مراد القوتلي
تصدير المادة
المشاهدات : 3422
شـــــارك المادة
يبدو أن روسيا مستمرة في توسيع تواجدها العسكري داخل الأراضي السورية ولو على حساب النفوذ والقوات الإيرانية، وانعكس هذا التطور في انتزاع القوات الروسية السيطرة على مطار الشعيرات أو ما يعرف بمطار "تي 4" الواقع شرق حمص وسط سورية، بعدما كان تحت سيطرة القوات الإيرانية التي جهزت المطار سابقاً بما يخدم عملياتها بشكل جيد، وذلك ما أكدته مصادر عسكرية في نظام بشار الأسد لوكالة آكي الإيطالية، وأكدته أيضاً مصادر ميدانية لـ"السورية نت".
ويضم المطار الهام ثكنة عسكرية جهزتها القوات الإيرانية ببيوت صغيرة، وتكمن أهميته في أنه نقطة انطلاق للعمليات العسكرية في الجبهات الممتدة وسط سورية وجنوبها، لا سيما في ريف حمص الشمالي ومناطق بريف دمشق، وتزداد أهميته لكونه نقطة استراتيجية بالنسبة للمناطق التي تستخدمها قوات النظام لنقل إمداداتها، ويشير مراسل "السورية نت" في حمص، يعرب الدالي، أنه وجود المطار تحت سيطرة النظام وحلفاءه يساعد القوات وعربات الجنود على التنقل بين مناطق أرياف حمص ودمشق وحلب وحماه بسهولة. تجهيزات المطار: وسابقاً كان يضم مطار الشعيرات مهبطاً للطيران المروحي، لكن جهز مؤخراً بمدرج للطيران الحربي، ويؤكد الدالي نقلاً عن مصادر ميدانية أن طائرات من طراز "يوشن" هبطت في المطار المذكور منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي أي بعد نحو 15 يوماً من بدء الحملة العسكرية الروسية على المدن السورية، وبحسب المصادر فإن طائرات "يوشن" كانت قادمة من المناطق الساحلية حيث يتواجد للروس قواعد عسكرية هامة في طرطوس واللاذقية. وقبل التدخل الإيراني العسكري الكبير في سورية استخدم نظام الأسد مطار الشعيرات لقصف مدن ريفي حمص وحماه بالبراميل المتفجرة، كما كان نقطة لتوزيع جنود النظام على الجبهات، فضلاً عن أنه كان يحتوي سجناً مؤقتاً للمعتقلين من حماه وإدلب قبل نقلهم إلى دمشق أو سجون حمص. من ناحية ثانية، تعكس سيطرة الروس على مطار الشعيرات مرحلة جديدة من التوسع في سورية قد تزعج إيران الحليف الاستراتيجي للنظام، فخلال السنوات الأربعة الماضية سيطرت القوات الإيرانية على عدد من المواقع العسكرية الهامة في المدن السورية، ولم يكن باستطاعة قوات النظام مزاحمة الميليشيات الإيرانية على التواجد في المناطق التي ترغب طهران أن تكون تحت سيطرتها، لكن التدخل العسكري الروسي كسر هذه القاعدة، ويبدو أن سعي موسكو لتحقيق توسع عسكري أكبر في سورية كخطوة لتحقيق مزيد من المكاسب يأتي على حساب الإيرانيين الذين يشعرون بالقلق إزاء توسع النفوذ الروسي. نشاط القوات الإيرانية تراجع: وتذكر مصادر ميدانية لـ"السورية نت" أن نشاط القوات الإيرانية شهد تراجعاً في العديد من المناطق، وينقل مراسلنا عن هذه المصادر قولها إن هذه القوات أصبحت تتواجد بكثرة في مناطق المقامات الشيعية، كمنطقة السيدة زينب في ريف دمشق، ووادي الذهب في حمص، واللافت أنه منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سورية ازدادت نسبة قتلى الضباط الإيرانيين ضمن صفوف "الحرس الثوري". وبحسب وكالة أنباء "فارس" الإيرانية فإنه بعد 45 يوماً من بداية الضربات الروسية في سورية قتل 22 ضابطاً إيرانياً في سورية، وتشير مصادر عسكرية تحدثت لـ"السورية نت" أن لديها معلومات بأن بعض الضباط الإيرانيين قتلوا في ظروف غامضة بمناطق حلب ودمشق حيث تتواجد قوات النظام بهاتين المدينتين بكثرة، ويلفت هذا التصريح الانتباه إلى ما تروجه وسائل الإعلام الإيرانية حول بعض القتلى الإيرانيين، إذ تقول إنهم قتلوا خلال مهمات استشارية في سورية دون أن توضح ملابسات مقتلهم. ولم تستبعد المصادر أن يكون لروسيا دوراً في زيادة خسائر القوات الإيرانية في سورية، وسبق أن كشف مصدر على علاقة بنظام الأسد لـ"السورية نت" طالباً عدم الكشف عن اسمه أن الضباط الإيرانيين الموجودين في سورية غير راضيين عن شكل التدخل العسكري الروسي، وبحسب المصدر فإن أحد الضباط الإيرانيين في سورية أبلغ قيادته عن الازدراء من التدخل الروسي في سورية وأنهم يحاولون أن يحصدوا ثمار الدعم الإيراني للنظام، وتمكن الجنود الروس من التقاط المكالمة وقصفوا مقر غرفة العمليات التي تواجد فيها الضابط، وحينها قالت وسائل الإعلام الإيرانية إن الضابط قتل في معارك ريف حلب.
السورية نت
الشبكة السورية لحقوق الإنسان
صفوان الأحمد
وكالة الأناضول
الجزيرة نت
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة