الاتحاد برس
تصدير المادة
المشاهدات : 3222
شـــــارك المادة
فرضت عملية السيطرة على اللواء 82 دفاع جوي في ريف محافظة درعا الأوسط، يوم الأحد، معطيات جديدة، كانت ضمنياً في حسابات جيش الأسد المحبط جنوباً، وإن كان خارج السيطرة الفعلية.
مجموع المعطيات السابقة تمثلت بسيناريو يقلق وبقوة عرين الأسد المختبئ في العاصمة، والذي تواردت إليه اليوم أنباء سيطرة الجيش الحر بدرعا على أهم لواء عسكري له في الجنوب السوري إطلاقاً، ما يمهد فعلياً لبدء عملية زحف حقيقي باتجاه الشمال والشمال الشرقي من درعا، والذي أفرزت بداياته، اليوم، وبشكل متزامن مع تحرير اللواء 82 سلسلة عمليات تحرير في كل من الفقيع والسحيلية شمال غرب درعا القريبة من ربف القنيطرة الشمالي. عمليات متناسقة: كل العمليات القتالية السابقة، والتي أطلقت في ثلاث معارك متناسقة يوم أمس الأول (وما النصر إلا من عند الله - صولة الموحدين - فداك يا رسول الله)، تيمناً بنصر الله وذوداً عن حمى نبيّه، لم تكن من قبيل البركة على قوات الأسد التي انسحبت بأرتالها وسط خسائر فادحة بالأرواح والعتاد باتجاه التقوقع في "الفرقة التاسعة" في مدينة الصنمين. حيث الواقعة الكبرى بعد حين، والفوج 175 واللواء 12 في إزرع الذين بدأت تقلوب من فيهما من جند الأسد تدق انتظاراً لساعة لا ينفع فيها أسد ولا هم يحزنون، لتبدأ الشكوك وأضغاث الأحلام تتصوّر واقعاً في بدء الزحف الحقيقي إلى ريف العاصمة، ومن ثم إليها هي ذاتها. سلسلة عمليات قتالية جرت على محاور عدة أبرزها الفصائل التابعة للنظام داخل مقر قيادة اللواء 82 وما يسمى "كتيبة النيران" الواقعة شمال غرب مدينة الشيخ مسكين مع عدد من المزارع المحيطة بها كانت تتحصن بها قوات النظام، وهو ما أدى لمقتل ما يزيد عن خمسة وثلاثين عنصراً منهم، بينهم ضابط برتبة عميد، واغتنام عدد كبير من المدرعات والعتاد الحربي. خطوة مدروسة: مصدر عسكري قيادي من الجيش الحر يقول لـ"الاتحاد برس": "ما جرى اليوم هو خطوة مدروسة، وليس بردة فعل، وأقصد تحرير اللواء 82 وعدة نقاط أخرى هامة للغاية.. هي استراتيجية لا بد من اتباعها ضد قوات الأسد التي تستهدف المدنيين يومياً، من المهم جداً أن تقترب من طوق دمشق لأنه في الحقيقة غايتنا وهدفنا الأساسي من كل ما نقوم به الآن". ويضيف المصدر الذي فضل عدم كشف اسمه "معاركنا هنا في الجنوب هامة، لأنها البوصلة التي سنتحرك من خلالها، لكن الشيخ مسكين والمدن والقرى هنا ليس غاية المقاتلين الأولى، ولكنها وسيلة لتحقيق الغاية الاساسية، وهي تطويع تلك المواقع الحيوية لتكون قاعدة استراتيجية تنطلق منها عمليات لاحقة باتجاهات عدة منها الصنمين، كناكر، سعسع، إزرع، قرفا، كل ذلك سيقودنا بالمحصلة إلى الغوطة الغربية ومنها إلى دمشق". الوصول إلى دمشق: وفي سؤال حول ما إذا كانت قوات الجيش الحر وباقي الفصائل قادرة فعلاً على الوصول لـ"الطوق الدمشقي" يجيب: "طبعاً لكل شيء ثمن، وهذا الأمر ندركه جيداً، خسرنا في اليوم في تحرير اللواء 82 أكثر من خمسة وعشرين مقاتلاً وعدداً بسيطاً جداً من الآليات، لكن رغم ذلك لم نتوقف، دفعنا شيئاً لنأخذ بالمقابل أشياء. وهنا وأقصد قطاع درعا الأوسط باتجاه الفوج 175 واللواء 12.. سنقاتل بكل ما نملك من عدة وعتاد وسنستغل كل الثغرات، خاصة أن طبيعة الأرض تسمح بحرية الحركة هنا، ومن ثم تنفيذ عمليات إحاطة تعبوية بقوات الأسد، تماماً كما فعلنا بتل الحارة قبلها والشيخ مسكين اليوم". وعليه، فالسيناريو الحالي، إطباق حصار خانق من جهة الغرب على أخر ما تبقى للنظام بدرعا، وثوار متمركزين لجهة الجنوب والجنوب الشرقي، وتمترس أخر للثوار على محور القنيطرة الشمالي والوجهة الجديدة معركة ربما لن تكون كاسرةً لذراع الأسد كما كانت في "اللواء 82"، بل قد تشلّ تلك الذراع جنوباً، إذا ما قُدّر لها النجاح. حيث ستتمحور على نقاط الارتكاز الأخيرة للنظام في ريفي درعا والقنيطرة الشمالي والشرقي وهي، الفرقة التاسعة وكل من سعسع وكناكر والفوج 175 واللواء 12، لتفرز الأيام القادمة التطورات الدراماتيكية الأكثر شغفاً للثوار.
والأكثر رعباً لنظام باتت قواته تترك عتادها وتولي الأدبار حيث سيستمر التقوقع من درعا حتى يصل ذروته في تخوم داريا وفق ما أكده مصدر عسكري من الفيلق الأول بدرعا.
العربية نت
هيئة الشام الإسلامية
الجزيرة نت
الهيئة العامة للثورة السورية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة