..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

نواة نظام الأسد الصلبة تتفكك.. علامات جديدة للتآكل والانهيار

أيمن محمد

١٦ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2691

نواة نظام الأسد الصلبة تتفكك.. علامات جديدة للتآكل والانهيار
2336332195.jpg

شـــــارك المادة

هل بدأت تظهر الانهيارات الكبرى بنظام بشار الاسد؟. هل بدأ يتداعى هذا النظام  ويتآكل على الأرض؟. أسئلة بدأ محللون ومراقبون للمشهد السوري الدامي بطرحها مؤخراً، مستندين على معطيات جديدة ومؤشرات بدأت تطفو على سطح الاحداث، فالأخبار التي تأتي من دمشق تؤكد أن شيئاً ما بدأ يحترق، وسوف يأخذ بطريقه ما بقي من نظام أمني يحاول يائساً الإيحاء بأنه لا يزال قوياً، ولو عن طريق صورة!.


دخلت الثورة السورية سنتها الخامسة، لتبدأ معها النواة الصلبة للدائرة الضيقة المحيطة برأس نظام بشار الأسد بالتفكك. أسماء حكمت سوريا بالحديد والنار طيلة عقود، بدأت تسقط وتغيب عن المشهد واحداً تلو الآخر.
إحاطة آل الأسد:
"بشار الأسد وشقيقه ماهر" أحاطا نفسيهما بمجموعة من الحرس القديم على المستوى الأمني والعسكري والاقتصادي، واستطاع  هؤلاء إدارة العمليات الأمنية والعسكرية طيلة أربع سنوات، فمن "آصف شوكت، وحسن تركماني، وهشام بختيار وداوود راجحة، إلى رستم غزالة، وعلي مملوك مروراً بحافظ مخلوف، وجميل الحسن، ومحمد ناصيف خير بيك وذو الهمة شاليش، ووفيق شحادة"، كانوا أبرز الأسماء ضمن هذه النواة ويدير كل واحد منهم مفصلاً من مفاصل الدوائر الأمنية أو العسكرية للقضاء على ثورة الشعب السوري والحفاظ على مصالحهم الضيقة.
لم تُحدث الانشقاقات رغم كثرتها على مدار السنوات الأربعة الماضية، أي تأثير ملموس في بنية النظام الأمنية والعسكرية، بالرغم من أن هناك أسماء عسكرية بارزة أعلنت انشقاقها عن النظام، أو قام النظام بتجميد دورها كـ"العماد علي حبيب"، في حين بدأ الانهيار يتضح مع استبعاد وتصفية أعضاء هذه الحلقة الضيقة لأسباب تكاد تكون غامضة للسوريين.
بدأت هذه النواة بالتفكك منذ إعفاء العميد حافظ مخلوف "ابن خال الأسد" وأبرز القادة الأمنيين من مهامه  أواخر عام 2014، ثم فتح خبر وفاة أو "تصفية" اللواء "رستم غزالي" رئيس شعبة الأمن السياسي في جهاز استخبارات النظام الباب واسعاً حول سيناريو جديد عنوانه: تصفية "الحرس القديم بالكامل" بالتدريج لكي لا يبقى أي شاهد على جرائم بشار الأسد وزمرته سواء في الداخل خلال سنوات الثورة أو في الخارج وخاصة في ملفي الاغتيالات والتفجيرات.
خرج الأسد منذ يومين بصورة جمعته باللواء علي مملوك، ليقول لقطيع مؤيديه أن مملوك لازال على قيد الحياة وهو حي يرزق، إلا أن التسريب الأخير للوزير اللبناني المدان بقضية نقل متفجرات من سوريا إلى لبنان قد تكون القشة التي ستقصم ظهر مملوك والأسد معاً كونها أوضح وأكبر دليل على تورطهما في الجرائم والتفجيرات التي حدثت في لبنان لعل أبرزها تفجير موكب الرئيس رفيق الحريري.
هزائم مدوية لجيش الأسد:
هذه التطورات المتسارعة على المستوى الأمني، ترافقت مع سلسلة هزائم مدوية في جنوب وشمال سوريا على المستوى العسكري، ما جعل الثوار على مرمى حجر من فتح معركتي الساحل ودمشق، وبدا واضحاً أن جيش النظام انتقل، خلال الأشهر الماضية، من حالة الهجوم إلى حالة الدفاع، وهذا دليل آخر على انهيار النظام من الناحية العسكرية، سواء في المنطقة الجنوبية "درعا والقنيطرة" أو في المناطق الشمالية "إدلب وحلب"، في وقت ترك الساحة في القلمون لميليشيا حزب الله اللبناني. جيش النظام الذي كان يراهن على اقتحام مدن "حينما يريد" كما يعزف أبواقه على الدوام، عاجز عن فك الحصار عن جنوده وضباطه في مشفى صغير بمدينة جسر الشغور التي تبعد قواته عنها قرابة الثلاثة كيلومترات.
على المستوى السياسي، كان للتقارب الإقليمي "السعودي – التركي - القطري" في الملفات الشائكة في المنطقة وخاصة الملف السوري، أثر بالغ الأهمية على مستقبل ثورة الشعب السوري، وبدا الدعم السياسي واضحاً من خلال الضغط على الإدارة الأمريكية التي عملت على تجميد هذا الملف على مدار السنوات الماضية، والاكتفاء بتصريحات ضد نظام بشار لا تغني ولا تسمن من جوع، واستثمرت هذا الصمت أمام المحتل الفارسي للعواصم العربية بغية إحراز تقدم في الاتفاق النووي مع إيران.
وتطور الدعم السياسي إلى مرحلة ستدعو فيها الرياض ممثلين عن أطياف المعارضة السورية للاجتماع وبحث المرحلة الانتقالية "ما بعد الأسد"، وجلب الدعم الدولي للضغط على النظام سياسياً بغية ترك السلطة، كما وصل الأمر إلى الحديث عن اقتراب إقامة مناطق آمنة شمال وجنوب سوريا، ودعم الثوار عسكرياً من أجل مواجهة النظام وإسقاطه والقضاء على الميليشيات الطائفية التي باتت تمتلك القرار الفصل في المعارك على الأرض.
كل هذه التطورات، سواء على المستوى الأمني أو العسكري أو السياسي، تؤكد أن نظام بشار يعيش مرحلته الأخيرة، بعدما استنزف كل حلفاءه في حربه ضد الشعب السوري، واستنزف شباب طائفته وشبيحته في معارك خاسرة مع الثوار طيلة سنوات الثورة.
"ظهور بشار الأخير يختلف جذرياً عن كل إطلالاته السابقة، حيث كان يتهكم ويضحك ويكثر من دروسه في الفلسفة ومواعظه وحكمه، هذه المرة خرج عابساً جدياً محاولاً شحذ معنويات مؤيديه المنهارة، معترفاً بالهزائم أمام الثوار، ومطالباً إياهم بمواجهة الحرب النفسية، ومن يدقق بوجهه يدرك أن علامات سقوطه الكبرى بدأت تتضح"، يقول إعلامي سوري.

 

 

 

 

سراج برس

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع