..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

الهجرة الصحيحة تروي بطولات العائدين إلى سوريا والثورة

الخليج أونلاين

١٣ سبتمبر ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3618

الهجرة الصحيحة تروي بطولات العائدين إلى سوريا والثورة
الصحيحة 11.jpg

شـــــارك المادة

منذ بداية الثورة السورية مطلع عام 2011، تركز الحديث والنقاش حول المآسي اليومية التي أنتجتها آلة الحرب التابعة للنظام في قصف وقتل المدنيين السوريين، وقمع التحركات السلمية للثورة.

إلا أن أحداث الداخل السوري ولب المسألة بدأ يغيب خلال الشهور القليلة الماضية، مع تفاقم أزمة اللاجئين الفارين من الحرب نحو الدول الأوروبية عبر البحر، وتحول النقاش العالمي من كيفية إسقاط النظام إلى حل مشكلة اللاجئين وفتح الحدود أمامهم من عدمه.

حسب إحصائيات منظمة الهجرة الدولية فإن حوالي نصف مليون إنسان عبروا البحر المتوسط تجاه أوروبا منذ بداية العام، وكان للاجئين السوريين الحصة الكبرى من هذا العدد، لكن حوادث الغرق والموت التي وقعت خلال هذه الفترة، والصعوبات التي يواجهها اللاجئون في الدول الأوروبية فتح النقاش حول جدوى هذه الهجرة ومحاولات "تفريغ ممنهجة" من قبل النظام بهدف إحداث تغيير ديمغرافي للتخلص من المعارضين.

#الهجرة العكسية أو #الهجرة_إلى _الوطن

إن مجرد الحديث عن سلبيات وإيجابيات اللجوء السوري إلى أوروبا يثير الكثير من الجدل في مجتمع السوريين والعرب، لكن شاباً سورياً خرج بفكرة ومبادرة لدعوة السوريين إلى عدم الهجرة، من دون أن يناقش أحداً، وذلك بعرض بطاقات تعريفية موجزة عن السوريين الذين عادوا إلى سوريا بداية الثورة "واستشهادهم" خلال مقاومة النظام، بعد أن تركوا حياتهم ورفاهيتهم بالغربة وحملوا السلاح، وفق البطاقات المنشورة.

الشاب سارية البيطار بدأ قبل عدة أيام بتدوينات عبر صفحته الشخصية على الفيسبوك تحمل بطاقات تعريفية حول "شهداء" سقطوا داخل سوريا، تركوا كل ما لديهم من رفاهية في بلاد الغربة وعادوا وانضموا للثورة.

بمثل هؤلاء نفتخر (قصة شهيد وابن شهيد)
محمد الجاسم ابن ‫‏الجولان‬ المحتل وابنه محمود من مواليد الغربة بالسعودية بالطائف..
هرب والداه من بطش حافظ الأسد بالثمانينيات وأقاموا بها.
درس في مدارسها وعمل الوالد بوزارة التربية والتعليم بالسعودية ودرس بإحدى مدارس الطائف. عند اندلاع الثورة السورية قرر الهجرة مع ابنه بعد أن أتمّ ابنه تعليمه الثانوي.
انضم هو ووالده إلى صفوف الجيش السوري الحر‬ وقاتلوا بدمشق بالحجر الأسود وعيونهم على الجولان أرضهم ومسكنهم استشهد الابن في معارك تحرير مخيم اليرموك واستشهد الأب في أقبية فروع الأمن للنظام السوري بعد كمين دُبر له من قبل أحد الخونة.
رحم الله الشهيد وابنه وغفر لهم وصبّر أهلهم وذويهم.

 

يقول سارية في إحدى تدويناته: "أهلي السوريين. أقوم بتدوين قصص شهداء سوريين عاشوا في بلاد الغربة وولدوا فيها وكانت لهم حياة مليئة بالرفاهية والاستقرار مع ذويهم، ولكن تركوا كل ذلك خلف ظهورهم ولبوا النداء، هو نداء الهجرة إلى وطنهم الأم الحنون سوريا، ودافعوا عن أرضهم بدون مناطقية، فابن حلب استشهد بدرعا، وابن الدير استشهد بالساحل".

يتابع: "سأنشر قصص هؤلاء الأبطال الذين لم تعطهم أجهزة الإعلام حقهم، بالإضافة لكثير من الأبطال الذين عملوا بشتى المجالات من الإغاثة والطب والتعليم والخدمات العامة بوطنهم الحنون".

وفي حديثه لموقع "الخليج أونلاين" يقول سارية حول دافعه لمثل هذه المبادرة: "لقد رأيت خزاناً بشرياً من اللاجئين الذي تركوا وطنهم، لذلك أطلقت هذه الفكرة لأقول لهم عودوا إلى سوريا لتحريرها".

ويضيف: "إن عوامل الهجرة كثيرة، لكن هناك أيضاً الكثير من السوريين قد تركوا رغد العيش في أوروبا والخليج وعادوا لتحرير بلدهم، إنها رسالة غير مباشرة للاجئين الذي يرمون بأنفسهم في البحر ويبحثون عن رغد العيش".

وحول هدف هذه المبادرة يتابع: "أريد إيصال رسالتي لكل شاب يريد الهجرة أن يقرأ هذه القصص ويتفكر فيها جيداً، وبالتأكيد سيغير رأيه ويعود لبلده بدلاً من الهجرة وترك الوطن، وبذلك سنحد من فقدان الخزان البشري للشباب السوري".

ويطمح سارية إلى أن يوصل هذه الرسالة لكل سوري في أنحاء العالم، وذلك "لتعميم تجربة هؤلاء الشهداء، وتعريف السوريين بهم وبدورهم".

ولفت الشاب السوري الذي يعمل في المجال الإغاثي للسوريين في الأردن، إلى أن "هناك أبطالاً سوريين هاجروا إلى سوريا وإلى الآن أحياء ومرابطون على جبهات ضد النظام وداعش، حماهم الله، سأقوم بنشر قصص الأحياء بعد أخذ الإذن منهم".

مبادرة #الهجرة_الصحيحة لقيت رد فعل إيجابياً من قبل المتابعين والناشطين السوريين الذين رأوا فيها نظرة جديدة لواقع اللجوء الذي يعصف بالسوريين.

وتعتبر مبادرة #الهجرة_الصحيحة تعبيراً عن حالة الرفض لموجة اللجوء الجماعي التي تحدث خلال هذه الفترة بحسب القائمين عليها، وفيها رسالة غير مباشرة تدعو الكل السوري للعودة بدلاً من الهجرة، لأن في ذلك فوزاً للنظام وتحقيقاً للهدف بترحيل الثورة من البلاد، بعد أن صرح بذلك بشار الأسد بأن في سوريا "آلاف الإرهابيين السوريين ولديهم حاضنة إرهابية"، ولا بد من التخلص منهم، وفق ما يرون.

 

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع