أحمد حمزة
تصدير المادة
المشاهدات : 6645
شـــــارك المادة
تشير التطورات الميدانية الأخيرة في ريف حماة الشمالي، إلى أن فصائل المعارضة في المنطقة بدأت تستعيد المبادرة الهجومية، بعدما اقتصرت عملياتها العسكرية على الدفاع، منذ بدء النظام لهجومه الواسع في السابع من الشهر الحالي. وينسحب مشهد المعارك في حماة، وإن بنطاق أضيق، على الوضع في ريف حمص الشمالي، الذي عجز النظام فيه عن إحراز أي تقدم، على الرغم من الحشود العسكرية التي زجّ بها في تلك الجبهات منذ عشرة أيام.
وتمكنت المعارضة في ريف حماة الشمالي، منذ مساء أول من أمس (الجمعة)، من السيطرة على نقاطٍ كانت قد خسرتها في السابق، بعد أن صدّت هجمات قوات النظام التي تزامنت مع عشرات الغارات الروسية.
وفي السياق، يوضح مدير مركز حماة الإعلامي، يزن شهداوي، لـ"العربي الجديد"، أنّ مقاتلي المعارضة "تمكنوا من اقتحام بلدة معركبة عقب قصف مدفعي تمهيدي استهدف مواقع النظام، وأسفرت الاشتباكات العنيفة (منذ مساء الجمعة) عن نجاح المعارضة في اقتحام البلدة"، التي تعد إحدى مواقع النظام الهامة والقريبة من مدينة مورك في الريف الشمالي، وفقاً لشهداوي، فقد قتل "ثلاثون عنصراً من قوات النظام خلال معارك اليومين الماضيين في معركبة ولحايا". استعادة السيطرة على عدة مناطق: وكانت فصائل المعارضة قد استعادت مساء الجمعة، السيطرة على بعض النقاط التي تقدم إليها النظام في الفترة الأخيرة، وأهمها اللحايا الشرقية والغربية، وهو ما بات يشكل تهديداً لقوات النظام المتمركزة في مدينة مورك، المطلّة على الأوتستراد الدوليّ، والتي تعدّ آخر نقطة للنظام شماليّ حماة، وبالتزامن مع المعارك البرية، تواصلت الغارات الروسية على بلدات ريف حماة الشمالي، ما أسفر عن "سقوط قتلى وجرحى من المدنيين بقصف استهدف مشفى اللطامنة" أمس السبت، بحسب ما يؤكده شهداوي. وفيما بدأت فصائل المعارضة في حماة خلال الأيام الأخيرة في تصعيد هجماتها، تقدمت خطوة على الصعيد التنظيمي أيضاً، وفي السياق، أعلنت ثلاثة تشكيلات عسكرية تابعة للجيش السوري الحر في ريف حماة، أمس السبت، اندماجها تحت مسمى "جيش النصر"، وأكد القائد العام لـ"جيش النصر"، الرائد محمد المنصور، في بيان مصور، اندماج تجمع صقور الغاب، جبهة الإنقاذ المقاتلة، الفوج 111، تحت مسمى "جيش النصر"، وفق هيكلة عسكرية موحدة. وكان "جيش النصر"، الذي أُعلن عنه للمرة الأولى في الرابع من أغسطس/آب الماضي، عبارة عن غرفة عمليات مشتركة، تضم أكثر من خمسة عشر فصيلاً، وأدت الفصائل المنضوية في غرفة العمليات دوراً محورياً في التصدي لهجوم النظام الأخير وغير المسبوق في ريفي حماة الشمالي الغربي والشمالي الشرقي، إذ كبدته خسائر فادحة، ولا سيما على مستوى المدرعات وفقد النظام أكثر من أربعين دبابة وآلية مدرعة خلال أيام عدة، أطلق عليها الناشطون المعارضون اسم "مجزرة الدبابات". ريف حمص: أما في ريف حمص الشمالي، فقد واصلت قوات المعارضة إحباط خطط النظام الذي يحاول التقدم في القرى والبلدات الواقعة غرب الريف الشمالي، وأشار الناشط الإعلامي، أحمد الضحيك، في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن غارات مكثفة شنها الطيران السوري، أمس السبت، وتركزت على الجبهات الغربية لريف حمص الشمالي نظراً لأن قوات النظام تحاول التقدم على جبهة سنيسل. وأكدت غرفة عمليات ريف حمص، أنّ مقاتليها "استهدفوا مروحية للنظام كانت تُغير فوق بلدة تيرمعلة، وأجبروها على الهبوط اضطرارياً في قرية النجمة (يسيطر عليها النظام) المتاخمة لأرض المعارك" المستمرة منذ الخامس عشر من هذا الشهر، والتي فشلت حتى اليوم في تحقيق أي إنجاز، على الرغم من الإسناد الجوي الروسي. أما في جنوبي البلاد، في ريف القنيطرة تحديداً، فعلى الرغم من تصدي مقاتلي غرفة عمليات "وبشر الصابرين" للمحاولات الحثيثة التي تقوم بها قوات النظام والمليشيات المساندة لها لاقتحام بعض مناطق المعارضة، ولا سيما في محيط سرية طرنجة، تشير المعلومات المتقاطعة، إلى أنّ النظام سيطر على "ضهرة الكسارة" شرق طرنجة، التي لا تزال تدور حولها معارك عنيفة. خسائر بشرية لقوات الأسد: وتحدث المكتب الإعلامي لألوية سيف الشام (أحد فصائل معركة وبشر الصابرين) عن وقوع "خسائر كبيرة بين المليشيات خلال الهجوم، بلغت أكثر من 5 قتلى في حصيلة أولية"، وكانت غرفة عمليات ألوية الفرقان، التي أعلنت في الثالث من هذا الشهر، قد بدأت المرحلة الثانية من معركة "وبشّر الصابرين"، عقب انتهاء المرحلة الأولى بسيطرتها على سرية طرنجة التابعة للواء 90 وحاجز ومزارع الأمل، وذلك في إطار مواجهات بدأها "تحالف عاصفة الحق"، الذي يضمّ فصائل (ألوية سيف الشام، جبهة ثوار سورية، جبهة أنصار الإسلام، وجيش الأبابيل)، والذي تم تأسيسه أواخر سبتمبر/أيلول الماضي. وتسعى المعارضة إلى فتح طريقٍ من مناطق نفوذها في القنيطرة نحو غوطة دمشق الغربية. أما في دوما، فأكد مصدر من الدفاع المدني وسكان محليون أيضاً، لـ"العربي الجديد"، أمس السبت سقوط 7 قتلى على الأقل، جراء القذائف التي انهالت على الأحياء السكنية في المدينة لمدة خمس دقائق عند العاشرة من صباح أمس.
العربي الجديد
محمد أمين
مسار برس
لجان التنسيق المحلية
المرصد الاستراتيجي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة