عمر يوسف
تصدير المادة
المشاهدات : 2928
شـــــارك المادة
بعد أن أحكمت فصائل المعارضة سيطرتها على إدلب، تقترب من إسقاط حلب في قبضتها، بعد أن اقتربت من وسط المدينة، وهو ما أثار مخاوف بعض السكان ودعاهم للخروج خشية انتقام النظام، مع اقتراب المعارضة المسلحة إلى الخط الدفاعي الأول للنظام في حلب القديمة، وتحديداً في حي الجديدة القديم، باتت قواتها على مسافة لا تتجاوز سبعمائة متر عن ساحة سعد الله الجابري الشهيرة، التي تمثل مركز المدينة الرئيسي، ومعقلاً هاماً للنظام وقواته من الشبيحة والدفاع الوطني.
ووفق مصادر المعارضة فإن مقاتلي "كتائب الصفوة الإسلامية" الناشطة بجبهات حلب القديمة، تمكنوا الخميس من إحكام السيطرة على كتل من الأبنية في حي الجديدة بالإضافة لجامع "أبشير باشا" الذي كانت تتحصن به قوات النظام، بينما قتل أكثر من خمسين عنصراً، بينهم ضابط برتبة مقدم، خلال هذه المعارك. كافة الأحياء القريبة في حلب القديمة منطقة عسكرية: وقال مدير المكتب الإعلامي بكتائب الصفوة الإسلامية "أصدرنا بياناً يعتبر كافة الأحياء القريبة في حلب القديمة منطقة عسكرية، منعاً لسقوط ضحايا من المدنيين، وسكان المناطق المجاورة لساحة سعد الله، وكل حلب هم أخوتنا وأهلنا، وهدفنا تحريرهم من الأسد ومخابراته وأعوانه". وعن سير المعارك، أكد علي حافظ، بحسب "الجزيرة نت" أن "الهدف الرئيسي للثوار ليس الوصول إلى ساحة سعد الله الجابري فحسب، بل تحرير كافة مناطق حلب بحسب ظروف تفرضها أجواء المعركة". وعلى الصعيد الأمني، تشهد اللجنة الأمنية حالة من التخبط بعد مقتل ضابط رفيع من أمن الدولة على أيدي مجهولين أمام منزله قبل نحو يومين، رافقها حالات هروب مؤكدة لضباط من الطائفة العلوية من مدينة حلب باتجاه الساحل والمدن الآمنة، وفق مصدر أمني مطلع. يقول الناشط أبو أحمد الحلبي إن أصداء تشكيل "غرفة فتح حلب" وإطلاق معركتها للسيطرة على باقي أحياء المدينة أثار الرعب في قلوب الشبيحة، ودفع بعضهم للتمرد على قادتهم، ورفضهم القتال في الجبهات الساخنة في كل من حلب القديمة وجمعية الزهراء، في محيط المخابرات الجوية. ويؤكد الحلبي أنه "في حال تقدمت قوات المعارضة إلى مركز المدينة في ساحة سعد الله الجابري، فإن ذلك يعني إمكانية سقوط حلب أمنياً، لا سيما أن هناك مراكز عسكرية وأمنية هامة للنظام، منها فرع حزب البعث الحاكم، ومبنى البريد والقصر البلدي". وفي أحياء النظام القريبة من خطوط المواجهة، عززت عناصر الأمن والشبيحة الحواجز بعناصر إضافية، في الوقت الذي قال سكان من حي المريديان إن عناصر من مقاتلي النظام قاموا بتجهيز دشم وأكياس الرمل على أسطح بعض المباني، تحسباً من تقدم المعارضة في أي لحظة. ويشعر سكان مناطق النظام في حلب بحالة من الخوف من مصير مجهول، وعبر مواطنون عن خشيتهم من تحول حلب إلى إدلب ثانية، تصبح مرمى لبراميل النظام في حال سقطت قواه الأمنية، وانسحبت من ما تبقى لها في المدينة. تكرار مأساة النزوح للمرة الثالثة: وقال أحمد (37 عاماً، وهو موظف حكومي) إنه يخشى من تكرار مأساة النزوح للمرة الثالثة، بعد أن فقد منزله في حي صلاح الدين جراء القتال، واضطر للنزوح لحي الأشرفية، قبل أن ينزح عنه أيضاً لوصول المعارك هناك، مشيراً إلى أنه لا يمتلك أي دخل سوى راتبه، ويشعر بالخوف من توقفه في حال سقوط النظام بحلب. لكن إبراهيم (33 عاماً، والذي كان يمتلك أحد المحال التجارية) حسم أمره بالخروج من المدينة قبل أن تحدث الكارثة، كما وصفها، وقال للجزيرة نت إنه عازمٌ على السفر إلى تركيا عند أخيه بحثاً عن حياة جديدة، وبالتزامن مع المعارك، تشهد أسعار المواد الغذائية من الخضار والفواكه ارتفاعاً جنونياً، يبرره الباعة للمشترين بأنه ناجم عن انخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأميركي.
الجزيرة نت
زمان الوصل
العصر
أسرة التحرير
هيئة الشام الإسلامية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة