الجزيرة نت
تصدير المادة
المشاهدات : 6646
شـــــارك المادة
بعد ثلاثة أيام من المعارك في ريف اللاذقية لم تتمكن قوات النظام من التقدم على أي محور من محاور القتال حيث تشهد المعارك حالة من الكر والفر، في وقت تفيد الأنباء الواردة من مواقع الاشتباكات بأن خسائر النظام البشرية كبيرة، والمادية أكبر منها.
وقبل ثلاثة أيام بدأ هجوم قوات نظام بشار الأسد، مدعومة بمليشيات شيعية من إيران والعراق ولبنان بقيادة ضباط من روسيا، على قرى كفر دلبا ومركشيلة وسماكوفي والشيخ محمد وجب الغار وجب الأحمر بجبل الأكراد، واستخدمت فيه أحدث الأسلحة الروسية، كما شنت خلاله الطائرات الروسية وطائرات النظام أكثر من ثلاثمئة غارة، تسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة، لكن دون أن تتمكن من تحقيق تقدم يذكر. وأكدت مصادر في الجيش الحر بريف اللاذقية مشاركة ضباط من روسيا بشكل مباشر في الإشراف على العمليات العسكرية، وذلك من خلال التنصت على المكالمات الهاتفية بينهم وبين الضباط السوريين والإيرانيين. شتائم متبادلة: وأشار الملازم بالجيش الحر محمد أبو خالد إلى أن الضباط الروس "بدوا غاضبين كل الوقت، يصرخون ويشتمون بسبب عدم تحقيق أي تقدم رغم الإسناد الجوي الروسي الكبير"، وأكد أن الخسائر الكبيرة التي تكبدتها القوات المهاجمة بفعل "الصمود الأسطوري لرجال الجيش الحر" دفعت قياديا روسيا للتهديد بوقف الإسناد الجوي وترك قوات النظام والمليشيات الشيعية المساندة لها لمصيرها. وقال في حديث للجزيرة نت إن ضابطا سوريا يدعى يعرب رد على القيادي الروسي واصفا إياه بالجاهل، وقال له "نحن نعرف طبيعة الأرض وجغرافية المنطقة أكثر منكم، اقصفوا من الجو ودعونا نعمل على الأرض"، وعزا العميد المعارض أحمد رحال فشل القيادة الروسية للمعارك في تحقيق تقدم على الأرض إلى الروح القتالية العالية للجيش الحر والفصائل المقاتلة، لأنهم "يدافعون عن الأرض والعرض، فيما يفتقد الروس وجيش النظام والمليشيات لهذه الميزة". وأشار إلى أن كثافة النيران البرية والجوية وحدها هي التي حرمت الثوار من فرصة التقدم خلال الهجوم المرتد الذي شنوه ليلة السبت على محور كفر دلبا-كفر عجوز، وأكد رحال أن الثوار يمكنهم قهر القوات المهاجمة ودحرها ومعاودة الهجوم لو توفرت لهم مضادات جوية تحد من فعالية المقاتلات الروسية في الميدان. نقص السلاح: وعرض ناشطون مشاهد لطائرات مروحية روسية وهي تقصف المدنيين ومواقع الثوار من ارتفاع لا يتجاوز عشرات الأمتار، وسط عجز الثوار عن إسقاطها لعدم توفر الرشاشات الثقيلة، وأوضح العميد رحال أن روسيا تستخدم طائرات مروحية عالية التصفيح من الأسفل للقصف من مسافات قريبة، مما يجعل إسقاطها صعبا إلا بمضادات صاروخية، وهي غير متوفرة لدى الثوار بريف اللاذقية. ومن جهته، حمّل المواطن السبعيني أبو خالد -من قرية سلمى- المعارضة السورية والدول "التي تدعي صداقتها للشعب السوري" مسؤولية أي قتيل يسقط وأي موقع يخسره الثوار، لعدم تقديمها السلاح والذخيرة المناسبين للتصدي لما أسماه "العدوان الروسي الأسدي الشيعي"، وكان رئيس أركان جيش النظام العماد علي أيوب زار قواته المقاتلة على محور جبل الأكراد للاطلاع على مجريات المعارك، وكان برفقته عدد كبير من عناصر الفيلق الرابع الذي تم تشكيله حديثا لدعم القوات بريف اللاذقية. يذكر أن كثيرا من سكان جبل الأكراد بدؤوا بالنزوح خشية تقدم قوات النظام، التي تبدو مصرة على تحقيق انتصار على هذا المحور مستثمرة العتاد البري الثقيل الذي زجته في المعركة والأعداد الكبيرة من العناصر الشيعية التي حضرت من إيران والعراق ولبنان للاشتراك في هذه المعركة تحديدا، وبالاستناد إلى الدعم الروسي الجوي.
تامر أكر
عباس الديري
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة