..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

جامعة بالعربية والإنكليزية للطلاب السوريين في تركيا

صحيفة الحياة

١٤ يناير ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3066

جامعة بالعربية والإنكليزية للطلاب السوريين في تركيا
650_433_0142122311284317.jpg

شـــــارك المادة

في مخيّم للاجئين السوريين في تركيا، يحلم أسامة عيسى (19 عاماً) بأن يدرس الهندسة، لكن عيسى لا يتحدث التركية بطلاقة كي ينجح في امتحان المهارة اللغوية المطلوبة لدخول الجامعات الحكومية.

 

 

هو ليس وحده، كثيرون من بين المليون و600 ألف سوري الموجودين في تركيا بعدما نزحوا من بلدهم بسبب الحرب الأهلية، لا يتحدثون التركية وليسوا قادرين على تحمّل تكاليف دروس اللغة، وفق ما يقول ماتين كوراباتير الذي يرأس جماعة "مركز أبحاث اللجوء والهجرة" في أنقرة.
ويقول الطالب عيسى في مركز نيزيب للاجئين قرب مدينة غازي عينتاب بجنوب تركيا: "يجب أن يتمكن الطلاب من تلقي التعليم باللغة التي يشاؤون، ولكن هنا علينا أن نتعلّم التركية، ويضيف: "إنني أحاول أن أتعلم (اللغة)".

جمع موارد مادية لبناء جامعة للاجئين:
لكن أنور يوسل، وهو رجل أعمال تركي، أتى بخطة طموحة لمعالجة هذه المشكلة. فهو يأمل بجمع موارد مالية لإنشاء جامعة تركية مخصصة للاجئين السوريين يتم تقديم الدروس فيها بالعربية والإنكليزية، إضافة إلى التركية.

وقال يوسل في مقابلة مع أسوشييتد برس خلال زيارة قام بها أخيراً إلى نيويورك، حيث تلقى جائزة في مجال التعليم: "إنني أعتقد حقاً أن علينا أن نُعلّم هؤلاء الشبان"، وأضاف: "إذا لم يكن بوسعنا أن نعلّمهم فسيكونون مشكلة كبيرة لتركيا وبلدهم - للمنطقة كلها".
ويتصوّر يوسل إقامة كليات تعليمية صغيرة في مدن تركية قريبة من الحدود السورية، بما فيها مدينة غازي عينتاب، ووفق مشروعه، ستقام الكلية الأولى في إقليم هاتاي (لواء اسكندرون)، وهو يأمل بأن يبدأ التدريس فيها خلال السنة الدراسية 2015 - 2016، بمشاركة 1500 طالب، في حال حصل على الإذن الرسمي المطلوب من الحكومة لافتتاح الجامعة، ووفق تصوره أيضاً، سيتم توظيف 400 جامعي سوري من بين اللاجئين أيضاً.
ويقول يوسل إن الطلاب السوريين لن يكون في إمكانهم دفع أقساط الجامعة، لذلك فهو سيقدم مناشدة لحكومات ومؤسسات وأشخاص لدعم مشروع الجامعة التي يقدّر أنها ستكلّف 51 مليون دولار في السنة الأولى، قبل أن ترتفع التكلفة إلى 290 مليون دولار في السنة الخامسة التي يقدّر أنها ستستوعب 5500 طالب، ويقول إنه سيساهم لوحده في السنة الأولى بـ9.5 مليون دولار.

نمو في القدرة الاستيعابية:
ويعتبر يوسل "أن هناك إمكانية نمو (في القدرة الاستيعابية للجامعة) إلى حدود 20 ألف طالب"، وعلى رغم أن المهمة تبدو صعبة، إلا أن يوسل لديه تاريخ حافل بالنجاح.
فهو يرأس "مجموعة بهتشة شهير التعليمية" التي تملك سلسلة من المدارس الخاصة التي تضم 30 ألف تلميذ في 55 كلية في أنحاء تركيا، إضافة إلى "جامعة بهتشة شهير" في إسطنبول، كما تملك الجامعة كليات في تورنتو وواشنطن وسيليكون فالي وبرلين وكولونيا وهونغ كونغ وروما، إضافة إلى حصولها حديثاً على رخصة إنشاء جامعة جديدة في واشنطن تُدعى "بي أي يو إنترناشونال يونيفيرسيتي".

حرمان السوريين من التعليم:
ويقول يوسل: "فقط من خلال التعليم يمكننا أن نغّير حياة الإنسان... وأعتقد أن شخصاً واحداً بإمكانه أن يغيّر العالم"، وقد حرمت الحرب الأهلية في سورية جيلاً من التلاميذ من التعليم، كما أن البالغين الذين يأملون بدخول الجامعات هم من بين الأكثر تأثراً بتداعيات الأزمة.
فقد خسر كثيرون منهم دراستهم كما أنهم يواجهون ضغوطاً لمساعدة أهلهم مادياً، كذلك، فإن من غير المرجح أن يحصلوا على دعم في مجال التعليم في الدول التي يلجأون إليها لأن المانحين يميلون إلى التركيز على الأطفال الصغار أولاً، قبل الالتفات إلى المراهقين وأولئك الذين يريدون الالتحاق بالجامعات.
وقد جعلت تركيا من الممكن أن يتسجّل السوريون في الجامعات الحكومية من دون خضوعهم لامتحانات الدخول التي يتنافس فيها الطلاب بشدة، كما سمحت لهم بألّا يقدّموا شهادات تثبت أنهم أنهوا دراستهم الثانوية، لكن ضرورة التمكن من اللغة التركية تبقى مشكلة كبيرة أمام الطلاب السوريين.
ويقول بصير السويد أستاذ التاريخ في مخيم نيزيب للاجئين، والذي ترك سورية قبل عامين: "الجامعات التركية لا تقبل سوى القليل من الطلاب السوريين"، ويضيف: "السبب يكمن في مشكلة اللغة التركية، كما أن كثيرين لا يمكنهم دفع تكاليف الدراسة".
ويوضح أن دروساً في اللغة تقدّم في مخيم اللاجئين خمس ساعات في الأسبوع، و "لكن إذا كانت هناك جامعة عربية فهم سيحصلون على تعليم أفضل وسيكون لديهم حياة أفضل"، وقد نزح السوريون من بلادهم إلى البلدان المجاورة مثل الأردن ولبنان والعراق حيث اللغة السائدة فيها هي العربية، بعكس تركيا.
ويقول الباحث كوراباتير في أنقرة: "عائق اللغة يمثّل مشكلة كبيرة... عندما يعود هؤلاء الناس يوماً ما إلى سورية يجب ألّا يكون هناك جيل ضائع، يجب أن يكون هناك جيل من الناس القادرين على إعادة بناء بلدهم"، عيسى الطالب البالغ 19 سنة يأمل بأن يكون واحداً من هؤلاء، يقول: "أريد أن أصبح مهندساً... إذا انتهت الحرب في سورية فسيكون هناك حاجة إلى مهندسين".

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع