أيمن محمد
تصدير المادة
المشاهدات : 6700
شـــــارك المادة
منذ اليوم الأول للثورة السورية، اتبع النظام سياسة الاعتقال والقتل وزج بالجيش في مواجهة المتظاهرين السلميين في باقي المدن بالرصاص الحي، مخلفا قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، ومع اتساع رقعة المظاهرات وارتفاع معدل القتل اليومي، زج النظام بالدبابات والسلاح الثقيل إلى ساحات المدن، فكان الشعب يهتف "الشعب والجيش إيد وحدة"، في محاولة لتحييد الجيش عن الصراع.
وعندما فشلت محاولات السوريين في إبعاد الجيش عن المواجهة وبعد أشهر من القتل، حمل السوريون السلاح رغم الفرق الشاسع بين الطرفين. تدرج بالقتل: ورأى الخبير العسكري اللواء المتقاعد فايز الدويري أن المتابع لمجريات الثورة السورية يجد أنها كانت سلمية في الأشهر الستة الأولى، وهذا ما اعترف به بشار الأسد في أحد خطاباته، لكن النظام السوري ومنذ اليوم الأول وصمها بالإرهاب، وبدأ استخدام الأسلحة تدريجيا وكان يراقب ردود الأفعال الدولية. وأضاف الدويري في حديث للجزيرة نت أن النظام استخدم أولا الأسلحة الخفيفة ثم المتوسطة، ثم بدأ استخدام المدفعية والدبابات والصواريخ القصيرة المدى عندما تشكل الجيش الحر، ثم لجأ إلى الطائرات العمودية فالطيران الحربي ثم البراميل المتفجرة فصواريخ سكود، إلى أن استخدم السلاح الكيميائي يوم 21 أغسطس/آب 2013. وأردف قائلا "كما استعان النظام في البداية بالمليشيات الشيعية ثم الحرس الثوري الإيراني وأخيرا بروسيا، لعجزه عن مواجهة الثورة السورية". وأوضح الدويري أن معظم الدول منعت وصول السلاح النوعي -وخاصة المضاد الطيران- إلى الجيش السوري الحر بذريعة الخوف من وصوله إلى يد الجماعات المتطرفة أو إسقاط طائرات مدنية، لكن بعض الدول النافذة زودت المعارضة بكميات قليلة من الصواريخ المضادة للدروع لعدم رغبتها في أن يتمكن الثوار من الحسم العسكري ليكون الحل سياسيا. تصنيع السلاح: من جانبه قال القيادي في فيلق الشام أحمد علولو "كنا نعلم أن النظام سيوجه كل السلاح الذي خزنه على مدار أربعة عقود نحو الشعب السوري لقمع أي ثورة ضده، على عكس ما يدعيه أن هذا السلاح لمواجهة إسرائيل". وأكد علولو للجزيرة نت أن المعارضة المسلحة كانت تتكيف مع كل مرحلة منذ زج النظام بالجيش إلى ساحات المدن، مستفيدين من الضباط المنشقين وخبراتهم لمواجهة آلة النظام العسكرية، وتابع "بدأنا بالسلاح الخفيف بعد أكثر من ستة أشهر، ثم انتقلنا إلى أسلوب الكمائن واغتنام بعض الأسلحة وتوظيفها للدفاع عن أنفسنا". وأضاف علولو أن "كل مرحلة كانت تتطلب منظومات عسكرية معينة حسب السلاح الذي كان النظام يستخدمه لقتل الشعب، فصنعنا الألغام وقذائف الهاون فصواريخ الكاتيوشا، ومدافع جهنم بطرق بدائية، لأن الدول منعت عنا الأسلحة الثقيلة كالدبابات والعربات المصفحة، والآن نسعى لصناعة مضاد للطائرات رغم صعوبة ذلك". تضييق غربي: بدوره، أكد المحلل العسكري راني جابر أن الغرب منع عن الثوار وسائل الدفاع الجوي ووسائط الاستطلاع المختلفة الفعالة، سواء المختصة بالاستطلاع الإلكتروني أو البصري، وحتى صور الأقمار الصناعية الحديثة لمواقع قوات النظام، إضافة إلى الحد من كمّ الذخيرة الذي يصل إلى الثوار. وأوضح جابر أن الثوار اغتنموا بطاريات دفاع جوي كاملة من بعض المطارات وكتائب الدفاع الجوي التي سيطروا عليها، لكنهم لم يشغلوها لأسباب متعددة منها تعمد النظام تعطيل بعض أجزائها أو قصفها في حالات أخرى. وأشار إلى أن الأشهر الأخيرة من عمر الثورة هي الأصعب بسبب وجود توافق دولي تام ضد المعارضة السورية المسلحة مع بعض الاستثناءات، وبروز قوى في الواجهة موالية للغرب استطاع استخدامها كواجهة معتدلة ضد من يعتبرها "فصائل إرهابية" في سوريا بأجندات إسلامية، ويتمثل هذا التوافق بالدعم الجوي الروسي للنظام السوري والأميركي لحلفائه والذريعة في الحالتين "محاربة التطرف والإرهاب". واعتبر المحلل العسكري أن الضربات الجوية الروسية مؤخرا كانت مؤثرة إلى مستوى معين، وذلك ناجم عن عدم تعامل المعارضة السورية المسلحة الكافي مع وسائل الاستطلاع التي نشرها الروس من طائرات مسيّرة أثناء أعمالهم وتنقلاتهم، إضافة إلى الكثافة غير المسبوقة للغارات.
الجزيرة نت
وسيم عيناوي
عبسي سميسم، ريان محمد
محمد أمين
القدس العربي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة