أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 6061
شـــــارك المادة
الموقع والتسمية: تعتبر ثالث أكبر مدن البلاد من حيث عدد السكان، بعد دمشق وحلب، تقع على نهر العاصي في سهل الغاب، متوسطة البلاد وواصلة المحافظات والمدن الجنوبية بالمحافظات والمدن الساحليّة والشماليّة والشرقية، على بعد حوالي 162 كم من شمال العاصمة دمشق، وهي العقدة الأكبر للمواصلات في سوريا بحكم موقعها، وهو ما أكسبها موقعًا تجاريًا فريدًا، وأغناها بالعديد من المرافق الحيوية والصناعية والتجاريّة، كما تعد المدينة مركزاً سياحياً هاماً لغناها بالمواقع الأثريّة فضلاً عن المناخ المعتدل وتوفر مقومات الصناعة السياحية. استقر أغلب الباحثين على أن "إيمسيا" قد اختصرت إلى "إيمس" أو "حمص" من قبل العرب بعد الفتح الإسلامي لبلاد الشام، واحتمل بعض المؤرخين أن تكون المدينة اشتهرت باسم حمص بين العرب حتى قبل الفتح؛ أما الصليبيون فمع مجيئهم إلى بلاد الشام أسموها "لا شاميلي"، رغم أنهم لم يبسطوا سيطرتهم عليها مطلقًا. الأهمية التاريخية: حمص مدينة مغرقة في القِدَم، سكنها الإنسان الحجري منذ 50 ألف عامٍ ق.م. وتعاقب على سكنها الأموريون والحثيون والفينقيون والآراميون واليونان والرومان والعرب والأتراك، كما وردَ ذكر حمص في التوراة أكثر من مرةٍ. وقرب حمص وقعت معركة قادش التي انتصر فيها رمسيس الثاني المصري على الحثيين، وعندها هزم أورليان الملكة زنوبيا في 272م. وأصيبت حمص بزلزالين مُدمّرين في 1127 و1307م. وفي عام 80 ق.م ظفرت حمص باستقلالٍ إداريٍّ، إذ حُكِمَت من قِبَل ملوكها المحلييّن من أسرة سمسيغرام (80 ق.م - 79م)، الذين بلغت حمص في عهدهم أوج الازدهار. أما أشهر جوامع حمص على الإطلاق فهي: جامع الصحابي خالد بن الوليد وفيه ضريحه، وجامع النوري الكبير وكان معبدًا وثنيًّا ثم تحوَّل بعد الفتح الإسلامي إلى مسجدٍ رمَّمه وجدّده الملك الزنكي محمود نور الدين، فحمل اسمه "النوري". تتركّز حول هذا الجامع الحمامات الشهيرة، إضافةً إلى العديد من الأسواق والخانات القديمة.
عاشت المدينة مراحل متقلبّة، سياسياً واقتصادياً خلال تاريخها الطويل، فبينما أولاها الزنكيون والأيوبيون أهمية خاصة، أهمل أمرها المماليك، وتحولت من أكبر مدن سوريا إلى ثلث حجمها مع بداية العهد العثماني؛ وقد شهدت في ظل العثمانيين فترات متعاقبة من الركود والانتعاش حفزه كثرة منتوجاتها الزراعية والصناعيّة والقوافل التجارية المارة بها، الأهمية الاستراتيجية: تعد محافظة حمص من كبرى محافظات سوريا وأكثرها استراتيجية، فهي تمتد على حدود لبنان والعراق والأردن، وقريبة من العاصمة دمشق، إضافة إلى أنها تشكل حلقة وصل بين شمال البلاد وجنوبها. وكانت حمص قبل انطلاق الثورة السورية تعتبر بمثابة الرئة الاقتصادية للبلاد، إذ تقع في غربيها وشرقيها مصاف للنفط وحقول للغاز ومراكز صناعية عدة. كما اكتسبت المدينة -خلال الثورة- أهمية إضافية بسبب كونها الشريان الذي يصل المحافظات والمناطق السورية ببعضها، فضلاً عن كونها معبراً رئيسياً إلى لبنان، وهذا ما يفسر استماتة حزب الله اللبناني في السيطرة على مدينة "القصير" في حمص، التي تشكل بوابته الرئيسية إلى مناطقه في جنوب لبنان. في العصر الحديث: عاشت حمص التي أطلق عليها سابقا "عاصمة الثورة"، فترات صعبة منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، فقد تعرضت أحياؤها لحملة عسكرية شرسة من قبل قوات النظام والمليشيات الداعمة لها، مما أدى إلى تدمير أغلبها، وخاصة أحياء حمص القديمة التي دمرت بشكل كامل، حتى أن روسيا بثت تصويراً جوياً تظهر فيها المدينة خاوية على عروشها كمدينة أشباح ليس فيها سوى الركام، كما شهدت المدينة أولى عمليات التغيير الديمغرافي من خلال عمليات التهجير القسري التي طالت سكانها الأصليين.
وشكل حي بابا عمرو أقوى شوكة مسلحة للثورة السورية في حمص، بعد أن أصبح بالكامل تحت سيطرة الجيش السوري الحر، إلا أنه أيضا كان أول الأحياء والمناطق التي تشهد تهجيرا لسكانها في سوريا، بعد أن اقتحمته قوات النظام في الثاني من فبراير/شباط 2012. وفي أيار/مايو 2014 بدأت قوافل المهجرين تخرج من أحياء حمص القديمة بموجب اتفاق مع النظام، بحيث أصبحت أحياء المدينة تحت سيطرة الأحير بشكل كامل باستثناء حي الوعر، الذي تعرض بدوره لحصار مرير وعمليات قصف متقطعة استمرت عامين، إلى أن شنت عليه قوات النظام حملة قصف عنيفة اضطرت الأهالي للرضوخ إلى اتفاق جديد يقضي بإخلائه على دفعات وتسليمه للنظام، وتضم كل دفعة حوالي 1500 إلى 2000 شخص، خرج منهم حتى تاريخ كتابة هذه المادة 4 دفعات. وعقب الانتهاء من تنفيذ الاتفاق، يكون حي الوعر -آخر مناطق وجود المعارضة داخل مدينة حمص- تحت السيطرة المشتركة بين الروس ونظام الأسد، وبذلك ينحصر وجود المعارضة في محافظة حمص في ريفها الشمالي المحاصر. المصادر: ويكيبديا حمص عبر التاريخ تاريخ حمص
شيخ الإسلام ابن تيمية
محمد عمار نحاس
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة