..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

وتلك الأيام نداولها بين الناس

أبو فهر الصغير

٣٠ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 5782

وتلك الأيام نداولها بين الناس
123 وتلك الأيام.jpg

شـــــارك المادة

((كتائب بدر تنطلق من غوطة دمشق لتتمركز بالقرب من طبريا, كتائب خيبر تنتشر على طول نهر الأردن, كتائب القادسية في القرب من سيناء, كتائب الإسلام تنطلق من المدينة المنورة, كتائب أبي موسى الأشعري تنطلق من اليمن, كتائب الحمزة والعباس تنطلق من الفلوجة وبغداد, كتائب موسى بن نصير تنطلق من المغرب العربي, حشدٌ كبيرٌ استعدادًا لمعركة فاصلة مع اليهود لتطهير أرض فلسطين, بعد أن أعلن خليفة المسلمين النفير العام.

 


وخبرٌ عاجل على قناة الإسلام. وفدٌ أمريكي وروسي وأوروبي قادم إلى خليفة المسلمين للاعتذار عن بعض تصريحات مسيئة صدرت بالأمس من قبل مسؤولين, حيال إعلان النفير العام.))

وتلك الأيام نداولها بين الناس, هكذا الحق والباطل في عراك وسجال, يومٌ لنا ويومٌ علينا, هذا فرعون طغى في الأرض وبغى, وقال أنا ربكم الأعلى, قتل الأطفال واستحيا النساء, واستعبد الناس وقال ما أريكم إلا ما أرى, ودعاه موسى عليه السلام الذي قدر الله أن يتربى في بيت الطاغية فرعون, دعاه إلى التوحيد والإيمان, وحذره من الظلم والطغيان, فكذب فرعونُ وأبى, ومازال يقارع نبي الله موسى الكفر والظلم, ومازال فرعون في كبر وعلو, ودارت الأيام وجاء أمر ربك, قال تعالى: "فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ * وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ*"
إنه الحق والباطل دائمًا في صراع وعراك, والطريق طويل, مليءٌ بالمصاعب والمشاق, ولن تكون العاقبة إلا للمتقين, قال تعالى: " قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ"
وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه في مكة قبل الفتح، عندما قال له بعضهم من شدة ما يلاقي من الأذى ولا يجد ما يكف به ذلك: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا؟!
فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "والله ! ليتمّنّ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون" رواه البخاري.
ودارت الأيام, وأشرقت الجزيرة بالإيمان, وكان منها المنطلق وفتحت الشام، والعراق, ومصر, ومازال الحق والباطل في سجال.
وحين ابتعدت الأمة عن ربها كان تكالب الأمم عليها, وكان الاستغراب, وسيطرة الدول الكافرة الظالمة وتفتيتهم لخلافة العثمانيين.
وما ذاك إلا لغفلة غفلتها الأمة, والأيام دول، فلن تبقى الأمور لهم, وها نحن نشهد في عالمنا العربي والإسلامي ما يبشر بخير قادم لهذه الأمة, مع زوال بعض الطغاة والباقي على الطريق, وأمتنا في طريقها إلى العزة والتمكين بإذن رب العالمين, وتشهد مخاضًا قاسيًا ولعل أقساه ما يجري في الشام اليوم, ونحن من خير إلى خير إن شاء الله, وطريقنا للعزة والتمكين واضح في القرآن الكريم, إنه وعد الله سبحانه وتعالى أمران اثنان:
الأول: الإعداد المعنوي: "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"
الثاني: الإعداد المادي: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ"
وتلك الأيام نداولها بين الناس, وفي الحديث: بينما نحن حول رسول الله -صلى الله عليه- وسلم نكتب إذ سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : أي المدينتين تفتح أولا أقسطنطينية أو رومية؟
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"مدينة هرقل تفتح أولا. يعني قسطنطينية". [السلسلة الصحيحة]
وقد تحقق الفتح الأول على يد محمد الفاتح العثماني كما هو معروف، وذلك بعد أكثر من ثمانمائة سنة من إخبار النبي -صلى الله عليه وسلم- بالفتح،
وسيتحقق الفتح الثاني بإذن الله تعالى ولا بد، و لتعلمن نبأه بعد حين.
حتى لا تيأس النفوس ونحن نرى ما نرى من قتل وقصف وتدمير وما يرتكبه نظام الأسد الطائفي من جرائم في حق شعبنا, فدولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة, والله غالبٌ على أمره, والعاقبة للمتقين, نسأل الله عز وجل عزًا للحق وأهله, وذلاً للباطل وأهله, ونصرًا مؤزرًا للأمة يا رب العالمين.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع