غداف راجح
تصدير المادة
المشاهدات : 4034
شـــــارك المادة
في الساحل السوري وفي قرية البيضا بالتحديد؛ حيث ارتكبت قوات الأسد وميليشياته الطائفية جرائم قتل، وحرق، لم تقل قوة احتلال على مدى تاريخ البشرية بمثلها، في الثاني والثالث من شهر أيار من العام 2013 هاجمت عناصر جيش الأسد والميليشيات الطائفية التي يقودها المجرم الفار من العدالة معراج أورال "علي كيالي"، القرية حيث قتلوا أكثر من 250 سورياً لا ذنب لهم إلا أنهم رفضوا حكم الأسد وكانوا من أوائل المشاركين في الثورة ضد نظام الأسد.
قتلت قوات الأسد والميليشيات المرافقة لها العشرات من أبناء القرية أغلبهم من النساء والأطفال، حيث عملت السكاكين في رقابهم وأجسادهم، وقال شهود عيان ان بعض القتلى قتلوا بالسكاكين أو أدوات حادة وأن العشرات ما زالوا مفقودين، يقول أحد الشهود إنّ أفراد من الجيش الحر استهدفوا سيارة تقل مجموعة من الشبيحة على بعد أكثر من 10 كيلو متر من القرية؛ ليقتلوا عدداً منهم.. ويجرحوا أكثر من 20 آخرين؛ لم تحتمل قوات الأسد وميليشياته تلك الخسارة الفادحة التي أوقعها بهم الثوار، وكانت أقرب قرية ثائرة على حكم الأسد هي البيضا؛ ليختاروها سريعاً كي تكون مسرحاً لجريمتهم. دخلت العشرات من قوات الأسد والميليشيات المرافقة لها إلى القرية؛ ليبدأوا بتمشيط الحي الجنوبي للقرية وصولا إلى الساحة، حيث جُمع الرجال والأطفال والنساء في مجموعات متفرقة وبدأ الشبيحة يمارسون شهوتهم في القتل سواء بالحرق أو الذبح أو تقطيع الأوصال. وبينما كانت قوات الأسد تقتل المدنيين السوريين في قرية البيضا؛ كان حلفائها من ميليشيات معراج أورال تستعد للانقضاض على بلدة رأس النبع لتمنع الأهالي من الخروج أو الدخول إليها، ومع انتهاء جريمتهم في البيضا، اتجهوا إلى رأس النبع مكررين المشهد نفسه من ذبح وحرق للمدنيين دون تمييز، وبعد انتهاء عمليات القتل الممنهج والطائفي؛ واصلت ميليشيات أورال في اليوم التالي عملياتها العسكرية ضد المدنيين، لتشهد القريتين مجدداً عمليات قتل ممنهج طال الأطفال والشيوخ والنساء.. وبأبشع الطرق؛ حيث أحرقت تلك الميليشيات العديد منهم أحياء. انتهت مجزرتا رأس النبع والبيضا؛ كانت رائحة الموت تحيط بكل شيء؛ أكثر من 313 كان عدد الشهداء؛ لم يجد أهالي القرتين من الأحياء والقرى المجاورة الا الخروج من منازلهم واللجوء، لينزح جميع من بقوا أحياء حيث بلغ عدد العائلات التي خرجت من البيضا وحدها حوالي 500 عائلة. عامان مرّا على وصول التتار الجدد إلى قرية البيضا.. قتلوا من قتلوا.. وشردوا من شردوا وأشلاء الأطفال شاهدة على جريمتهم التي اُرتكبت تحت شعارات طائفية تنادي بالانتقام الاسود من كل من هو سوري.
سراج برس
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة