موقع إدراك
تصدير المادة
المشاهدات : 3479
شـــــارك المادة
أكد موقع فورين بوليسي التقارير التي صدرت مؤخرًا عن بعض المصادر التركية وأطراف في المعارضة السورية والتي تحدثت عن وجود تعاون كبير بين داعش ومهندسين روس في أحد أكبر منشآت الغاز الطبيعي في سوريا. وتعد منشأة غاز “توينان” الأكبر في سوريا، وتبعد قرابة 60 ميلًا إلى الجنوب الغربي من مدينة الرقة السورية، التي يتخذها تنظيم داعش عاصمة له. ويعود تاريخ البدء في بنائها إلى العام 2007، حيث قامت الشركة الروسية المعروفة ” سترويتر انسغاز” ببنائها هناك. تربط مالك الشركة هذه علاقة شخصية قوية مع بوتين. ويشار إلى أن البناء في المنشأة استمر خلال فترة الحروب في سوريا، حتى تمكنت جبهة النصرة من السيطرة عليها في عام 2013. ونقلت مجلة فورين بوليسي الأمريكية شهادة لأبي خالد أحد مقاتلي لواء أويس القرني، حيث قال إن عددًا كبيرًا من الموظفين الروس العاملين في المنشأة فروا من المنشأة حال تمكن قوات لوائه من السيطرة عليها، تاركين وراءهم الموظفين السوريين فقط. وكانت قوات داعش قد استولت على المنشأة في عام 2014، وأكد مسؤولون أتراك استمرار روسيا بأعمال الإنشاء والبناء في المنشأة في ظل سيطرة داعش عليها. وقامت روسيا بإخفاء مساهمتها هذه تحت غطاء شريكهم السوري المتعاقد معهم لبناء المنشأة، وهي الشركة التي حملت اسم “هيسكو”، والتي تابعت العمل في المنشأة وسهلت عودة الموظفين الروس إلى المنشأة بعد سيطرة داعش عليها. وذكر “ديفيد باتر” الباحث المشارك في معهد تشاثام هاوس شهادته على كتابة جورج حسناوي لتفاصيل المشروع كاملاً، وتشمل خطة الإنشاء أن يتم الانتهاء من بناء المنشأة في 2015 على أن يبدأ لاحقاً ضخ الغاز عبرها إلى المناطق التي تخضع لسيطرة داعش في حلب، وكذلك لمدن دمشق وحمص التي تسيطر عليها قوات الأسد. وأكد أبو خالد في شهادته على أن تواجد المهندسين الروس في المنشأة يتم بموافقة داعش، مقابل أن يحصل الروس على حصص كبيرة من المال والغاز. وفي تفصيل عن طبيعة عمل المهندسين الروس، أكد أبو خالد أن الموظفين الروس يعودون لتغيير مناوباتهم ضمن قاعدة عسكرية في محافظة حماة. وكانت فايننشال تايمز قد ذكرت في عام 2015 عقد صفقة ثلاثية بين الأسد وروسيا من جهة وداعش من جهة أخرى. بحيث سمح بالإفراج عن 50 ميجاواط من الكهرباء لمناطق سيطرة نظام الأسد، فيما تتلقي داعش 70 ميجاواط من الكهرباء بالإضافة إلى 300 برميل من الغاز السائل. ووفق تقرير فايننشال تايمز، فإن شركة “هيسكو” تدفع لتنظيم داعش قرابة 50000 دولار شهريًا مقابل توفير الحماية للمعدات والعمال. وفي ظل معاناة سوريا المستمرة من هذه الحرب وحالة الطوارئ الكبيرة، تظهر هذه الحقائق استعداد الجميع للتعامل والتعايش ضمن صفقة اقتصادية مفيدة للأطراف المختلفة، حتى لو كانت الخسائر البشرية حولهم كبيرة وأدت المعارك في سوريا إلى مقتل أكثر من نصف مليون حتى الآن.
إدراك
محمد أمين
سيف الدين هاشم
العربية نت
العربي الجديد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة