..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

ملامح تمايز متدرّجة تواكب الأزمة السورية سليمان وميقاتي في الوسطية فعلاً لا قولاً؟

روزانا بومنصف

٦ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2501

ملامح تمايز متدرّجة تواكب الأزمة السورية سليمان وميقاتي في الوسطية فعلاً لا قولاً؟
123 سليمان.jpg

شـــــارك المادة

تحظى المواقف التي يطلقها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان منذ أشهر قليلة باهتمام ومتابعة كبيرين في الأوساط الديبلوماسية والسياسية على قاعدة استفادة موقع رئيس الجمهورية من الهامش الذي أتاحه انشغال النظام السوري بشؤونه الذاتية من أجل توسيع الهامش الذي يمكن أن يتحرك منه المسؤولون اللبنانيون الكبار خارج سيطرة القرار السوري أو التبعية له.

 


وكان أول ما استوقف المراقبين في موقف سليمان في الأشهر القليلة الماضية نجاحه في انتزاع ما سمي " إعلان بعبدا " من الأفرقاء السياسيين الجالسين حول طاولة الحوار، وهو إعلان لقي ترحيبا كبيرا، وان غير معلن أحيانا، ودفعا نحو محاولة وضعه موضع التنفيذ قدر المستطاع.
ويدرج بعض هذه الأوساط مبادرة الرئيس سليمان في هذا الإطار علما أن الحسابات في السياسة الداخلية وأبعادها لا تغيب، كون رئيس الجمهورية هو في السنتين الأخيرتين من عهده وهناك عدم استبعاد لرغبات قد تظهر في التمديد في حال ظهرت صعوبات أو ظروف استحال فيها انتخاب رئيس جديد. كما ان هناك عدم استبعاد لزعامة سياسية مسيحية قد يكون ينشدها سليمان لاحقا بعد الرئاسة.
إلا أن هذه الحسابات لا ترد في النظرة الدبلوماسية لمواقف سليمان بحيث ظهرت المواقف التي انطلق منها للرد على الادعاءات السورية بكون لبنان قاعدة او منطلقا لعمليات ضد سوريا في إطار السعي إلى عدم سقوط لبنان في اختلال وزن نتيجة السقوط المرجح للنظام السوري في حربه ضد معارضيه.
يضاف إلى ذلك أن الأمر يشكل فرصة لشدشدة الوضع اللبناني وعدم سقوطه ضحية التجاذبات الداخلية على وقع الوضع السوري . وتقول هذه الأوساط إن هذا التحرك من جانب الرئيس سليمان وتظهيره لهامش ابتعاد القرار اللبناني عن تبعيته إلى القرار السوري والدفاع عن سيادة لبنان في وجه جاره الأقوى تاريخيا علما أنه لم يصل إلى حدود رد فعل مماثل للرد الذي أبدته تركيا على قصف النظام السوري قرية تركية مما أدى إلى استنفار دولي يرفض التعرض للدول المجاورة لسوريا، يلقى تشجيعا في الخارج شأنه في ذلك شأن الترجمة العملية لهذه السياسة في شعار النأي بالنفس الذي تعتمده الحكومة إزاء الوضع السوري.
إذ أنه بمقدار ما يبتعد لبنان أو يظهر ابتعادا في اتجاه استقلالية اكبر في القرار اللبناني على المستوى السياسي والاقتصادي والمالي ليس بعيدا من سوريا فحسب بل من تأثيرها والتأثير الإيراني، فإن ذلك سيجد رد فعل ايجابيا في الخارج وتشجيعا اكبر من اجل متابعة المضي قدما على قاعدة ان لهذه السياسة نتائج مفيدة نظريا وعملانيا.
وهي فرصة سانحة تقول هذه الأوساط بحيث يبدو أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يلمسها أيضا في اتصالاته مع الخارج شأنه شأن رئيس الجمهورية وحتى قائد الجيش العماد جان قهوجي في أثناء زيارته الأخيرة لبريطانيا من اجل بحث التعاون الثنائي على المستوى العسكري.
وهذا لا يعني التوهم بان لبنان استعاد قدرته على أبعاد التأثير الإقليمي أو ما يجري في جواره أو ما يجري من تفاعل على أرضه أو أن لبنان غدا مستقلا أو هو جزيرة معزولة أو يعتمد سياسة غير مناسبة للنظام السوري أو مضرة بهذا النظام .
فهذا غير واقعي وغير محتمل نتيجة جملة اعتبارات . لكنه تمايز نسبي يعتبره البعض بأنه تحول في موقف كل من الرئيس سليمان والرئيس ميقاتي إلى وسطية فعلية بعدما كانت كفة مواقف كل منهما راجحة في مصلحة فريق 8 آذار من حيث الواقع السياسي والمشاركة العملانية في تأليف حكومة من طرف واحد وخاضعة لتأثير إقليمي معين .
لكن هذا التمايز مفيد وجيد من خلال محاولة إبراز مصلحة لبنان والتركيز عليها في الدرجة الأولى بدلا من إبراز مصلحة الآخرين على حسابه، كما كان يجري. وهو ما يمكن ان يجنب لبنان انعكاسات أو تداعيات خطيرة عليه في هذه المرحلة، كما يمكن ان يساعده على الاستعداد للمرحلة المقبلة ايا تكن طبيعتها وعدم ترك الأمور للتطورات أن تتحكم به .
وينسحب الاهتمام في هذا الإطار على مبادرة الرئيس سليمان إلى تقديم اقتراحه حول استراتيجية دفاعية يدرك جيدا صعوبة الوصول اليها في الظروف الراهنة ، الأمر الذي يعتقد انه يساهم في السعي الى حماية لبنان في هذه المرحلة كما تعطي اللبنانيين آمالا في الداخل والخارج بان لبنان ممسوك سياسيا بالحد الأدنى وأنه ليس متروكا ليتم التلاعب بمصيره تبعا للتطورات في المنطقة .
وتلقى هذه المواقف الجديدة لرئيس الجمهورية ردود فعل متفاوتة في الداخل حيث تريح المعارضة إلى حد لا بأس به، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الدلالات في مواقف ميقاتي إزاء التزاماته الخارجية التي تماثل ما يقوم به الرئيس سليمان وان بشكل أو بأسلوب آخر .
فإن ينفي رئيس الحكومة لقاءه مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم على هامش أعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة أمر يكتسب دلالاته لدى المعارضة .
في حين يبتعد فريق 8 آذار عن إبداء رأي علني بمواقف رئيس الجمهورية في شكل خاص من موضوع الرد على الانتهاكات السورية أو في موضوع سلاح "حزب الله" وكذلك يبتعد هذا الفريق عن إبداء رد فعل من مواقف رئيس الحكومة أيضا وأن يكن هناك انزعاج تقول بعض المصادر إن هذه المواقف باتت تحدثها لدى هذا الفريق .

 

المصدر: النهار

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع