ريان محمد
تصدير المادة
المشاهدات : 3190
شـــــارك المادة
على بُعد نحو خمسين كيلومتراً شمال شرق دمشق، تقاوم مدينة الرحيبة بصمت منذ أكثر من عام ونصف العام، حصار النظام السوري من جهة، واستهدافها من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من جهة أخرى، بمن تبقى من أهلها ومن نزح إليها من مختلف أنحاء البلاد، مقدّمة مئات القتلى والجرحى والمعتقلين، إضافة إلى آلاف الشباب الذين انقطعوا عن دراستهم وأعمالهم.
وقال عضو المكتب الإعلامي في المجلس المحلي لمدينة الرحيبة الملقب بالحارث الدمشقي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن مدينة الرحيبة تُعدّ من أولى المناطق الثائرة على النظام في القلمون الشرقي من ريف دمشق، وهي مدينة مشهورة بمقالع الرخام والرمل والبحص، كما أنها منطقة تجارة الطير الحر ومنطلق للصيد، تعرضت للقصف، وقُتل من أبنائها العشرات، في حين بقي فيها من أهلها الـ400 ألف إنسان، ما لا يزيد عن 50 ألفا، يضاف إليهم النازحون من مختلف المناطق. حصار وقلة الإمدادات: وأضاف أنه "منذ عام ونصف العام، دخلت المدينة في هدنة مع النظام، إثر الحصار وقلة الإمدادات، إذ تحيط بالمدينة قطع عسكرية كبيرة مثل اللواء 81 واللواء 20، لكن النظام واصل خرق الهدنة بشكل متكرر بسبب ومن دون سبب"، لافتاً إلى أن "الفصائل المسلّحة في المدينة استطاعت أن تُبقي جهة واحدة باتجاه جبل الرحيبة وسلسلة جبال القلمون الشرقي مفتوحة جراء وعورتها، إلا أن النظام يحاول إغلاقها عن طريق استهدافها بالقصف المدفعي وبقصف من إحدى الدبابات الموجودة في اللواء 20، ومن اللواء 81 بالمدفعية ومن كتيبة الرادار (الطابة) المطلة على هذه الطرقات، ما تسبّب بوقوع أكثر من مئة قتيل بين مدنيين ومقاتلين معارضين". وحول توفّر المواد الغذائية والخدمات من كهرباء وماء، قال الدمشقي، إن "هناك بعض المواد الغذائية تدخل عبر حواجز النظام، إلا أنها غير منتظمة وفي كثير من الأحيان تمنع قوات النظام عبورها"، موضحاً "كنا في ما سبق لا نعتمد عليها كثيراً، فقد كانت فصائل الجيش الحر قادرة على تأمين المواد الغذائية من مناطق أخرى، لكن تنظيم داعش قطع تلك الطرقات، فيما واقع الكهرباء سيئ بشكل عام، وتوفّر المياه مرتبط بالكهرباء". ولفت إلى أن "الأسعار بشكل عام مرتفعة نسبياً، لعدة أسباب، منها الحواجز التي تأخذ جزءاً من المواد أو تتقاضى إتاوات عليها، إضافة إلى وجود تجار متحكمين بالأسعار". هدنة: وأفاد الدمشقي بأن "الهدنة تضمن حركة المدنيين، ومنهم الموظفون والطلاب، إلا أن الكثير من المدنيين مطلوبون من قبل الأفرع الأمنية إما لخروجهم في مظاهرة أو لأنهم أقرباء لأحد الثوار، إضافة إلى المطلوبين للخدمة العسكرية الإجبارية والاحتياطية، ما يحول دون حركة معظم الأهالي، وحتى الشخص الذي يخرج من المدينة، يخرج وهو يفكر بأنه قد لا يعود جراء عمليات الاعتقال العشوائية لمجرد أن يكون من أبناء منطقة ثائرة". وكشف الناشط السوري أن "الكثير من طلاب الجامعات تم اعتقالهم من دون سبب أو لتشابه في الأسماء، وهذا ما زرع الخوف بقلوب باقي الطلاب والمدنيين"، موضحاً أن "الكثير من الطلاب أوقفوا دراساتهم ومنهم من التحق بالثورة". أما عن الأعمال التي يمارسها أهل المدينة في ظل الحصار، فأوضح الدمشقي أن "30 في المائة من العاملين في المدينة هم موظفون، و20 في المائة يمارسون أعمالاً حرة كالتجارة وأعمال البناء، أو الأصح الترميم، في حين يعاني ما تبقى من البطالة"، لافتاً إلى وجود "جمعية خيرية تغطي احتياجات قسم من الأهالي، في حين يقدّم المجلس المحلي بعض الخدمات، كما يوزع رواتب لجميع عائلات الشهداء، ويقدّم خدمات للمحتاجين". الوضع العسكري: وبالنسبة للوضع العسكري، أوضح الدمشقي أن في الرحيبة عددا من الفصائل المسلحة المعارضة، وقد شكّلت حديثاً مجلساً عسكرياً ضم جميع الفصائل، وهي لواء "مغاوير القلمون" (مستقل)، ولواء "عباد الرحمن" التابع لـ"جيش الإسلام"، ولواء "الصناديد" التابع لـ"فيلق الرحمن"، ولواء "شهداء القلمون" التابع للمجلس العسكري، ولواء "الفاروق" التابع لـ"جيش تحرير الشام". وأضاف أن هذه الفصائل "تتولى الرباط على أطراف المدينة وعلى جبال القلمون الشرقي، وفي المناطق التي تم تحريرها من مليشيات النظام، في سلسلة جبال القلمون الشرقي وعلى أطراف كتيبة الرادار (الطابة)، ويوجد منها من يقطع طريق دمشق بغداد، والبقية تقوم بمحاربة تنظيم داعش في منطقة المحسا بجوار منطقة بئر القصب إضافة إلى عدة مناطق أخرى". وتُعتبر الرحيبة واحدة من العديد من المناطق الغائبة عن الحدث الإعلامي على الرغم من مقارعتها للنظام منذ سنوات، إضافة إلى محاربتها لتنظيم "داعش".
العربي الجديد
رامي سويد
سي إن إن
سلافة جبور
حسن قطان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة