أنس الكردي
تصدير المادة
المشاهدات : 6958
شـــــارك المادة
خمسة أيام مرت على إخفاق حملة النظام السوري، بغطاء روسي جوي، في معركة ريف حماة، ليصدر قرار دمشق وموسكو بفتح جبهة ريف اللاذقية التي باتت متصلة بالأولى، تواصل قوات النظام السوري مدعومة بغطاء جوي روسي لليوم الخامس على التوالي، محاولاتها السيطرة على ريف حماة الشمالي بهدف تأمين المحافظة وإقامة خط دفاعي قوي للنظام يفصل من خلاله قوات المعارضة في الشمال عن وسط سورية وغربها ويمنعها من التقدم مستقبلاً.
يجري ذلك بالتوازي مع حملة تشمل ريف اللاذقية الشمالي، بهدف السيطرة على بلدة سلمى، المعقل الرئيسي لقوات المعارضة في جبل الأكراد، وتلال جب الأحمر الاستراتيجية، والتي تكشف مناطق شاسعة من سهل الغاب بسبب ارتفاعها، لتعمل قوات النظام بعدها على استعادة ريف اللاذقية بشكل كامل، وضمان الساحل بشكل جذري، مثلما تأمل أن يحصل. خسائر فادحة في التعاد العسكري: في ريف حماة، تأتي محاولات قوات النظام الأخيرة رغم الخسائر الكبيرة التي لحقت بها، من سقوط عشرات القتلى والجرحى، إلى خسارة أربع طائرات، وتدمير أكثر من سبع وثلاثين دبابة ومدرعة حسب إحصائيات المعارضة، في ظل استخدام صواريخ التاو المضادة للدروع. ويجري حالياً التركيز على الجبهة الشرقية من ريف حماة، التي قد تحقق للنظام ضمان السيطرة على الريف الشمالي الغربي، والدخول إلى مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، وبالتالي فرض حصار مطبق على مناطق ريف حماة الشمالي القريبة من الغرب ممثلة بكفرزيتا واللطامنة والزكاة وكفرنبودة ولطمين والصياد وتل الحماميات، من أجل إنشاء خط دفاع أول عن سهل الغاب من الجهة الشرقية للسهل، كل ذلك بعد إدراك النظام صعوبة السيطرة على ريف حماة الشمالي، من خلال فتح جبهات عدة في وقت واحد من الشرق والغرب والجنوب. وسيطر النظام بادئ الأمر على عطشان، وهي قرية تابعة لناحية صوران، وتقع على بعد 45 كيلومتراً، شمال مدينة حماة، و13 كليومتراً عن مدينة مورك، والهدف كان السيطرة على تل سكيك، وقد تمكن من ذلك بفعل الغارات الجوية الروسية الكثيفة على مناطق تمركز فصائل المعارضة، وتلة سكيك تقع قريباً من الأوتوستراد الذي يصل حماة بحلب في الشمال وحمص في الجنوب وتطل على غالبية الريف الجنوبي، فيما يتبقى للنظام قرية أم حارتين التي أضحت محاصرة من جميع الجهات. وأفاد حسام سرحان، قائد لواء "صقور السنة" التابع لـ"حركة أحرار الشام الإسلامية" لـ "العربي الجديد" بأن "هذه النقاط مفصلية بين حماة وإدلب، والسيطرة عليها هي بمثابة التأمين على مورك والامتداد باتجاه خزانات خان شيخون، والتمهيد للسيطرة على مدينة خان شيخون، والتوسع باتجاه الشمال والغرب نحو بلدتي كفرنبودة، والهبيط"، مشيراً إلى أن "همم الثوار عالية بعد وصول عدد من مضادات الدروع الى الجبهة، والدعوة الى النفير العام"، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن قوات النظام "تتبع سياسة الارض المحروقة، وخصوصاً الصواريخ العنقودية، والتمشيط بالطيران المروحي". من جانبه، قال مدير "مركز حماة الإعلامي" يزن شهداوي لـ"العربي الجديد" إن "المركز أحصى أكثر من أربعين غارة جوية روسية على قرى وبلدات ريف حماة الشمالي الشرقي لتسهيل تقدم النظام بريّاً إلى مناطق المعارضة"، مبيّناً أنه "بدون الطيران الروسي من الصعب أن تسيطر قوات النظام على مواقع سيطرة المعارضة". خطة لاستعادة ريف اللاذقية: في سياق موازٍ، يبدو أن ما يجري في ريف حماة الشمالي، لا يمكن فصله عما يحدث في الساحل السوري، في ظل التحضيرات العسكرية والحشود التي توافدت في المواقع التي تحيط بمناطق سيطرة قوات المعارضة في ريف اللاذقية. وكشف عضو الهيئة العامة في الساحل مجدي أبو ريان قبل عشرين يوماً لـ "العربي الجديد"، بعد لجوء ضابط منشق إليه، كان أحد المسؤولين عن فوج المدفعية في لواء درع الساحل، في منطقة صلنفة بريف اللاذقية، عن تحضيرات النظام لمعركة كبيرة من محورين: الأول يبدأ بالسيطرة على مدينة سلمى في جبل الأكراد، والثاني، وهو الأهم، ستحاول من خلاله قوات النظام السيطرة على تلال جب الأحمر، لأن ذلك سيضمن لها السيطرة على التلال الكاشفة على سهل الغاب وجبل الأكراد، وسيساعدها على استعادة بقية المناطق. حشود عسكرية: وبدأت قوات النظام قبل يومين، إثر وصول الحشود العسكرية التي تتضمن آليات ودبابات وجنودا إلى محيط قمة النبي يونس وجبل الأكراد، المعركة التي يبدو أنها ستشكل موقعة كبرى لاستعادة السيطرة على ريف اللاذقية، خصوصاً أن العدد الأكبر للقوات الروسية بحسب ما قال مصدر من داخل النظام اشترط عدم ذكر اسمه لـ "العربي الجديد"، هو في مدينتي اللاذقية وطرطوس الساحليتين حيث يبلغ عدد القوات الروسية فيها ألفي عنصر روسي، على حد تعبيره. ويبدو من خلال سير المعارك أن قوات النظام تضغط باتجاه بلدة سلمى في الشمال، المعقل الأبرز لقوات المعارضة، بهدف السيطرة على المحور الاستراتيجي الأهم في الشرق وهو تلال جب الأحمر، ورغم نجاح قوات النظام في تحقيق تقدّم في محيط بلدة سلمى عبر السيطرة على قرية كفردلبة التي تبعد 2 كيلومتر عن البلدة، إلا أن نجاحها في السيطرة على تلال جب الأحمر لم تدم طويلاً، فسرعان ما استعادت قوات المعارضة هذه التلال، وسط تواصل معارك الكر والفر. وأوضح الناشط الإعلامي أحمد اللاذقاني بأن "قرية كفردلبة المتاخمة لمصيف سلمى كانت قبل المعركة الحالية تعتبر خط نار بين الطرفين، تقدمت قوات النظام إلى هذه القرية وسط غطاء جوي مكثف من الطيران الحربي والمروحي الروسي بالإضافة لقصف مكثف بالمدافع والصواريخ"، مضيفاً أنه "إلى الآن هناك تمركز لقوات النظام في مبانٍ عدة بقرية كفردلبة والثوار يحاولون اقتحام هذه المباني وسط اشتباكات عنيفة جداً تكاد لا تتوقف طيلة الايام الثلاثة الماضية". وقال اللاذقاني لـ"العربي الجديد" إن "مصيف سلمى هي معركة شبه وهمية، لتستطيع قوات النظام السيطرة على نقاط أكبر على محور الجب الأحمر المطل على منطقة سهل الغاب"، وسيحاول النظام في حال سيطرته على تلال جب الأحمر، فتح الطريق باتجاه بلدة السرمانية في سهل الغاب، وبالتالي حماية المعقل العسكري الأبرز للنظام المتمثل بقرية بمعسكر جورين، ومنع فصائل المعارضة من الوصول إليه. كذلك يعني ذلك أن النظام يستطيع فتح معركة في مدينة جسر الشغور، فضلاً عن تحول هذه التلال لمركز للقصف على معظم مناطق سهل الغاب وجبل الأكراد. ويبدو أن الخطة لن تغلق فصولها عند جبل الأكراد، إذ يشير المحلل العسكري أحمد رحال لـ "العربي الجديد" إلى أن "الخطة أكبر مما نتصور، والهجوم على سلمى وجب الأحمر هدفه استعادة السيطرة على ريف اللاذقية"، ورغم التكتم العسكري في أوساط قيادات المعارضة في الساحل، إلا أن مصادر رفيعة في الفرقة الساحلية الأولى، (التشكيل الأقوى حالياً في ريف اللاذقية التابع للجيش الحر)، قالت لـ"العربي الجديد" إن "المعارك تجري في صالح المعارضة، رغم وجود عدد كبير من المصابين في صفوفنا".
العربي الجديد
خالد العويجان
أيمن الحسن
أوغاريت الإخبارية
الهيئة العامة للثورة السورية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة