من (8795) على مدينة حلب وحدها، منذ بدء طيران النظام المروحي حملة القصف على مدينة حلب أواخر سنة "2013"، راح ضحيتها (8167) مدني، وبالإضافة إلى البراميل، تعتبر قذائف الهاون، وصواريخ "أرض-أرض، التي يتم تصنيعها داخل معامل حزب الله اللبناني من ضمن هذه الأسلحة دائمة الخطر.
حملات توعية مبكرة:
مع بدء قوات النظام استخدام الأسلحة المحرمة دولياً، وعلى رأسها "القنابل العنقودية" و"البراميل المتفجرة" بدأ الدفاع المدني العامل في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام بإطلاق حملات توعية للمدنيين، عن طريق نشر ملصقات على جدران المدنية، وإقامة الندوات التوعوية داخل المراكز التعليمية والمراكز الأسرية، بهدف التعريف بمخاطر الإقتراب من الأجسام الغريبة، كما أوضح "خالد الخطيب" عضو المكتب الإعلامي في منظمة الدفاع المدني السوري.
ويضيف الخطيب: شملت الندوات معظم المناطق التي يغطيها الدفاع المدني في سوريا، وتم شرح آلية التعامل مع الأجسام الغريبة بشكل واقعي من قبل مختصين، مع وجود بعض من القنابل التي تم تفريغها، خاصة للأطفال حتى يكونوا قادرين على معرفة شكل القنابل ومخاطرها، مراعين اللامبالاة التي يمتلكها الصغار تجاه المجسمات الغريبة.
ومن خلال حديثه عن الأساليب الحديثة التي يتبعها الدفاع المدني في التواصل مع أكبر عدد ممكن من المدنيين، يقول خالد الخطيب: بسبب عدم توفر الكهرباء بشكل دائم وما يفرضه ذلك من صعوبات على صعيد الوصول والاتصال، ونظراً لارتفاع معدل وصول هذه القنابل إلى مناطق سيطرة النظام نتيجة استهداف المناطق القريبة من خطوط المواجهة بين الثوار وقوات النظام، قمنا بإطلاق عدة أعمال تم نشرها عبر وسائل التواصل الإجتماعي (فايسبوك، تويتر، يوتيوب) باعتبار هذه البرامج الأكثر استخداماً في سوريا، حتى تصل الصورة إلى أكبر عدد ممكن من المدنيين.
اكتساب خبرات فردية:
واقع القصف المتواصل بهذا النوع من الأسلحة وعدم وجود مركز مختص قادر على مساعدة المدنيين على نطاق واسع، فرض على مجموعات من المدنيين التطوع وتشكيل مجموعة إزالة مخلفات القصف بمعدات بدائية وصغيرة، ومع الوقت واستمرار عمليات القصف التي تستهدف الأحياء السكنية، اكتسبت هذه المجموعات خبرة في التعامل مع الأسلحة غير المنفجرة الأكثر استخداماً في المناطق التي يتوزع أفرادها عليها.
وفي تصريح لـ" اورينت نت" قال "محمد سامي محمد" مدير "مركز حماة" لإزالة مخلفات القصف: في البداية كانت مهمتنا تقتصر على تحديد أماكن القنابل الغير منفجرة وتحذير الناس من الإقتراب، ومن ثم تبليغ الفرق المختصة من أجل التعامل معها، نتيجة ضعف الخبرات والكوادر القادرة على إزالة الخطر نهائياً، لكن مع الزمن اكتسب عناصر الدفاع المدني خبرة في انتشال بعض الأسلحة التي لم تنفجر، كالبراميل التي تعتبر أقل خطراً من القنابل العنقودية على هذا الصعيد، ولا تحتاج إلى خبرة كبيرة للتعامل معها.
تدريب وإعداد المتطوعين:
ونتيجة ارتفاع معدل استخدام السلاح المحرم دولياً وخاصة (القنابل العنقودية)، وقلة الخبرة في التعامل مع هذا النوع من الأسلحة، قامت منظمة الدفاع المدني بانتداب عدد من عناصرها لتلقي دورات تدريبة على يد أخصائيين، بغية اكتساب الخبرات اللازمة في التعامل مع مخلفات القصف.
وعن هذا الموضوع يقول "محمد سامي محمد": يعتمد الدفاع المدني السوري على مجموعتين من العناصر ممن تلقوا تدريبات على إزالة خطر مخلفات القصف، وتتألف كل مجموعة من عشرة عناصر موزعين على مراكز الدفاع المدني في "حماة وادلب"، وكل مركز يقوم بتغطية المحافظة المجاورة له، إلا أن هذه المجموعات لا يمكنها تغطية جميع المناطق التي تتعرض للإستهداف بشكل متكرر، بعد اتساع رقعة القصف وارتفاع معدل استخدام الأسلحة المحرمة دوليا من قبل الطائرات الروسية وطيران النظام.
مجالاً خطراً جديداً يقتحمه أصحاب القبعات البيضاء في المناطق المحررة، وهو تفكيك الأسلحة التي لا تنفجر بشكل مباشر وتبقى دائمة الخطورة، وذلك بعد سقوط عدد كبير من الضحايا بسبب هذا النوع من الأسلحة المحرمة دولياً، والتي كان آخر من استخدمها قبل قوات النظام وحلفائها، الجيش الاسرائيلي فقط، وكان ذلك ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

 

 

 

 


أورينت نت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع