أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 3067
شـــــارك المادة
تحرير معسكري وادي الضيف والحامدية :
يعتبر تحرير معسكري وادي الضيف والحامدية الإنجاز الأكبر للثورة السورية خلال أشهر، إذ فشلت سابقاً عدة محاولات في اقتحامهما، كما يعتبر المعسكران إحدى النقاط التي تسببت في مقتل العديد من المدنيين عبر قصف القرى والبلدات المحررة في ريف إدلب الجنوبي. وتشكل عبئاً على الثوار باستنزافها المئات من الأفراد المرابطين في محيط المعسكرين. حيث قامت كل من حركة أحرار الشام الإسلامية وجبهة النصرة والفرقة 13 من الجيش الحر وعدد من التشكيلات بهجوم واسع ضم أكثر من 2500 مجاهد، تمكن خلالها الثوار من تحرير المعسكرين المكونين من 25 حاجزاً خلال 24 ساعة . وقتل وجرح المئات من قوات النظام، كما لاحق المجاهدون الفلول الهاربة من المعسكرين حتى جنوب إدلب واعتقلوا العشرات منهم. يعطي هذا الانتصار للفصائل والسوريين بشكل عام دفعة معنوية قوية في ظل انحسار التقدم العسكري للثوار. كما أنه يوفر المئات ممن كانوا يرابطون حوله، ويوجه الجهود نحو مناطق أخرى، بعد أن أصبح ريف إدلب محرراً بشكل شبه كامل بعد هذا الانتصار. وادي بردى تخضع النظام لمطالبها : استجاب النظام الأسدي لمطالب منطقة وادي بردى، بعد أن قطع الثوار المياه عن كامل مدينة دمشق، وانتشرت الأمراض كالقمل والجرب، وازداد سخط المدنيين ، فأطلق سراح السجينات من المنطقة وتراجع عن مناطق كان قد احتلها حديثاً. خسائر حزب الله في القلمون : القلمون السوري يستمر في استنزاف الحزب الذي زج بقواته في كامل أنحاء سوريا لمساندة نظام الأسد، إذ قتل خلال أسبوعين أكثر من 23 عنصراً لحزب الله في القلمون.
حلب تحت الخطر: شراسة النظام شمال مدينة حلب، واعتماده منذ أسابيع على العنصر الأجنبي، تؤكدان أهمية حصار مدينة حلب المحررة عن ريفها وعن الحدود التركية. وقد خسر النظام خلال الأيام الماضية العشرات من الميليشيات الأجنبية، إلا أن عملياته ماتزال على وتيرتها وتزداد. وسيحقق النظام السوري بتقدمه في تلك المناطق مكاسب عديدة، أهمها ورقة ضغط مهمة في مبادرة دي ميستورا، بالإضافة لفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء المواليتين شمال غرب حلب . الكلور كبديل يومي للكيماوي و إعدام العشرات في السجون : استمر النظام السوري باستخدام غاز الكلور في الكثير من الجبهات ، خاصة جوبر والشيخ مسكين وشمال مدينة حلب، ووجد فيه بديلاً مناسباً لعدم إحراج المجتمع الدولي في قضية استخدام الكيماوي ! كما قام النظام بإعدام 131 سجيناً كانوا قد أصيبوا بالطاعون داخل سجون الأسد. فيما تواردت أنباء عن اعتقال النظام السوري للعشرات في مدينة جبلة الموالية لإلحاقهم بخدمة العلم. مجلس عسكري موحد للفصائل الثورية : أطلقت مبادرة (واعتصموا ) المجلس العسكري لقيادة الثورة السورية، والذي شُكِّل من أكثر من 100 فصيل عسكري ثوري، وأعلن المجلس عن نفسه كمجلس عسكري لقيادة الثورة، ولإدارة المناطق المحررة، كما اختير وزير العدل السابق في الحكومة المؤقتة القاضي قيس الشيخ رئيساً له. وأوضح المجلس أنه ليس بديلاً عن أي تشكيل سياسي موجود، وأنه لا يتبع ولن يتبع لأي جهة سياسية كالائتلاف وغيره. ويبني السوريون على المجلس آمالاً كبيرة، كونه أول مجلس عسكري يضم أغلب الفصائل العسكرية، ويسعى لتحقيق قوة مركزية تحت قيادته. النصرة ولبنان : فشلت مفاوضات تبادل الأسرى بين جبهة النصرة ولبنان، وقد اتهمت النصرة الحكومة اللبنانية بعدم الاهتمام وبفقدان القدرة على التفاوض نظراً لسيطرة حزب الله على قرار الحكومة اللبنانية، فيما صعدت الحكومة اللبنانية من إجراءاتها الأمنية بعد بيان النصرة واعتقلت عدداً من النساء يُعتقد أنهن زوجات لأمراء في جبهة النصرة وداعش. الحراك الروسي لحل الأزمة السورية : تلا زيارة الخطيب حديث إعلامي واسع عن مدى مصداقية ما قيل عن تخلي موسكو عن الأسد، ليتضح فيما بعد عبر تصريحات واضحة للخارجية الروسية أنها متمسكة بشريكها الأسد، وأنها تسعى لترتيب حوار بين المعارضة والنظام السوري، وأن أقصى ما يمكن أن توافق عليه روسيا هو حكومة وحدة وطنية بصلاحيات واسعة مع بقاء الأسد رئيساً للجمهورية، والحفاظ على بنية الأجهزة العسكرية والأمنية للنظام السوري. تفسيرات كثيرة طرحت لهذا الحراك الروسي الدبلوماسي ، إذ ذكر أنه رداً على التقارب الإيراني – الأمريكي والتنسيق الأمني العسكري في منطقة الشرق الأوسط، في محاولة من روسيا لاستعادة حضورها في المنطقة. ويبدو أن أمريكا التي تبدو متمسكة ببقاء الأسد هي أيضاً – أو على الأقل ليست مستعجلة على غيابه – لا تمانع النشاط الروسي الدبلوماسي، وتدرك أنه سيبوء بالفشل نظراً إلى أن المعارضة التي ستختارها روسيا لا تمثل القوى الفاعلة ولا تملك قراراً يغير شيئاً على الأرض، كما أن المعارضة الحقيقية لن تقبل باتفاق بعيد جداً عن أهداف الشعب السوري. لذا فأمريكا لن تمانع هذا النشاط الروسي الذي لن يثمر، لكن قبولها به سيظهر أمريكا تسعى لحلحلة الأمور في سوريا، ويعطي مبرراً لوقوفها مكتوفة اليدين مما يحدث. الخلاف التركي – الأمريكي: يبدو أن أمريكا ماتزال ترفض المشروع التركي في إقامة منطقة عازلة شمال سوريا، وأن هذا ينطلق من رغبتها في بقاء الصراع على حاله دون تقدم عسكري – خارج عن ترتيباتها – للمعارضة. يأتي هذا في وقت تراجع فيه تقدم تنظيم الدولة في مدينة عين العرب – كوباني – واستطاعت قوات البيشمركة الكردية التقدم داخل المدينة. كما أطلق الرئيس التركي رجب طيب أرودغان تصريحاً مرتفع اللهجة، وصف فيه المواقف الأمريكية من الثورة السورية بالوقحة. تنظيم الدولة الإسلامية : ازداد نشاط التنظيم في صحراء سوريا وصولاً إلى أطراف حمص وحماة وريف دمشق، وظهرت بيعات جديدة من مجموعات للتنظيم، كان من بينها مجموعات في بئر القصب بريف دمشق، وقامت باعتقال وقتل عدد من الثوار، ومصادرة أسلحتهم، إلا أن ثوار المنطقة من جيش الإسلام وأسود الشرقية وحركة أحرار الشام قاموا بتوحيد جهودهم لاسترداد المنطقة ومحاربة هذه المجموعات. كما استلم التنظيم من قبيلة الشعيطات 4500 قطعة سلاح فردية ( كلاشنكوف ) مقابل إرجاع الأهالي لبيوتهم وبلداتهم . أما فيما يخص مطار دير الزور، فقد باءت محاولات التنظيم بالفشل – حتى الآن – مع أنه وجه عمليات واسعة بدأها بعدد من العمليات التفجيرية ، لكن يبدو أن النظام الأسدي لا مصلحة له بسقوط مطار دير الزور حالياً، خاصة في وقت يقدم فيه الأسد نفسه كحليف للتحالف الدولي في حرب الإرهاب، وأنه العنصر الذي ينقصه التحالف، فهو من البر والتحالف من الجو. يأتي هذا في وقت تتصاعد فيه عمليات التنظيم في العراق، وتزداد العمليات المقابلة من طرف الحكومة العراقية وقوات البيشمركة الكردية، وقيام التنظيم بتفخيخ مناطق واسعة من حقول النفط والمصافي كورقة أخيرة في حال تراجع من تلك المناطق على وقع ضربات التحالف والقوات البرية العراقية. المعارضة السورية السياسية : بدأت الحكومة السورية المؤقتة أولى اجتماعاتها بعد جدال واسع حول قانونيتها واكتمال النصاب القانوني الذي منح الثقة للحكومة. في وقت أعلن فيه الائتلاف أنه سيبدأ بتجديد جوازات سفر السوريين بعد اتفاق مع فرنسا خلال أسابيع. كما أكدت قطر خلال اجتماع مجلس التعاون الخليجي على ضرورة تأسيس هيئة حكم انتقالي وضرورة الحل السياسي للأزمة السورية.
ختاماً : 1- لا يعدو الحراك الدبلوماسي الروسي مراوغة واسترداد مكانة سياسية لها في المنطقة، ولن يصل إلى الحد الأدنى الذي يسعى له الشعب السوري بعد ثورة قدمت مئتي ألف شهيد ومئات الآلاف من الجرحى والمعتقلين والمغيبين. 2- لا بديل خلال هذه المرحلة عن استعادة زمام المبادرة على الأرض، واستمرار التقدم العسكري، خاصة التي تستهدف القطع العسكرية الرئيسية وخطوط الإمداد، وما يساهم في إيقاف تقدم النظام شمال مدينة حلب.
المختصر
الهيئة العامة للثورة السورية
بلال ياسين
علاء الدين عرنوس
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة