..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

جثث الأبناء في صناديق الشاحنات: آخر صفعات الأسد للعلويين!

طارق عبد الهادي

٨ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6763

جثث الأبناء في صناديق الشاحنات: آخر صفعات الأسد للعلويين!
650_433_0143893085189587.jpg

شـــــارك المادة

تتجه سيارات الزيل العسكرية إلى اللاذقية، محملة بعشرات الجثث يومياً، مرمية في صناديق السيارات كالنفايات التي تخلص منها أصحابها، وحملتها عناصر البلدية، لتذهب بها إلى مكباتها، ترافقها سيارات فاخرة، مزينة بصور الرئيس الخالد المقبور حافظ الأسد، وصور ابنيه ماهر وبشار، وهي مفيمة ومكيفة، يركبها المسؤولون، بينما تنبعث الروائح الكريهة من صناديق السيارات البالية لجثث فاسدة، فارقتها أرواح فاسدة.


مؤيدات ينتظرن على الطرقات لمعرفة أي خبر عن أبنائهن أو أزواجهن، بينما تقف السيارات الفاخرة ليتحدث راكبوها إليهن بنية صافية من كل نية شريفة، القتلى من عناصر (حزب الله) الإرهابي، والمرتزقة الإيرانيين، يقبعون في توابيت مغلفة بشكل محترم، ويرافقها رجال يبدو عليهم الوقار، ويتلفظون بألفاظ أجنبية، ولهجة لبنانية وحديث لطيف محترم.
تمييز حتى بين القتلى:
في قرية (عين شرقية) يسكن العجوز (أبو الليث)، وهو مساعد أول متقاعد من الأمن العسكري، ويقول: إننا نعرف القتلى من أنواع السيارات والمواكب التي ترافقها، فقتلى أبنائنا من أبناء القرى العلوية يوضعون بشكل عشوائي في صناديق السيارات العسكرية، أو سيارات البيك أب التي تستخدم لنقل الخضار، بدون غطاء، يكدسونها فوق بعضها البعض وكأنها نفايات، بينما القتلى الإيرانيين واللبنانيين من حزب الله توضع في توابيت فاخرة، وتلف بالأعلام النظيفة، ويرافقها رجال عليهم علائم الوقار لأنهم من جنس آخر.
و(أم جعفر) من قرية (بيت ياشوط)، تسكن في بيت مشرف على الطريق الدولي القادم من حماة، ومن خلال مراقبتها للسيارات المارة قالت: لقد مر من هنا خلال يومين ثلاث وعشرون جثة لقتلى حزب الله اللبنانية، ولعناصر إيرانية ولضباط أو مسؤولين، ولكنني لا أعرف عدد أبنائنا الذين قتلوا خلال اليومين الماضيين في سهل الغاب، لأن أبناءنا يكدسونهم تكديساً في الشاحنات.
لا هيبة للموت!
فقد الموت احترامه عند النظام، وقتلاه من أبناء الطائفة العلوية الفقيرة يعاملهم كالكلاب النافقة، وهمه الأكبر أن يتخلص منهم، فهو غالباً ما يدفنهم في مقابر جماعية دون مراسم في مكان قتلهم، كما حصل في وادي الضيف وغيره من المواقع، أو يسلمهم لأهاليهم دون أي اهتمام، ليتولوا دفنهم، أو يدفنهم في مقبرة الشهداء في مدينة اللاذقية دون مراسم، وبدون علم أحد.
كما قال المساعد أول ع ع من فرع الشرطة العسكرية: إننا نقوم بدفن جثث القتلى الذين لم نعرف أهاليهم ونعطيهم أرقاماً في مقبرة (بسنادا)، لقد تعبنا كثيراً من هذا العمل اليومي الذي نقوم به تحت جنح الظلام.
دفن بدون دليل مع الإنكار:
أما جثث الشبيحة من بقية الطوائف فغالباً ما تترك في أرض المعركة، أو يتم طمرها بالتراب بواسطة الجرافات دون ترك ما يدل على ذلك، ودون تدوينها في السجلات الرسمية، وعند مراجعة الأهالي للسؤال عن أبنائهم غالباً ما يتم إخبارهم بأن أولادهم قد هربوا، والتحقوا بالإرهابيين للتخلص منهم بعد إهانتهم واتهماهم بأنهم مؤيدين للمسلحين الخائنين، إن لم يتم مطالبتهم بدفع المبالغ المالية التي دفعوها لأبنائهم.
أما القتلى من العائلات الغنية ومن الضباط المعروفين والمسؤولين، يتم تشييعهم بعد مراسم دفن خاصة بالشهداء، مع أداء التحية العسكرية بمرافقة الموسيقى الرسمية وإظهارهم بمظاهر الأبطال العظام.
أسراه خونة:
هذا ولا يهتم النظام على الإطلاق لتبادل الأسرى من الطائفة العلوية، حيث يوجد عدد كبير من الضباط وصف الضباط عند الثوار كأسرى، وفي كل المناطق السورية المحررة، والنظام يماطل بمبادلتهم، حتى النساء من أبناء طائفته يرفض المقايضة عليهم، كما حدث في ريف الساحل، بينما يسارع ويبذل الغالي والرخيص لمبادلة جثث قتلى حزب الله والقتلى الإيرانيين ومهما كان الثمن.
أم علي من مدينة القرداحة التي أسر ابنها منذ عامين في درعا، ومازال مع الثوار هناك، وقد وصلت في مساعيها إلى القصر الجمهوري، وهي من مدينة القرداحة قالت لأورينت نت: لقد سعيت كثيراً لمبادلة ابني، ولو بامرأة محتجزة عند النظام، ولكنه يرفض رفضاً مطلقاً، حتى إنه قد اتهم ابني بالتخاذل وقلة الإخلاص.
وقال لي أحد المسؤولين بالقصر الجمهوري: كان على ابنك الخائن أن يقتل نفسه عندما أصبح محاصراً وهو بنظرنا خائن للرئيس وللبلد لأنه قد أفشى أسراراً عسكرية، بنفس الوقت كان قد أعطى أوامره بإطلاق عدد من السجناء لتبديل الملازم أول علي الأسد، الذي وقع أسيراً في حمص كما أن النظام يحرص على مبادلة أحذية القتلى من حزب الله والميليشيا الإيرانية التي تقاتل إلى جانبه.

 

 

 

 

أورينت نت 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع