..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

التحرير بالقلوب الواجفة.. والأيدي الصادقة..

أبو بكر الفاضلي الشامي

١٦ أكتوبر ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6506

التحرير بالقلوب الواجفة.. والأيدي الصادقة..
images العبادة والجهاد.jpg

شـــــارك المادة

كلمات صادقات مخلصات جرت على لسان أسير في سجون المجرمين، يقولها وهو تحت سياط الآلام والعذاب التي لم يعرف التاريخ لها مثيلاً..
 ودونكم القصة...في ظلمات سجن من سجون أعداء الإنسانيَّة يلتقي الأخ ياسر الشابَ المؤمن المجاهد المتقن لكتاب الله تجويداً وحفظاً أنساً، الذي مازال ماكثاً في غياهب السجن منذ سبعة أشهر، فيرى ويسمع منه عجباً..

 


الوجه يشع نوراً يستضاء به في دياجير الظلام.. التغني بكلام الله لا يكاد يفتُر به لسانه.. السجود المنكسر والتذلل لخالق الأكوان يصطبغ بهما وكأنّه جبل عليهما..
وأما الصوت فلا يوصف؛ لأنه ملائكي وأصوات الملائكة لا تسمع إلا من خاصَّة الخواص فكيف توصف؟؟!!
هذا الصوت كان يذيب القلوب و يُذرف العيون ويحرّك أشجان الشوق للقاء الله والاجتماع لرسول الله..
بل إن بعض الحرَّاس (المؤمنين!!) رقّت قلوبهم لسماع هذا الصوت؛ لأنّ أنساً كان يرفع صوته بالقرآن لينتهي صوته لكل زاوية من زوايا السجن فكان صوته ترياقاً يُسكّن الآلام التي تصيب المعتقلين المساكين...
وكما كان هذا الصوت ترياقاً لطائفة المؤمنين، كان صفعاً وغيظاً لشرذمة المجرمين الحاقدين.. فكان يغيظهم برفع صوته ولا يلتفت إلى تهديدهم ووعيدهم، بل كلما أرعدوا ونهقوا وشهقوا يتلذَّذ بإغاظتهم، وقد غاب عن الوجود والخلق بالهيام بكلام الحق... فهو كبلال في الرمضاء، يقولون له قل: اللات والعزّى فيغيظهم صارخاً: أحد.. أحد..!!
فكان بلال يتلذَّذ بالترديد ويكبتهم بالتوحيد.. وحين سئل: كيف صبرت هذا الصبر تحت العذاب؟؟
فقال:أنستني حلاوة مناجاته وترديد اسمه مرارة الأوجاع والآلام...!!
وهذه المعاني العالية تذكّرني بكلمة لعالم جليل لبث في سجون شذَّاذ الآفاق نحواً من ثلاث وعشرين سنة صابراً محتسباً قال لي بعد خروجه من الأسر وقد تناهبته سهام الأمراض: لو بذلت من مالي لأدخل السجن لكنت أنت الرابح بهذه الصفقة...!!
أي كلام هذا وأي قائل هذا؟؟!!
إني لأحسب أن سجنه كان جنة فهو دخل الجنة الموعودة ولما يدخلها بعد...!!
أنسٌ المجاهد زاد على قراءة القرآن التي تحدثت عنها الدعاء في ظلمات الليل جائراً إلى الله بأن يهلك الظالمين، وكان يخص بدعائه كبيرهم الذي علمهم السحر.. وكان يبشر الذين كانوا معه بأنّ هؤلاء الأراذل سيزولون كما زال فرعون والفراعنة من بعده.. ففرعونكم ليس بمنأى عن هذا المصير.
و كانت له من الكلام ما يأخذ بالألباب ويمتلك القلوب ويهز النفوس!
فمن كلامه: إن ليبيا تخلَّصت من القذافي، لكن كان للنيتو يد في ذلك ولا بد لليبيا أن تردَّ الجميل لتلكم اليد في الحاضر أوالمستقبل..!!
وأما بلاد الشام فلها شأن وأي شأن! إنها البلاد التي بارك الله تعالى فيها.. وهي التي دعا لها المصطفى - صلى الله عليه وسلم-، وهي أرض المحشر، وأرض الجهاد والرباط، ومنها ستنطلق جحافل الفاتحين المبشَّر بهم..
وتحرير بيت المقدس مبدؤه منها وفيها ينزل سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام..
ثم قال: بلد هذا شأنها وهذه مكانتها ستفتحها القلوب الواجفة والأيدي الصادقة لا أيدي الكفرة الزنادقة..
لذلك افرحوا يا أهل الشام أنْ كفّ الله أيديهم عن مساعدتكم، فهو يريد لكم أن تنالوا عزَّتكُم بأيدكم...!!
  وكان أنس يُبشِّر إخوانه بالرؤى الصَّالحة الصَّادقة التي كان يراها ففي يوم التفت إلى الأخ ياسر قائلاً: ستخرج من المعتقل بعد ساعة فأبْشر...!!!!!
  وبعد ساعة نادى مناد: ياسر.. ياسر.. تعال.. تعال.. وخرج ياسر ، لكن فؤاده ظلَّ مع أحباب له يذكرهم أينما حلّ وارتحل يحنُّ إليهم ويرجو لقاءهم..

   وإني لأرجو الله حتى كأنما......أرى بجميل الظن ما اللهُ صانع !!

 

المصدر: رابطة العلماء السوريين

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع