رضا مفلح
تصدير المادة
المشاهدات : 6533
شـــــارك المادة
من منا يتذكر واقع حالنا قبل اختراع الـ'الصحن' الذي فتح لنا الشاشة الصغيرة لترينا كل العالم. وكم ناضلنا وجاهدنا ليكون 'أنتيننا' أطول من 'أنتين' جارنا، وكم من أشرطة نحاسية وضعناها وطناجر ربطناها وغلفناها بتلك الاشرطة عسى ولعل 'تجيب قبرص أو تركيا' ولكن دون جدوى اللهم الا في فصل الصيف 'مغبشه'! وكان فرد من البيت يتسلق الأعمدة ليصل الى 'الانتين' ويبرمه سائلا مستفسرا جميع أهل بيته: 'إجيت' ويقصد المحطة الفلانية... ليجيبوا جميعهم أجوبة تفاوتت بين 'إيه... لا... بعد شوي... إجت وراحت...' ما يصيب 'بارم الأنتين' بأزمة نفسية تكاد تودي 'بأنتينه'.
إبان الحرب الأهلية اللبنانية أغلقت جميع المحطات التلفزيونية الرسمية اللبنانية بقنواتها الثلاث، ولم يتبقى لنا إلا الـ 'LBC' ومحطة متواضعه للحزب القومي ومحطة 'غصب عنك' وأعني بها التلفزيون السوري. فأما الـ 'LBC' فقد قامت جهات معارضة لسياستها عندما كان 'حالاتها حتما'، يوم كانت السياسة مأكلنا ومشربنا وما زالت، بالتشويش على بثها ما حرمنا إياها ولم يتبقى على شاشتنا الصغيرة الا 'لكتب اسمك يا بلادي...' أو 'ما يطلبه المستمعون' لديانا عيد أو من 'الألف الى الياء' أو 'الأرض الخضراء' أو مسلسل 'روزالينا يا قطتي العزيزة' لملك سكر وأسعد فضه، أو وهنا الطامة الكبرى 'احتفال بعيد الحركة التصحيحية أو تجديد البيعة للرئيس أو ذكرى حرب تشرين يليه حتما خطاب للسيد الرئيس'...
وما كان لنا إلا النوم 'طب عا وجهنا' أو التسكُّع في الحي، فنقوم بإغلاق 'البرداية' الخاصة بالتلفزيون حيث لا روبوت ولا ألوان ولا من يحزنون ولكنه كان 'مضرب مثل' فـ'يللي بتطلع بجهازها تلفزيون أو عريسها بجيب تلفزيون بيتها بالقلعة'. ماذا فعلت المحطة السورية بنا في ذلك الوقت والتي ما زالت آثارها فينا إلى الآن؟
لقد رسخت فينا أن كل ما تأتي به المحطة 'تجليط' فاذا ما قارنا تصرفات بعض من يمثل تلك 'الشقيقه' ممن فرضت علينا جيرتهم في الحي أو السلام عليهم عند كل حاجز أو غير حاجز وما نسمعه على شاشتهم من صفات ينعتوننا بها كـ'اخواننا' 'أتينا لنوقف نزيف الدم' 'أشقاء وأخوة' 'وحدة المسار والمصير' جعلنا لا نصدق كل ما تأتي به أبدا أبدا، حتى اذا ما توافر لنا 'الصحن - الدش' أصبنا بردة فعل إزاء تلك المحطة ومتفرعاتها تدعونا للشتم والسباب وكل ما تتخيله من ألفاظ 'سوقية'.
اليوم، وبعد أن وصلت الحالة في 'القطر الشقيق' الى ما وصلت اليه وأردنا أن نكون موضوعيين بعض الشيء وحتى نبتعد عن المؤثرات الاعلامية والتضليل الاعلامي وقمنا مرغمين 'يا خيي بدنا نكذّب حالنا ونيجي عا نفسنا' بمشاهدة القنوات التلفزيونية السورية نرى ان كل شيء في سوريا تغير الا التهويل والتهليل والتزلف وعبادة الرئيس ما زالت موجودة كما كانت من قبل، ونرى أن كل العالم في واد وتلفزيون سوريا الذي يبث مشاهد حية 'مواطنون يتسوّقون' أو 'يكزرون' أو 'يلعبون'...
في حين تدك بعض المدن الأخرى ويذبح الأطفال والنساء والشيوخ، بغض النظر على يد من يذبحون، ولكن يا من تباهيتم بأنكم بنيتم جيلا بعثيا مناضلا عربيا الهوى والانتماء همه فلسطين والمقاومة وبعض المشتتين بالارض، أين التضامن بين مكونات الشعب الواحد 'ابن حلب بياكل قتل وبموت وابن دمشق عم يلعب ويكزر'، رحمة بمن لا يريد أن يسير بركب الاميركي والاسرائيلي والغربي كما تتهمون كل من يساند معارضتكم،
طوّروا شعاراتكم القومية والعربية بعض الشيء فابن فلسطين ما عادت تلفت نظره أو تغريه شعاراتكم البالية ولا حتى اللبناني... أتستهبلوننا أم تتهبّلون علينا!!
المصدر: القدس العربي
محمد إبراهيم السعيدي
دندنة شامية
طارق الحميد
محمد علوش
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة