المستقبل
تصدير المادة
المشاهدات : 3259
شـــــارك المادة
يبدو أن فشل قوات الأسد و"حزب الله" في مواجهة قوات المعارضة السورية، بل وهزائم هذين الفريقين المتتالية، بات يدفع موسكو وطهران نحو مزيد من التورط المباشر في الحرب السورية، إذ كشفت مصادر من داخل النظام عن تشكيل غرفة عمليات روسية ـ إيرانية مشتركة لمواجهة تقدم "جيش الفتح" في سهل الغاب في ريف حماة، بينما كشف مصدر آخر عن نقاط تمركز جديدة للجنود الروس في الساحل السوري.
غرفة عمليات مشتركة: ونقل موقع "كلنا شركاء" الإلكتروني المعارض عن مصدر خاص داخل أجهزة النظام الأمنية في حماة أن غرفة عمليات عسكرية روسية ـ إيرانية مشتركة تم تشكيلها في الآونة الأخيرة، لإدارة العمليات العسكرية ضد "جيش الفتح" الذي خسرت قوات النظام لصالحه مساحات واسعة من حماه وإدلب خلال الأشهر الأربعة الماضية. وأوضح المصدر أن الغرفة أوكلت بمهمة إدارة عمليات الحشود العسكرية التي يزج بها النظام في سهل الغاب، بهدف استرجاع القرى الموالية له في ريف حماه الغربي والتي سيطر عليها "جيش الفتح"، بشكل خاص، وقرى سهل الغاب بشكل عام.
وأكدت المصادر أن عملاً ضخماً يتم التحضير له، هدفه استرجاع قرى سهل الغاب في ريف حماة الغربي ومن ثم التوجه إلى قرى جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، مؤكدة أن العمل العسكري الجديد سيكون بقيادةٍ روسيةٍ إيرانيةٍ مشتركة، وسيشارك فيه عناصر من الفرقة (18) والفرقة (11)، وعناصر ميليشيا الدفاع الوطني من ريف حماه الغربي. وأكد "المرصد 80" العامل في ريف حماه الشمالي، لـ"كلنا شركاء"، أنه خلال أسبوع واحد توجهت أربعة أرتال عسكرية من مطار حماة العسكري إلى سهل الغاب، مؤلفة من عشر دباباتٍ وعشرين عربة "بي إم بي"، إضافة إلى راجمتي صواريخ "غراد" من الحجم الكبير، وخمس راجمات "كاتيوشا"، وسبعين سيارةً من مختلف الأنواع تنقل عناصر الجيش وميليشيا الدفاع الوطني. وأضاف أن الأرتال تتوجه من مطار حماه العسكري إلى مدينة محردة في ريف حماة الغربي، ثم إلى مدينة سلحب، ومنها إلى سهل الغاب، وعن مشاركة الروس في معارك ريف حماه، أكد "المرصد80"، أن مشاركة الروس اقتصرت على استشاريين ومهندسين وخبراء من الضباط المتقاعدين يديرون غرفة عمليات مشتركة مع ضباط إيرانيين، وأنه لا وجود لعناصر مقاتلة على أرض ريف حماة. نقاط تمركز جديدة: وكشف ضابط في قوات نظام بشار الأسد لـ"السورية نت" عن نقاط جديدة أصبحت تحت سيطرة القوات الروسية في الساحل السوري وسط سورية، مشيراً إلى تعزيز موسكو لنفوذها العسكري في هذه المناطق بشكل متسارع، وقال الضابط إن "روسيا نشرت جنوداً ومعدات عسكرية في نقطتين جديدتين، هما الثكنة العسكرية الكبيرة في الساحل على طريق اللاذقية ـ جبلة وتسمى صنوبر جبلة، ومنطقة عسكرية أخرى بالقرب من قرية اسطامو المؤيدة للنظام، لتصبح النقاط الرئيسية التي ينتشر فيها الجنود الروس في جبلة هي كل من مطار حميميم في ريف جبلة وهاتين الثكنتين". وتعتبر ثكنة صنوبر جبلة من أكبر الثكنات العسكرية في الساحل، وتمتد على طول الطريق الواصل بين اللاذقية وجبلة، وهي قريبة جداً من البحر ويمكن إعدادها كقاعدة عسكرية، فضلاً عن أنها ذات طبيعة شجرية كثيفة لا يمكن لأي أحد الوصول اليها إلا عبر بواباتها الرئيسية، ويلفت الضابط إلى أن لدى روسيا نية بإنشاء قاعدة بحرية وجوية وأماكن لوضع دروع صاروخية خلال الفترة المقبلة في منطقة الساحل، تكون إلى جانب قاعدتها الأساسية في طرطوس. واستهزأ الضابط في الموقف الأميركي من التدخل العسكري الروسي في سوريا، واكتفائها بالحديث عن التواجد العسكري بالاعتماد على الأقمار الصناعية، وقال ساخراً: "على أميركا أن تلاحظ الأماكن الجديدة التي يحط فيها الروس جنودهم". وفي سياق متصل، أكدت إحدى الموظفات العاملات في مطار اللاذقية استمرار توافد الخبراء الروس والمعدات العسكرية، مضيفةً أن طائرة شحن كبيرة هبطت في أرض المطار، رافقتها طائرتان حربيتان غادرتا بعد تأمين وصول طائرة الشحن. وأشارت الموظفة التي طلبت عدم ذكر اسمها لأسباب أمنية إلى أن هناك تدفقاً لمعدات ثقيلة على المطار. ويشار إلى أن هذه التطورات تتزامن مع تصريحات متبادلة بين نظام الأسد وروسيا حول احتمال إرسال قوات روسية تساعد قوات النظام في معاركها ضد المعارضة، فمن جهة قال وزير خارجية النظام وليد المعلم إن نظامه سيطلب قوات روسية تقاتل إلى جانبه إذا دعت الحاجة لذلك، ومن جهة ثانية قال الكرملين اليوم إن روسيا سوف تبحث إرسال قوات إلى سورية إذا تقدم نظام الأسد بطلب حول ذلك.
المرصد الاستراتيجي
ريان محمد
غداف راجح
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة