سلافة جبور
تصدير المادة
المشاهدات : 3010
شـــــارك المادة
يعيش أكثر من عشرين ألف مدني في حي القابون الواقع شرق العاصمة السورية دمشق حصارا جزئيا، حيث يغلق النظام الطريق الأساسي للحي الذي شهد معارك عنيفة عام 2013 تسببت في نزوح معظم سكانه بعد تدمير أكثر من 70% منه، ويشكو سكان الحي اليوم تردي الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار في ظل غياب مصادر الرزق.
وقال الناشط الإعلامي أبو عمر إن مفاوضات الهدنة المرتقبة لا تزال متعثرة، حيث لم يتوصل طرفا النزاع للاتفاق على شروط لتلك الهدنة، وأوضح أن أهالي الحي ومقاتلو المعارضة يطالبون بالإفراج عن مئات المعتقلين والتوقف عن الاعتقال التعسفي لأهالي القابون، وانسحاب قوات النظام من عدد من المواقع التي تسيطر عليها وفتح الطريق الأساسي وإدخال المواد الغذائية وإصلاح البنى التحتية، لكن النظام لا يزال متمسكا بموقفه المعارض لتنفيذ أغلب تلك الشروط. ويرى أبو عمر أن آلاف المدنيين "يدفعون اليوم ثمن تلك المفاوضات الفاشلة، فنجاح هدنة حي برزة المجاور -والتي ما زالت مستمرة منذ أكثر من عام- دفع أهالي القابون للعودة إليه وانتظار الانتهاء من تفاصيل الهدنة الخاصة بهم، كما أن آلاف العائلات خرجت من جوبر والغوطة الشرقية هربا من القصف والحصار وانقطاع الكهرباء والمياه، واستقرت في حينا بسبب خوفها من الخروج للعاصمة دمشق تجنبا لخطر الاعتقال". وبحسب أبو عمر، يعيش اليوم في الحي "أكثر من عشرة آلاف عائلة من أهالي القابون والنازحين إليه، وهم يعانون غلاء الأسعار وندرة مصادر الدخل فضلا عن دمار معظم الممتلكات بسبب الحرب، إضافة إلى خروق مستمرة في الهدنة المفترضة، والتي يقوم بها النظام بالقصف وإطلاق النار وقنص المدنيين". مساعدات محدودة: ويؤكد أبو عمر وجود بعض الهيئات والجمعيات التي تعمل لخدمة الأهالي، "حيث يتم تقديم مساعدات إغاثية محدودة، وخدمات طبية، إضافة لخدمات الدفاع المدني، إلا أنها مساعدات لا تكفي لسد حاجة عائلات فقدت كل سبل العيش الكريم بسبب الحرب والحصار"، أما رئيس المكتب الإغاثي للمجلس المحلي لحي القابون علاء نعمان فقال إن المجلس يعتمد على دعم الحكومة المؤقتة وبعض المنظمات الخاصة العاملة على نطاق ضيق، لكنه غير قادر على تغطية سوى نسبة قليلة من حاجة الأهالي. وأضاف أن عددا كبيرا من شباب الحي انضموا إلى الجيش الحر، وأن نسبة قليلة من الأهالي تعتمد على العمل داخل دمشق في مهن متنوعة، لكن البطالة تنتشر بشكل كبير بسبب ملاحقة النظام الأهالي، وعدم تمكن أغلبهم من العمل في مناطق سيطرة النظام بدمشق سواء في الوظائف الحكومية أو في المهن الحرة، وذلك خوفا من الاعتقال. وتابع "يعتقد كثيرون أن حي القابون يعيش هدنة كاملة مع النظام كحي برزة المجاور إلا أن الواقع مغاير تماما، كما أن عدم تشكيل مجلس محلي على نطاق دمشق لتنظيم أمور الدعم -وبالتالي غياب التنسيق والعمل الفردي بفوضى وعشوائية- أدى إلى بقاء عدد كبير من أحياء العاصمة المحاصرة مهمشة تغيب عنها المساعدة". وذكر أن المجلس المحلي للقابون يعمل على تدارك تلك الصعوبات وذلك بتشكيل مجالس مدنية لتسيير أمور المدنيين بشكل أفضل، لكنه يطالب في الوقت نفسه الحكومة المؤقتة بالاهتمام بالحي الذي يحتاج كافة أنواع الدعم.
الجزيرة نت
رامي سويد، أمين محمد
الشرق الأوسط
أمين محمد
أحمد عبد السلام
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة